من يملك مشروعا؟

بقلم: بهاء الدين الغول

بهاء الدين الغول.png
  • بهاء الدين الغول

٧-١٢-٢٠٢٢

في سلسلة مداخلات ضمن مؤتمر التقرير الإستراتيجي لمركز مسارات، تحدث قادة من حركة فتح والفصائل الفلسطينية وفلسطينيي ٤٨، بشكل خاص عن المصالحة والعلاقات الداخلية الفلسطينية، وبشكل عام عن الوضع الفلسطيني والإقليمي، وأستطيع من خلال ما استمعت إليه أن أؤكد أن الفصائل الفلسطينية غير جاهزة لمواجهة خيارات أبو مازن الكارثية ولا للتعامل مع غيابه.

كل قادة الفصائل الذين حضروا اللقاءات، طالبوا -وللأسف تغيب عنهم فكرة أن القائد لا يطالب ولكن يقرر- بالوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج سياسي مشترك، وبصراحة، أطرح سؤالا مهما، من الذي سيتفق؟ وماذا ينتظرون للاتفاق؟ لا أحد يجيب على هذا السؤال، وكأن المسألة لا تخصهم، أو أن شخصا ما في الخارج يملك هذا القرار.

محمود العالول -نائب رئيس حركة فتح- تحدث في مداخلة طويلة عن كل شيء في العالم، من أوكرانيا إلى التركيبة الداخلية الإسرائيلية وغيرها، ثم ختم بمطالبة مركز الدراسات باقتراح حلول! وصدق المثل " مجنون رمى حجر بالبير وألف عاقل ما اطلعه"، فمن يملك مفاتيح كل شيء هو محمود عباس، وهذا تحديدا ما يجعلني متأكدا أن الفصائل غير جاهزة لتحمل مسؤولياتها.

لا أحد يضع حلا لتجاوز الحظر الذي يفرضه محمود عباس على الوصول إلى منظمة التحرير، بل إنني تفاجأت أن البعض يرى في المجلس المركزي الفلسطيني منتخبا وشرعيا! وأنا لا أعرف متى جرت آخر انتخابات في منظمة التحرير، ومعلوماتي أنه ربما جرى شيء يشبه الانتخابات لأول وآخر مرة يوم تأسيس المنظمة أواخر ١٩٦٣، أي قبل ٦٠ عاما تقريبا!

بكل وضوح، لا أحد يناقش تجاوز محمود عباس، وهذا مؤشر خطير جدا على أن ما تفعله السلطة ضد النسيج المجتمعي الفلسطيني، والمساس الواضح بثوابت الفلسطينيين وعقيدتهم الوطنية قابل للتشخيص فقط، لكن لا أحد يفكر في علاجه.

المؤكد أن كل الظواهر الفلسطينية، مثل العـ.ـرين وغيرها لا يمكن أن تستمر في ظل وجود السلطة، وأن بناء الحاضنة الشعبية صعب جدا في ظل وجود تيار يهدم المفاهيم الوطنية ويحاصرها ويستهدفها كما حصل في نابلس ويحصل في جنين، فماذا تنتظر الفصائل التي برعت بشكل كبير في تحليل المشهد وتشخيص المرض؟

أستطيع أن أؤكد أيضا أن البعض لم يغادر بعد مربع الحسد التنظيمي، ولعبة الكراسي، ولم يغادر موقع المواجهة الداخلية إلى الوحدة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية التي تمس بجوهر القضية، بل إن البعض يبرع جدت في تشخيص اهتمامات المجتمع الإسرائيلي الداخلي وينسى تحليل اهتمامات شعبه واحتياجاته.

الخلاصة

إن الفصائل الفلسطينية مطالبة بالفعل، ولا يحق لها أن تطالب مجهولا بذلك، مطالبة بوضع حد لسياسات السلطة وتجاوز منظومة محمود عباس الاحتكارية، واستعادة المنظمة من مختطفيها، ليس بإنشاء كيان جديد، ولكن بإجراء انتخابات تتجاوز محمود عباس وتياره، ويجب أن نكون مستعدين لدفع الثمن، الذي مهما كان باهظا، فهو أرخص بكثير مما سندفعه إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت