- بقلم علي بدوان ...عضو اتحاد الكتاب العرب
يحق لنا، ويحق له، ان يوصف بالمُجدد الدائم، والمبادر، والإستثنائي بعمله والتزامه الدؤوب برسالته العلمية والتربوية، القيمية والوطنية. فما كلَّ وما ملَّ، من العمل اليومي في وزارة التربية طوال سنواتٍ، وهو يحاول ويجتهد، في تقديم المادة الدراسية العلمية من خلال الكتب والمطبوعات والمناهج المدرسية، والمواد ذات العلاقة، والإشراف على تقديم الجديد والمتطور لعموم المدرسين في مجالات طرائق التدريس واستخدام التقنيات العلمية (التوضيحية)، وصولاً لإشرافه وتقديمه الدورات الخاصة بالمدرسين، والإبحار في هذه الميادين التي تصنع البلاد وترتقي بالعباد.
إنه الدكتور عمر أبو عون، الموجه الأول لمادة العلوم في وزارة التربية بدمشق، رئيس ومنسق وحدة الإختبارات الوطنية لتطوير المناهج التربوية، مصدر فخرٍ واعتزاز لكل من عرفه، ولكل من يتعرَّفَ عليه، الذي لم يوفر مرجعاً لمواد العلوم، إلاّ ونهل منه، بما في ذلك ترجمته لتلك المراجع، وقرائتها بلغة كاتبيها، خاصة وأن الدكتور عمر أبو عون يمتلك ناصية اللغة الإنكليزية، وناصية اللغة الروسية...
وجديد الدكتور عمر أبو عون، صدر قبل ايام (اساسيات علم الوراثة) بواقع نحو 400 صفحة من القطع الكبير، وبمجلدٍ مرموق، ومرفق بالرسوم والصور التوضيحية والتفصيلية المُتعلقة بالجينوم (الصبغيات) والوراثة بشكل عام، وما الى ذلك، والتي تجعل القارىء المُهتم ينجذب فوراً لنهل مضمونه، والإستزادة منه، فهو في حقيقته مرجع في أساسيات علم الوراثة عند مختلف الكائنات الحية، ومنها الإنسان، وقد قامت وزارة التربية بطباعته بالشكل الفاخر والأنيق.
وهنا نود، أن نطرق باب الوزير الصديق الطيب الدكتور دارم الطباع، ونقول "أنَّ لوزارة التربية أن تُقدّم كتاب شكر ومكافأة للدكتور عمر ابو عون على التزامه وعمله منذ نحو عقدين من الزمن في وزارة التربية".
عرفته، بالتزامه، ومناقبيته العاليه، ونزاهته، وامانته، واخلاصة في العمل فـــ "العمل عمل"، ولاشيء غيره حال الإلتزام به. لذلك دوماً تجده خلف طاولته في العمل من بداية وحتى لحظات الدوام الأخيره... فلايغيب، ولايخرج، ولا يأخذ حتى اجازاته السنوية.
عرفته، منذ ايام الطفولة في مدارج مخيم اليرموك، حين كنّا نقطن بجوار بعضنا البعض قبل محنة ونكبة اهلنا الثانية في اليرموك بعد النكبة الكبرى عام 1948. فهو من قضاء طبرية، ونحن من حيفا، والكل سواء في وطنٍ يتوجع وينتظر عودتنا وإن طال الزمن وتعثرت الدروب.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت