نضوج اخلاقي

بقلم: هادي زاهر

الرافضون.jpeg
  • هادي زاهر

قد تكون اخلاق الشعوب متشابهة في الأساس ولكن تلعب بها التربية الموجة الدور الأكبر في بلورتها على نسق معين، ونحن لا نستطيع ادانة الشعب اليهودي بسب ان الحكومة الإسرائيلية ترتكب الكثير من الجرائم بحق من حولها، ولكن للأسف استطاعت الحركة الصهيونية ان تجيير قطاعات واسعة لصالحها، لصالح اطماعها التي لا تتوقف عند حد، من هنا فان قطاعات واسعة من الشعب اليهودي تعيش اليوم في ازمة أخلاقية، فهي لا ترى إلا ذاتها وهي على استعداد ان ترتكب كل الموبقات من اجل تحقيق اطماعها، وبالمقابل هناك من لا يريد أن يكون خادما للأهداف الجهنمية للحركة الصهيونية ولكن سرعان ما يتم الضغط على هؤلاء من الأكثرية ليصمتوا، وقد برز مؤخرا  4 شبان يرفضون الخدمة في جيش الاحتلال وتم سجنهم لفترة طويلة لم يسبق لها مثيلا  ليكونوا درسا لمن يفكر باتخاذ نفس الموقف ومنعت السلطات من التضامن معهم وحتى من زيارتهم لرفع معنويتهم، حتى ان وزير الحرب منع أعضاء الكنيست عوفر كسيف وعايدة توما من زيارتهم داخل السجن،

 الشبان هم شاحر شفارتس (18 عامًا)، نافي شبتاي-ليفين (18 عامًا)، عينات غيرليتس (19 عامًا) وأفيتار روبين (19 عامًا)،

وجاء في البيان الذي أصدره الشبان: "قررنا أن نخرج ضد التربيّة العسكريّة التي تفرضها علينا السّياسة الإسرائيلية. ونحن ضد خطاب الكراهية الذي تربينا عليه المؤسسة التربويّة الإسرائيليّة، ونرى أنه لدينا جميعًا الفرصة أن نرفض خدمة الاحتلال والقمع، والعمل من أجل ضمان حقوق الأنسان دون تمييز

 وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتب أور كشتي، أن "نحو 60 إسرائيليا قبل سن التجنيد، وقعوا على عريضة أعلنوا فيها أنهم سيرفضون الخدمة في الجيش بسبب الاحتلال، وقد جاء في الرسالة التي أرسلت مؤخرا لوزير الحرب ووزير التعليم  ورئيس الأركان:  " إسرائيل تطلب منا التجنيد للجيش، المعد كما يبدو لتأمين وجودها، ولكن فعليا نشاطات الجيش غير موجهة بالأساس للدفاع عنها من جيوش العدو، بل من أجل السيطرة على سكان مدنيين، أي أنه يوجد لتجنيدنا علاقة وتداعيات"، وقد قال أحد الموقعين وهو دانييل فلدي من تل أبيب: "منذ سن صغر وهم يربوننا كي نكون جنودا في الجيش، تعلم المدنيات لا يغير كثيرا المسار صاحب الاتجاه الواحد لنظام التعليم الذي تصل ذروته في نهاية المرحلة الثانوية مع الاستعداد للتجنيد بالجيش، وقال اخر "إن رفض التجنيد للجيش ليس "خطوة انفصال، بل تحمل المسؤولية عن أفعالنا وتداعياتها"، كما تناولت رسالة هؤلاء الشباب "سياسة الأبرتهايد التي تنعكس في وجود نظامين مختلفين للقانون، الأول للفلسطينيين والثاني للإسرائيليين، وتراث النكبة والاحتلال، الذي ينعكس من بين أمور أخرى، في عنصرية المجتمع (الإسرائيلي)، الخطاب السياسي التحريضي وعنف الشرطة الإسرائيلي، وأضاف طالما أننا لا نتكلم في الصفوف عن النكبة، وكيف حدث أن معظم الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون هنا تم طردهم من ديارهم، وعن نهب ممتلكات الفلسطينيين، فلن نفهم كم ستواصل حضورها في حياتنا، هذا إخفاء للتاريخ، وعندما بدأت في فهم ذلك، فورا ثار السؤال: ما الذي يحاولون بيعه لنا في مدارسنا؟ وقالت الرافضة هلل رابين:"

"ندرس فقط الرواية الإسرائيلية، وفي دروس التاريخ والمدنيات يخلقون لعبة المجموع الصفري التي فيها الحق والمبرر هو أن حق اليهود في العيش بصورة حرة ينفي بشكل تلقائي حقوق السكان الآخرين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت