نشرت قناة i24NEWS الإسرائيلية تقرير حول طالب سوداني يدرس في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، وهو لاجئ هرب من بلاده بسبب نشاطه السياسي.حسب القناة
وذكرت القناة بأن طالب الاقتصاد "فؤاد عثمان" واحد من بين أربعة آلاف لاجئ سوداني يعيش في إسرائيل، منذ عشرات السنوات ولكل منهم قصة قد لا تشبه الآخر. ويقدر عدد الذين يدرسون منهم في الجامعات الإسرائيلية بالعشرات.
في رده على سؤال للقناة عن أسباب ودوافع اتخاذه قرار الالتحاق بالتعليم الأكاديمي في بلد لازال يطلق عليه صفة المتسلل، قال فؤاد :"اختياري للتعليم نابع من كوني أحب التعليم الأكاديمي عموما منذ الصغر ويوم خروجي من السودان عاهدت والدتي بأن لا اتوقف عن التحصيل العلمي. لكونها تشجعني وتحثني على المضي قدماً في سبيل احراز نتائج ممتازة، والجامعة العبرية هي واحدة من أهم الجامعات في العالم. ببساطة التعليم كان هدفاً سامياً اسعى اليه بكل ما اوتيت من فرصة".
وحول اهم الصعوبات التي واجهته خلال قال فؤاد :"بالطبع واجهتني صعوبات كثيرة وبأشكال متعددة ، أهمها يما يتعلق باللغة العبرية التي لم أكن اتقنها لكنني انتظمت في أحد الدورات في الجامعة المفتوحة وطورت من امكاناتي اللغوية، أيضا واجهت صعوبات من خلال نظرة الطلاب الى باعتباري طالبا مختلفا عنهم من حيث اللغة وكذلك التساؤلات التي تبدوا على وجوههم نظرا لخلفيتي. لكنني ايضاً وجدت مساعدة وتشجيع كبير من الأساتذة في الجامعة الى جانب الطلاب في مرحلة ما بعد التأقلم".
الى جانب التعليم يعمل فؤاد عثمان ساعات طويلة في احدى المحال التجارية في مدينة القدس المحتلة. رغم المعاناة وظروف الحياة الصعبة وسياسات تفرضها الدولة العبرية تجاه طالبي اللجوء القادمون من افريقيا، إلا أنه يواصل مسيرته الأكاديمية، وتعليقا على هذه الظروف التي يواجهها يقول:
:"الدولة تفرض علينا سياسات قاسية جداً ولا يسمح لنا بالعمل الا في الاعمال الهامشية مثل البناء والنظافة والمطاعم، وانا اعمل مسؤولا في مطعم "بيرغر روم" اعمل لساعات طويلة لأجل تمويل مصروفاتي في الدراسة رغم ان الجامعة تقدم لي بعض التسهيلات بالخصوص أي ان إدارة الجامعة اعفتني من دفع جزء من رسوم الدراسة مع ذلك انا بحاجة الى العمل لأجل تأمين الجزء المتبقي من الرسوم فضلاً عن السكن ومصروفي اليومي. واسمح لي عبرك أقدم الشكر لإدارة الجامعة وأساتذتي الأفاضل وكذلك لزملائي الطلبة على مساعدتهم ودعمهم".
وحسب القناة الإسرائيلية قاعات المحاضرات ليست جديدة على فؤاد. فقد كان طالباً بجامعة النيلين في السودان قبل ان يفصل بسبب نشاطه السياسي.
وحول الفرق بين قاعات الجامعة العبرية وجامعة النيلين في السودان قال فؤاد:"في المجمل قاعات الدراسة ليست جديدة علي، الا انني اعترف بأن الفروقات كبيرة جدا، وقاعات الجامعات الإسرائيلية متطورة مقارنة بقاعات الجامعات السودانية، لقد كنت طالباً في جامعة النيلين وليس هناك أي مقارنة بين نظام الدراسة هناك القائم على التلقين ونظام التعليم في إسرائيل الذي يرتكز على البحث العلمي إضافة الى استخدام التكنولوجيا في التدريس، في بعض الأحيان الحرم الجامعي هنا يذكرني بالسودان واحن لبلادي"