أبو جمال: "قادرون على إشعال النار بمواضع عورة الاحتلال متى شئنا"

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى.jpg

قال المتحدث باسم كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية،أبو جمال، إنّ "الجبهة الشعبية عرَّفت نفسها منذ انطلاقتها كحزب سياسي كفاحي، مهمته الأساسية قتال العدو الصهيوني حتى دحره عن أرضنا، كما يضاف إلى ذلك العمل الاجتماعي والديمقراطي والحقوقي".
 
وقال أبو جمال، في حديثٍ لإذاعة "صوت الشعب" بمناسبة الذكرى الـ55 لانطلاقة الجبهة الشعبية، أنّ "تجربة كتائب الشهيد أبو علي مصطفى لم تبدأ بمجموعات النسر الأحمر؛ فحركة القوميين العرب كانت ترفع شعار قتال العدو الصهيوني والرجعيات العربية التي تواطأت معه منذ نشأته، وبالتالي فشكلت أجنحة عسكرية نفذت العمليات الفدائية وقدمت الشهداء"، مشيرًا إلى أنّ "الشهيد الأول من أبناء الجبهة الشعبية وهو الرفيق خالد أبو عيشة، ارتقى عام 1967، أثناء تنفيذ عمل عسكري باسم حركة القوميين العرب وأجنحتها العسكرية".
 
وأضاف : بعد نكسة حزيران والتحليل السليم لحركة القوميين العرب بهزيمة أنظمة البرجوازية الوطنية العربية وليست الشعوب، أخذت الحركة قرارًا بتحويل الفرع الفلسطيني لها إلى الجبهة الشعبية وإنشاء ذراع مقاتل له، مؤكدًا أنّ "الجبهة الشعبية رفعت شعار الجهد السياسي منذ انطلاقتها لخدمة المعركة وأن كل سياسي فيها هو مقاتل في ذراعها العسكري والعكس كذلك".
 
كما قال أبو جمال إنّ "الجبهة الشعبية هي الامتداد الطبيعي والوريث الشرعي والمعبر الحقيقي بأجزَل أشكال التعبير الثوري عن تجربة كتائب الفداء العربي وشباب الثأر والجهاز المقاتل للجبهة في الأردن والأغوار ولبنان ولساحتها الخارجية التي قادها الشهيد وديع حداد، وغيرها من المجموعات والقوات التي كانت تعمل في إطار أجنحتها العسكرية، ونحن امتداد مستمر منذ تأسيس أول جهاز عسكري في حركة القوميين العرب حتى اللحظة، ومسيرتنا طويلة ومستمرة".
 
ولفت إلى أنّ "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى مؤسسة عسكرية ثورية تعمل تحت إطار سياسي له أهدافه بكنس الكيان الصهيوني عن كامل تراب الوطن الفلسطيني وتصفية وجود الصهاينة عن أرض فلسطين بالمعنى السياسي والعسكري والاقتصادي، وإقامة المجتمع العربي الاشتراكي الموحَّد ليكون جزءً من دولة الوحدة العربية".
 
تابع: إنّ "سلسلة عمليات ذراعنا العسكري التي نُفذت وصدمت العالم وهزت عروش الامبرياليين والرجعيين داخليًا وخارجيًا، وكلُ من ناضل في صفوف الجبهة الشعبية ونحن من ضمنهم ومن سيلحقنا من رفاق؛ نخدم الهدف السياسي للجبهة الشعبية الذي يعبر عن هدف شعبنا وأحرار أمتنا والعالم، بكنس الاحتلال وإقامة دولة فلسطين التي يحيا سكانها بعدالة من دون تمييز أو فصل على أساس العرق أو الدين أو المعتقدات السياسية والمجتمعية"، مضيفًا أنّ "المرحلة التي يحياها شعبنا بمقاومته هي مرحلة تحرر وطني، وكل ما يجري الحديث عنه من سلطة حكم ذاتي ومشروع الدولة على حدود الـ 67 والتسهيلات الاقتصادية هي أوهام تبخرت ولا تساوي قيمة الحِبر التي كُتبت به".
 
وأكد أبو جمال أنّ "مرحلة التحرر الوطني يلزمها جيش شعبي وقواعد فدائية وبؤر ثورية وجماهير باسلة تلتف حول المقاتلين، وبالتالي فلا نترك وسيلة أو سبيلًا إلّا ونسلكه من أجل تعظيم قدراتنا على امتداد الأرض المحتلة وليس في قطاع غزة فقط، ونبذل فوق طاقتنا وأكثر مما يتخيله العقل لمراكمة الخبرات وأسباب ووسائل القوى بالمعنى العملياتي لقمع العدو الصهيوني وتصفية وجوده"، مؤكدًا أنّ "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى لديها ما يكفي لردع العدو الصهيوني وإيلامه وإشعال النار في قرارة قلبه وما تسمى بمنطقة المركز "قوجدان – تل أبيب ومحيطها".
 
وأضاف: "إذا ما تابعنا الإعلام العبري فسنشاهد ما يُنشر من صور وتحريض على الجبهة الشعبية وذراعها العسكري في الضفة المحتلة، ونقول بأن الألغاز التي يدّعي العدو أنه استطاع حلها في الضفة أقل بكثير من تلك التي لم يستطع كشفها ويدعي أنه يعرفها ويعرف معلوماتها، والدليل هو أن الجبهة تقدم الشهداء في كل شهر في الضفة خلال تنفيذهم أعمال عسكرية فدائية، ونحن تجاوزنا بما لدينا مرحلة الغلاف، وندعو الإعلاميين إلى توجيه كاميراتهم نحو منطقة المركز لدى الاحتلال في المواجهة القادمة، وعلى الإعلام العبري أن يتحسس مواضع عورة الاحتلال جيدًا، فنحن نعرفها وقادرون على إشعال النار فيها متى شئنا".
 
وشدد أبو جمال على أنّ "رأس الجبهة الشعبية سيظل مرفوعًا ما دامت البنادق في أيدينا، وكل العمليات التي تنفذها الجبهة لم تُنَفذ عشوائيًا، فعندما نفذنا عمليات صادمة حول العالم كانت الجبهة رافعة لشعار اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بها، لأنه كان متأثرًا بالرواية الامبريالية والصهيونية ومنكِرًا لحقوق شعبنا"، مشيرًا إلى أنه "بعد أن استنفذت العمليات الخارجية مهمتها وأدت رسالتها، اتخذت الجبهة قرارًا بإيقافها، وهذا ما يدونه تاريخ الجبهة".
 
وقال المتحدث باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى: "نحن الآن نحيا في عالم انهار فيه المعسكر الذي كان ظهرنا وسندنا بفعل الدور الامبريالي، والحديث يدور حول انهيار الاتحاد السوفييتي، وبالتالي فنحيا في عالم أحادي القطبية، ونقاتل داخل الأراضي الفلسطينية من أقصاها إلى أقصاها لمقارعة العدو الصهيوني، وذلك إيمانًا وتنفيذًا للتوجيهات السياسية العامة لحزبنا بأن العمليات الخارجية حققت أهدافها ورسالتها بتعريف العالم بقضيتنا".
 
ولفت إلى أنّ "الجبهة الشعبية بكل رفاقها كبارًا وصغارًا يرفضون التطبيع بكل معانيه السياسي والاقتصادي وحتى النفسي؛ بمعنى أننا ضد حتى استيعاب أحد من أبناء أمتنا وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ونعتبر ذلك خيانة".
 
وأوضح أبو جمال أنّ "أنظمة الرجعيات العربية تغولت؛ لأننا في عالم متغيّر، والجغرافيا السياسية وسطوة المال تلعبان دورًا كبيرًا فيه، وبالتالي فالرجعيون تغولوا مستندين إلى رأس المال الذي يملكونه وإلى التحالف المُعلَن مع الأنظمة الامبريالية العالمية بالرغم من أن هذه الأنظمة عدو للشعوب العربية، وعلى أساس أن الوجود الصهيوني يعني استمرار وجودها والعكس كذلك، والأنظمة العربية والكيان الصهيوني يؤدون دورًا وظيفيًا في خدمة الامبريالية العالمية، والعديد من الدول التي تعادي المقاومة الفلسطينية تضع الجبهة الشعبية على قائمة الإرهاب من أمينها العام حتى آخر رفيق انتمى إليها، والجبهة أكثر تنظيم فلسطيني عربي مصنف بأنه إرهابي حول العالم"، مؤكدًا أنّ "ملاحقة الجبهة الشعبية ووصفها بالإرهاب دليل على أنها لا زالت تشكل خطرًا على الأنظمة الرجعية العربية، وأنها شوكة في عيون كل المطبعين".
 
وأشار إلى أنه "ومنذ بداية انتفاضة الأقصى رفعنا شعار تشكيل جبهة مقاومة موحدة بالمعنى السياسي والعسكري والعملياتي، فذلك يُعظّم القدرات القتالية ويزيد من تأثير عملياتنا ويُسرع من القضاء على الاحتلال، وتُرجم جزء من ذلك مؤخرًا بغرفة العمليات المشتركة"، وأثْرَت غرفة العمليات المشتركة التجربة النضالية والكفاحية في قطاع غزة على قاعدة تبادل الخبرات والمعلومات وتوحيد أشكال القتال، وهي انجاز حقيقي وهام لشعبنا الفلسطيني وشكلت تقدمًا ملحوظًا في توحيد الجهد الكفاحي وخطوة على تشكيل جيش التحرير الفلسطيني.
 
وأبرق أبو جمال بالتحية "للشهداء تامر كيلاني وعمر مناع ولرفاقنا المطاردين في الضفة، وإلى أسرانا الذين سُحقت عظامهم في أقبية التحقيق، والذين يحقق معهم الاحتلال على خلفيات تنفيذ عمليات فدائية باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وإلى أرواح أبطال عملية الكنيس التلمودي في تلنوف الشيهدان عُدي وغسان أبو جمل، ونحيي والأبطال المشتبكين على محاور مخيم الدهيشة وفي الخليل وفي كل مكان."
 
وأضاف: "العدو يقول بأنه أفتك بخلايا عسكرية للجبهة الشعبية وأنها تنفذ عمليات تفجير عن بُعد في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ونحن نقول بأن ما يقوله ويعلمه العدو لا يعدو كونه نقطة في بحرنا"، مشددًا على أنّ "أعداد مقاتلينا كافية لندافع عن شعبنا ونردع العدو الصهيوني بل وتزداد الأعداد يوميًا، والكثير من المنتمين من أبناء شعبنا يطلبون الانضمام لصفوفنا، وإن أردنا فتح الباب على مصراعيه؛ فلا مواقعنا ولا كل المرافق العسكرية لكل فصائل المقاومة تستطيع استيعاب الأعداد التي تتقدم للانضمام إلى صفوف المقاومة".
 
وفي ختام حديثه، قال أبو جمال إنّ "أبناء شعبنا يريدون الانضمام لصفوف المقاومة ليس لأننا شعب يهوى القتال، بل لأن أرواحنا تتوق إلى تحرير بلادنا والعودة إلى أراضينا التي احتلها العدو بالدم والعنف، وتدفيع العدو الثمن على جرائمه بحق الفلسطينيين على اختلاف أعمارهم حتى الأطفال منهم، وهذا ما يظلمنا فيه الإعلام العالمي كفلسطينيين، الكل الفلسطيني يقاتل للحفاظ على المشروع الوطني والمجتمعي، فالجميع معرض لاستهداف صهيوني يودي بحياتهم وحياة أهاليهم وأبناءهم، وبالتالي نقاتل من أجل حياتنا وحريتنا وكرامتنا وإنسانيتنا وأطفالنا وأبائنا وأمهاتنا وأرضنا، وإذا أردنا جميعا كفلسطينيين أن نصبح مقاتلين؛ فهذا لأننا نقع تحت الظلم الصهيوني، وعندما ينجلي الصهاينة عن أرضنا فسنعود إلى طبيعتنا الحياتية على اختلاف أعمالنا كفلسطينيين مدنيين ونمارس حياتنا المدنية".
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة