موزاييك في الساحة الفلسطينية... وابو (أ .. بف باف)

بقلم: علي بدوان

جان جينيـــه.jpg
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

لم تخلو الساحة الفلسطينية من موزاييك الأسماء، والألقاب الوطنية في غالبها، والتي تحمل دالاتها العميقة بالمعنى، بالرغم من بساطة اشتقاقها كما يعتقد البعض وسهولة اطلاقها، على هذا او ذاك... وقد حظي القاموس الكفاحي الفلسطيني بغناه في هذا الميدان. وقد جائت الأسماء التس نسميها (حركية) تبعاً : للمهمة، او المكان الجغرافي، أو الشكل، واعتبارات عدة...

فقد تنوعت الأسماء والألقاب في الثورة الفلسطينية، زمن غابة البنادق، وهاهي دفعة من الأسماء التي أعرفها، وقد أستذكرتها سريعاً، منها من استشهد، أو توفي، ومنها من طاله الزمن بالشيخوخة، ومنها مازال قابضاً على الجمر :

أبو العباس، أبو العمرين، أبو الموت، أبو النار، أبو الدباح، أبو الجماجم، أبو الفدا، أبو طعان، أبو عرب، أبو تحرير، أبو عذاب، أبو هاجم، أبو الجاسر، أبو الزعيم، أبو العواصف، جيفارا، جيفارا غزة، الفوسفوري، كاسترو، أبو غاندي، لينو، أبو اليسار، الأمير الأحمر، أبو الأمم ، أبو تأميم، كارلوس، هانوي، أبو عسكر، هوشي منه، لينين، لينو، ستالين، خالد ماو، يوسف الله، شيبوب، الغضنفر، عبد الناصر، أبو جعفر سياسية، أبو جهاد الغربي، أحمد الغربي، أبو أحمد الهدف، أبو علي إربد، أبو الطيب 17، أبو عبدو قوات، أبو محمد البعثي، أبو حسن الصاعقة، أسد بغداد، أبو أحمد حلب، أبو محمد حمص، الحج حسن، أبو حميد الكفاح المسلح، أبو حميد التونسي، أبو خالد الشمال، بلال الأوسط، أبو الطيب الشرقي، أبو خالد العرقوب، أبو خالد الصين، أبو نضال بانكوك، أبو محمد باكستان، أبو محمود الفوريكي، ابو عماد الفوريكي، أبو سعيد الخليلي، عامر تروتسكي، أسد بيروت، أبو خولة العراقي، أبو عيسى المدفعية، أبو داوود المدفعية، أبو جمال عسكر، جمعة الشؤون، أبو أحمد الزعتر، سلمان غينشر، أبو علي بطة (مدعبل متل البطة)، أبو عدنان إنسى، أبو محمود المتر، أبو عيسى الفتر (تبعاً لطوله)، أبو حديد، صقر العرب، رامي أبو عمود (فارع طويل)، جميل تونغ، أرتين، شاستري، أبو الفهود، كاتيوشا، وليد مالوتكا، أبو نضال الأشقر، أبو العبد الدتش "المربوع"، أبوعماد الشكلنص، أبو علي شخصيات، الأخضر العربي، أبو الوليد الرفض، أبو المنتصر، أبو صخر، محمد الصومالي (طوله فارع ونحيف)، كلاوزيوس الألماني (كان يشبه مقاتل الماني بالمقاومة الفلسطينية اسمه كلاوزيوس واستشهد باحداث الأردن 1971)، زغموت الصيني (بسبب تكويرة العين)، جياب التونسي (على لقب الجنرال الفيتنامي فونجوين جياب)، عمر موسكو، أبو خالد فيتنام، وهكذا ... لتزيد على تلك الأسماء الواناً إضافية مع إنطلاقة حركتي حماس والجهاد الاسلامي ليصبح معها أبو البراء، أبو مجاهد، أبو عمر، أبو الهادي، أبو بكر، أبو بلال، أبو صهيب، أبو معاذ ...كما أن العديد من ضباط وصف ضباط جيش التحرير الفلسطيني لحقت بهم الألقاب والسماء الحركية، وكان ابرزهم المساعد (صف ضابط) باسمة المتداول فريزر، مسؤول المطعم في المدرسة العسكرية لجيش التحرير، وكان ناراً على علم.... ولاننسى أبو دحام، والعميد حمدان أبو ...

وهنا قصة احدهم كان يدعى (ابو حديد فتح) وهو عضو بتنظيم يساري. لكن مسمى ابو حديد فتح أُطلق عليه عندما خدم في حركة فتح عامين فقط، من 1966 الى 1968، ومنذ العام 1968 التحق بالتنظيم اليساري، غادر صفوف حركة فتح بعد عامين فقط، لكن الإسم الذي مازل يحمله هو (أبو حديد فتح) رغم التحاقه بالتنظيم اليساري عام 1968 وحتى الآن...

أما قصة الإسم الحركي للمرحوم اللواء علي بديوي (أسمه الحركي اسد بغداد)، وهو من قرية (سنديانة) قضاء حيفا، فيعود الى اتباعه دورة فدائيين قوات خاصة في الجيش العراقي في معسكر بعقوبة عام 1968، وعندما كانت تدريبات (قفزة الثقة عبر البكرة)، عبوراً على ضفتي نهر دجلة في منطقة (المسيب)، وكانت مياهه تدفق بشكل هائل في فصل الشتاء، تردد الكثيرين، فانطلق وشجع الجميع واستطاع الهبوط من الضفة الى الضفة الثانية، بسلام وثبات ورسوخية، فأطلق عليه مسمى (أسد بغداد) ورافقه حتى وفاته. كما يسجل له أن حمل على ظهرى جندياً "إسرائيلياُ" تم اسره جنوب لبنان نهاية العام 1969 وصولاً الى خطوط انتشار القوات الفلسطينية، واسم ذلك الجندي "الإسرائيلي" هو : شموئيل فايزر.

أما القصة الفريدة الثالثة، هنا، فكانت مسمى أبو (أ .. بف .. باف)، وهو مناضل فلسطيني، متواضع وخلوق، ويعمل في أطر وطنية، اما عمله الوظيفي فكان في بلدية مخيم اليرموك مسؤولاً عن عمال الـــ (بخ) في بعض الزوايا والمناطق، من خلال رش المبيدات من نوع (بف باف). فكنت عندما تسأل عن ابو (أ) يجب أن تتبع السؤال بعبارة (بف باف). مثلاً تسأل عنه بالبلدية : وين (أ.. بف باف). أو عند عقد لقاء او اجتماع وطني يقال بأن هناك غياب فلان وفلان وفلان ... وأبو (أ .. بف باف).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت