أفاد موقع "عرب ٤٨" بأن امرأة (25 عاما) من مدينة شفاعمرو، عانت لمدّة أربعة أشهر من أوجاع حادّة في البطن وارتفاع الحرارة والالتهابات، بعد عملية قيصرية أُجريت لها في مشفى "العائلة المقدسة" لولادة طفلتين توأم.
وتوجّهت المرأة إلى المشفى الذي أنجبت فيه، عدة مرات، ولم يتمّ اكتشاف سبب معاناتها، لتتوجّه بعد الشهور الأربعة إلى مشفى الناصرة "الإنجليزيّ" لإجراء صورة "C T (تصوير بالأشعة المقطعية)"، ويتضح وجود جسم غريب في أحشائها، وحينما أجريت لها عملية للكشف عن الجسم الغريب، تبين أنه منشفة كبيرة تُركت في بطنها، منذ أُجريت لها العملية القيصريّة أثناء الولادة.
وفي حديث لموقع "عرب 48" قال المحامي إياد امطانس، المتخصص في قضايا "الإهمال الطبي"، ويدير مكتبا للمحاماة في حيفا، إنه تقدم في الأول من أمس، الإثنين، بدعوى قضائية ضد مشفى "العائلة المقدسة" في الناصرة، يطالب فيها بتعويضات تصل إلى ملايين الشواكل، عن الأضرار التي لحقت بالمرأة الوالدة نتيجة الإهمال الطبي.
وأوضح امطانس أن موكلته وضعت طفلتيها في مشفى "العائلة المقدسة" في الناصرة في شهر آب/ أغسطس العام الماضي، وقد تمت الولادة بعملية قيصرية ناجحة أجريت لها في المشفى، وقد تم تسريح المرأة بعد أربعة أيام، بالرغم من أنها كانت تعاني من آلام حادة.
وتابع امطانس: "قامت موكلتي بمراجعة المشفى عدة مرات بعد العملية، وكانت في كل مرة تشكو من آلام حادة والتهابات مكان الجرح، وارتفاع بدرجة الحرارة، إلا أنها لم تحصل إلا على علاجات وقائية، ويستدل من تقارير المشفى أن الحالة العامة للمريضة جيدة، دون أن يتم الكشف عنها بشكل جذري لمعرفة أسباب هذه المضاعفات".
وقال إنه بعد نحو خمسة أشهر من المعاناة المتواصلة، أي في كانون الثاني/ يناير 2022، توجهت موكلته مرة أخرى إلى المشفى بسبب الأوجاع والالتهابات والإفرازات من مكان الجرح، يضاف إليها المعاناة النفسية، وتوقفّها عن العمل هي وزوجها الذي رافقها طوال فترة معاناتها، توصل خلالها الطاقم الطبي إلى نتيجة أن هذه الأعراض التي تظهر على الأم ما هي إلا حالة نفسية، وأن هذه الأعراض الجسمانية التي تشعر بها هي أعراض طبيعية ترافق المرأة بعد خضوعها لعملية قيصرية.
ولم يكن أمام المرأة بعد كل هذه المراجعات وكل هذه المعاناة، سوى التوجه إلى مشفى آخر، وقد توجهت المرأة إلى مشفى الناصرة "الإنجليزي"، وهناك أجريت لها صورة أشعة "C T"، ليتضح وجود جسم غريب في أحشاء المرأة. وقد خضعت لعملية جراحية هناك، تم خلالها إخراج منشفة طولها نصف متر كانت متروكة في جوف المرأة، وقد تسببت لها ذلك بالتهابات وأوجاع حادة.
وقال امطانس إنه تقدم بدعوى قضائية إلى محكمة الصلح في حيفا قبل يومين، بعد أن تجاهلت إدارة المشفى توجهاته ومطالبته المشفى بحلّ الموضوع بشكل وديّ، وتعويض المرأة عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة الإهمال الطبي.
وأضاف: "انتظرت مدة عشرة أشهر لتقديم الدعوى من أجل التأكد من استقرار حالتها الصحية، ووضوح الأضرار التي نجمت عن الإهمال الطبي، وبعد أن فشلت جهودي في التفاوض مع إدارة المشفى، ومعالجة الموضوع بطريقة ودّية تكفل للمرأة الحصول على تعويضات ملائمة".
من جانبها، رفضت إدارة مشفى "العائلة المقدسة"، التعقيب على الموضوع، لكنها تقول إنها تلقت الدعوى القضائية، وسترد على الادعاءات للمحكمة، بحسب المحامي امطانس.