- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله*
طبعا المجتمعات العربية والغربية تضم فيما تضم شرائح كثيرة....منها الشبابية ومنها الخريجين ومنها النخبوية ومنها العمالية ومنها الفلاحين والمزارعين ذي الدخل المحدود؛ ومنها الفقير المعدم ومنها السائل المعتر(بتشديد حرف الراء)، كما ان هناك تصنيفات لطبقات مجتمعية ما بين غني وفقير وما بينهما الطبقة الوسطى...وبالجانب الاخر للمواطنية ما بين مواطن و لاجىء ونوري ....ومدعي الثورية ...!!!.
المواطن تعريفه واضح كما اللاجيء ايضا تعريفه واضح ، ويتراوح تعريف النوري ما بين الغجري الى ما تحت البدون وتحت مكتومي القيد....ولكن بالنهاية كلنا بشر ان كنا بدو او حضر...
النوري ليس هجينا بل هو يدعي الحضارة ويتملق للبداوة وتارة ينصب خيمته تحت مضارب النخب او ربما ينصبها ما بين مضارب الفقراء او المعترين(جمع معتر)، ومرات عديدة كان يحاول نصب خيمته عند السادة الوسطيين وقليلا ما كان يقلد الاغنياء او الميسورين ، حتى اتته فرصة التسلق الى راس صومعة مرتفعة ادراجها عالية و اسقفها ؛ ظنا منه انه ان اعلن نداء الحضارة او حتى البداوة سيصدقه اهل المجتمع ويقتنعون انه تاب عن غجريته وعن (نورنته).
و كي لا نطيل الشرح ونغطس ما بين توضيح وتعريف او نضيع ما بين تصريح وتزييف نذكر فيما نذكر كيف ان غجرية (نورية )كانت تتسول على رصيف المدينة وصودف ان مر احد كرام القوم فعرض عليها العيش عيشة الكرام فوافقت وذهبت معه الى اهله وجيء بأهلها واتفقوا على ان يعلنا زواجهما بحفل رسمي ويفرح اهلها واهله بزواج سعيد لسيد كريم من نورية جميلة ستكون الزوجة المصونة للسيد المصون ، وبالتالي تكون النورية سيدة القصر الذي يمتلكه زوجها وتستغني عن حياتها الشقية المليئة بالتعاسة وتكون حياتها رغيدة ونقية.
وبعد عديد من الاشهر وكثير من الايام وبينما كان قد غاب زوجها السعيد معها بعدما تابت من التسول و(الشحدة) وامضت حياتها الجميلة الامينة برغد وهناء ورخاء ؛ صودف ان خرج زوجها كعادته الى عمله وقضاء امور حياته وحياة زوجته ليكملا ما قسمه لهما رب العباد من سنين مديدة كان يأمل العيش مع زوجته وربما مع ابناء مرتقبين ؛ وبينما هو عائد الى قصره العتيق والذي هو منزلهما العريق ، وما ان اقترب من البيت الانيق فوجئء بزوجته انها تمد يدها من الشباك المقابل للطريق : كرمال الله شقفة رغيف ، منشان الله لقمة أكلها ، وباعلى صوتها تنادي ، والمارة اليها بعجب ينظروف وتارة اليها يقتربون وربما منها يسخرون وعليها باستهزاء يتغامزون ؛ الى ان وصل الزوج الحنون : فصاح غاضبا بوجهها مغتاظا لفعلتها : فعلا النوري نوري حتى لو وضع في اجمل القصور(ي).
هذه قصة النوري......الذي تحول الى ثوري ، وسيبقى نوري حتى لو تسلق رؤوس الجبال و تساوق في حياته اعالي القصور(ي).
اي تشابه بالالقاب ربما صدفة، وربما هناك من الغجر (النور) كثيرون موجودين بين الحضارة والبداوة ويدعون الثورية ، لكن تغلب عليهم صفات (النورنة )، ان صح التعبير......وللابد......!!!!
*رئيس الهيئة التنفيذية،الاتحاد العام للاعلاميين العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت