أكد المهندس سهيل مدوخ وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقطاع غزة خلال انطلاق فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي (إكسبوتك 2022) في دورته الثامنة عشر على "أهمية الارتقاء بالكادر البشري والبنية التحتية للاتصالات كمرتكزات لتعزيز التحول الرقمي جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات "أكسبوتك 2022"، والذي يأتي مع التطلع لتحقيق هوية رقمية فلسطينية، وذلك بحضور م. أشرف اليازوري نائب رئيس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا"، وأ. عمر شمالي مدير عام شركة جوال إقليم غزة ممثلا عن مجموعة الاتصالات الفلسطينية، ولفيف من ممثلي القطاع العام والأكاديمي والخاص والمجتمع المدني والخبراء والمختصون."

وشكر مدوخ اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" لتنظيم هذه الفعالية والتظاهرة التقنية ومجموعة الاتصالات الفلسطينية الراعي الرسمي لإكسبوتك وكافة المؤسسات رعاة هذا الحدث.

وأضاف أن شعار العام لاكسبوتك "نحو تحقيق هوية رقمية فلسطينية" هو شعار العالم أيضا الذي يجاري الاقتصاد الرقمي، اقتصاد الثورة الصناعية الرابعة، والتي أصبحت التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي منتجة للقيمة الاقتصادية، والذي يمتد دورها إلى حياة الانسان بشتى النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية.

 وتابع أن التحول الرقمي امتدت آثاره لتصل للغذاء والإدارة العامة والنقل والمواصلات والمعلومات والتجارة وغيرها من الأنشطة التكنولوجيا الحديثة التي شكلت أساس الاقتصاد الرقمي، والذي محورها النفاذ إلى الإنترنت عبر الحزم العريضة الثابتة والنقالة، وإنترنت الأشياء، والقدرات الهائلة للحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المالية، لافتاً أن الاتحاد الدولي للاتصالات أقر برنامج التوصيل 2030 بهدف دفع عجلة مساهمة التقدم التكنولوجي في التعجيل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDG) للأمم المتحدة بحلول عام 2030.

واستعرض مدوخ ما حققته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال هذا العام 2022م في إطار التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي وفقا لمقاصد برنامج التوصيل 2030 ووفقا للمقصد الأول "اعتماد الدول برنامجاً رقمياً أو استراتيجية رقمية" فقد أوضح م. مدوخ أن الوزارة أعدت بالشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة استراتيجية الاقتصاد الرقمي، وأنها شكلت لجنة لتنفيذ مبادرات التحول الرقمي والذكي، بالإضافة للإطار الاستراتيجي للتحول الرقمي الحكومي المعتمد.

أما فيما يخص مقصد"تفاعل السكان مع الخدمات الحكومية على الإنترنت" بين أنه خلال اكسبوتك 2021، أعلنت الوزارة عن إطلاق البوابة الرقمية للمعاملات الحكومية، ومع نهاية العام 2022 وصلت الخدمات الحكومية عبر البوابة الى 85 خدمة حكومية، فيما وصل عدد المعاملات الالكترونية الحكومية المقدمة خلال العام 2022 (280) ألف معاملة الكترونية، وارتفاع عدد مستخدمي نظام التسجيل الإلكتروني الموحد بنسبة 15% مقارنة بالعام 2021، حيث وصل الى (850) ألف مستخدم، وزيادة عدد الاستعلامات عن البيانات الحكومية للعام 2022 بمقدار 25% مقارنة بالعام 2021، حيث وصل عدد الاستعلامات الى (360) مليون حركة استعلام.

 وعلى صعيد مقصد " تعزيز الابتكار القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بين أن الوزارة عملت على مع مختلف الشركاء على دعم قطاع الريادة والابتكار في فلسطين، وأن العمل جاري على اعداد نظام لتنظيم عمل حاضنات ومسرعات الأعمال ومساحات العمل المشتركة، لافتاً أن الوزارة تعمل على اجراء تسهيلات حكومية واسعة لشركات تعهيد الأعمال وصناعة البرمجيات ، وأنها سترى النور خلال الفترة القادمة، كما وسيعقد خلال هذا الشهر أول مؤتمر للعمل عن بعد بتنظيم من المجلس الوطني للعمل عن بعد. 

وذكر أن الوزارة نفذت مع المؤسسات الشريكة وزارة العمل والمالية المشروع الحكومي "WE Start" بمبلغ مليون شيكل لبناء قدرات الخريجين ودمجهم في سوق العمل عن بعد، مضيفاً أن هذا المشروع بدأ منتصف هذا العام بتنفيذ حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الاسلامية وشركة فيجن بلس، واستفاد منه (210) خريج في مجالات البرمجة والتصميم والديكور والترجمة وكتابة المحتوى والمحاسبة.

وأوضح أن الوزارة عملت على إنجاز مسابقة أفضل فكرة شبابية ابتكارية داعمة للتحول الرقمي في العمل الحكومي بمشاركة (72) متسابق وتم منح جوائز للفائزين الثلاثة الأوائل واحتضان الفكرة الفائزة في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا، وأن الوزارة انجزت بالتعاون مع الشركاء مشروع الترميز البريدي في المحافظات الجنوبية، والذي يشكل رافعه مهمة للتجارة الالكترونية.

وفيما يخص المقصد "تشجيع زيادة وفعالية الشراكات والتعاون في بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" فقد أوضح أن الوزارة شكلت المجلس الاستشاري للوزارة، والذي يضم القطاع الخاص والأكاديمي والنقابي والخبراء، وتم عقد (10) جلسات وقدم المجلس (98) توصية ودراسة موضوع، وتم عقد اللقاء الأول للفاعلين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكما شكلت لجنة خماسية من اجل اعداد إطار عام لمواءمة مهارات الخريجين في سوق العمل.

ونوه المهندس مدوخ أن الوزارة وفي إطار تعزيز البيئة التمكينية والتنافسية لشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فقد اصدرت قرار بتسديد نسبة 50% من رسوم التراخيص الحالية والمتراكمة عن جميع شركات الاتصالات وتكنولوجيا والبريد، حيث استفاد من هذا القرار (293) شركة، وأن الوزارة انتهت من مشروع التأهيل الاقتصادي للشركات الناشئة والمشاريع الريادية المتضررين من عدوان 2021 واستفاد من المشروع (40) شركة ومشروع ريادي بقيمة 200 ألف دولار بالتعاون مع اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا".

كما واستحضر قيود الاحتلال على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث الاحتلال الرقمي على فلسطين وقطاع غزة بالتحديد، مبيناً أن قطاع غزة المكان الوحيد في العالم الذي يستخدم فقط تقنيات الجيل الثاني لخدمات المحمول، بينما تغطي شبكات الجيل الرابع والخامس دول العالم، علاوة على السيطرة على الطيف الترددي الفلسطيني بالكامل وتقييد ومنع دخول الاجهزة والمعدات التقنية وتقييد حركة الخبراء والمختصين، مما أثر سلبا على نواحي تنموية متعددة وانعكس على بيئة التحول الرقمي المنشود.

وتطلع مدوخ أن تكون المرحلة القادمة برامج عمل للارتقاء بالكادر البشري في مجال التخصصات التقنية، وتعزيز الشراكة بين الأطراف الفاعلة ومزيدا من اندماج التكنولوجيا في الأعمال والصناعات، وجسر الفجوة الرقمية القائمة، آملاً أن يحقق المؤتمر التقني إكسبوتك 2022 النتائج المرجوة بما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي  وأن يشكل انعطافه محورية في صياغة التحول الرقمي الفلسطيني.

من جانب آخر تحدث نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد بيتا أشرف اليازوري أن هذا المحفل بات منصة متميزة نتشارك من خلالها الرؤى لتنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتواكب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

كما وشدد على أن فلسطين الرقمية التي نسعى لبنائها لا تقتصر فقط على وضع استراتيجية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكنه يشمل دمج التكنولوجيا في كل أنشطة الإنتاج والتصنيع والقطاع الخاص.

وأوضح أن الهدف الأكبر والأسمى الذي تسعى له "بيتا"، هو تقديم خدمات مميزة وفتح أسواق جديدة وفرص عمل أكبر لشركات الأعضاء، مضيفا أن الدول لا تتقدم إلا إذا آمنت بإمكانيات المستقبل وعملنا جميعا على تحقيقها.

بدوره قال مدير عام شركة جوال إقليم غزة ممثلا عن مجموعة الاتصالات الفلسطينية عمر شمالي إن رعاية مجموعة الاتصالات لهذا المؤتمر تندرج ضمن خطط الشراكة في دعم القطاع التكنولوجي، وأضاف "كنا نأمل أن نعلن اليوم عن إطلاق خدمات الجيل الرابع في غزة، لأنها تشكل تحدي رئيسي لمواكبة التكنولوجيا العصرية".

وشمل المؤتمر أربع ندوات رئيسية تضمنت متحدثين محليين وعالميين من أكبر الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتمحورت حول مواضيع مختلفة ضمن إطار الرقمنة.

من جانبه شارك المهندس سهيل مدوخ وكيل الوزارة في الجلسة الحوارية الأولى حول "مؤشرات التحول الرقمي والخطط التنفيذية نحو التمكين الرقمي، حيث ضمت الجلسة 4 متحدثين وهم: م. محمد أبو نحلة المدير الاقليمي لشركة الاتصالات الفلسطينية، وم. همام النباهين عضو مجلس إدارة اتحاد الشركات "بيتا"، وم. محمد أبو صفية نقيب النقابة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "يكتا"، وممثل عن المؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة أ.د. إياد الأغا ، فيما أدار اللقاء م. باسل قنديل.

من جانب آخر تحدث المهندس زياد الشيخ ديب مدير عام التراخيص بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجلسة الحوارية الثانية حول "شبكات النطاق العريض، وسبل تطوير قطاع الاتصالات ومزودي الخدمات"، وضمت الجلسة 4 متحدثين وهم د. خالد أبو حسنة المدير التنفيذي لشركة فيوجن، وأ. هيثم أبو شعبان خبير في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وم. نور نسيبة ممثل عن شركة آوريدوا، وم. حسن الهندي ممثل عن شركة جوال.

وتأتي هذه الفعالية من أجل تسليط الضوء على تجارب وخبرات دولية وإقليمية ومحلية ضمن رحلة التحول الرقمي، وتحديد أبرز التحولات التي يتجه نحوها القطاع التكنولوجي، والدروس المستفادة والأفق الاستراتيجية التي يمكن تبادلها بين جميع القطاعات والجهات.