- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
الكوفية... أو الحطة والعقال... رمزية فلسطينية، لايعلوها أي شأن، في سدتها من قيمٍ اعتبارية، يُضاف لها (القنباز) الفلسطيني، و (الثوب الفلسطيني) المُطرز بأبهى واجمل وارقى تدرجاته، وفنون حياكته، متنوعاً باطاراته ولمساته الخاصة بين منطقة ومنطقة من فلسطين، لكنه جامع للكلي الفلسطيني، من أي منطقة كانت في فلسطين بالوانه القوس قزحية، وطريقة تدريجها بتناغم.
الكوفية ... والعقال، هوية كفاحية فلسطينية اخترقت دروب العالم، فباتت عنواناً لكل حركات التحرر، وللكافح الإنساني من اجل العدالة والحرية ... والسلام. فعبرت الجغرافيا متحدية تضاريسها المعقّدة والصعبة، لصبح (الكوفية) جزءاً من الهوية الفولكلورية للشعب الفلسطيني ورمزا لنضاله، وجزءاً من حكايات نضاله ضد الاحتلال الصهيوني منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
ارتبط اسم (الكوفية)، وتعمَّق معناها، سنوات لهيب الكفاح الوطني الفلسطيني، وارتفع حضورها مع ثورة الشهيد الرمز الوطني والقومي لشعبنا العربي الفلسطيني، وشيخ الشـــــ هــــــ د ا ء عز الدين القسام ... فكان رجال القسام، يحملون جثمانه الطاهر، وقد شمخوا بغابات العقال والكوفيه، من مدينة حيفا وصولاً الى مثواه الأخير جوار المدينة في مثوى الشـــــ هـــــــ د ا ء في (بلد الشيخ) اواخر العام 1935. وهو يرددون :
على العميم عالعمام رفرف ياطير الحمام .... رفرف على فلسطين والشعب الحر المقدام.
من عام الـــــــــــــ 22 ، لما بعد الــــ 36 ..... كل عموم فلسطين صارت ساحة للقسام.
قدمت الكوفية، والعقال والحطة في فلسطين، زاداً، كان أقدم من زاد رجالات المدن، فتناغمت الكوفيه مع الطربوش. حيث تلثم الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة القوات البريطانية في فلسطين، وذلك لتفادي اعتقالهم، ثم وضعها أبناء المدن واستعاضت غالبيتهم عن الطربوش بأمر من قيادات الثورة الفلسطيني الكبرى، ثورة القسام، ماسبقها وماتلاها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت