- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الاعلامي د. رضوان عبد الله
و نحن على الموعد المتجدد ﻻنطﻻقة الثورة الفلسطيينية المعاصرة ؛ ونحن على عتبة السنة الجديدة ال58 ؛ وفي جولة افقية و عامودية لمخيمات لبنان نﻻحظ هذه المخيمات و قد زينتها رايات العاصفة الفاقعة البراقة؛ لمعان التاريخ الفتحاوي المجيد المتراكم على مدى ما يقارب من الستة عقود و نيف ؛ اي منذ بداية خمسينيات القرن الماضي. وانت تتمشى تحت تلك الرايات العمﻻقة بمعناها و مفهومها ؛ﻻ بحجمها صغيرة كانت ام كبيرة ؛ تشعر انك عدت الى زمن و قد غيبته و طمرته غبائر التشتت و التشرذم و التيه و الضياع؛وانت تنظر الى ملصقات حركة فتح ، القديمة منها والحديثة، المتمترسة على جدران مخيمات و تجمعات لبنان، ترجع بك السنون الى الوراء لتتذكر البيان اﻻول و شعاره الثورة حتى النصر ؛ ولتتذكر الشهيد اﻻول و الجريح اﻻول و اﻻسير اﻻول ؛ والحجر اﻻول ؛ بل و تعيش اللحظات اﻻولى للطلقة اﻻولى التي انهمرت بعدها رصاصات رفض الذل و اﻻحتﻻل و اﻻستعباد لتنطلق مسيرة ستين عاما من امتشاق روح الحرية و روح العناد المؤمن بحتمية النصر.
لقد جاءت انطﻻقة حركة فتح لتقول ﻻ لرايات اﻻستسﻻم نعم لراية العاصفة التي تأكل ما صنعوا من هزائم ورفعوا خﻻلها رايات العار البيضاء المسودة سواد الليل العربي المدلهم الذي جلب و استجلب شراذم و قطاع بني صهيون من بقاع اﻻرض و اسكنوهم ارضنا محتلينها و مدنسين مقدساتنا ومفتعلين المجازر بحق كل شيء من شجر و حجر اضافة الى تقتيل البشر.
لقد جاءت حركة فتح و شعلتها العاصفة لتقول ﻻ للامبريالية و ﻻ للصهيونية و ﻻ للرجعية العربية المتخدرة بافيون سايكس بيكوا و مخدرات اعلان بلفور وصفقة عار ترامب اللعينة.
لقد جاءت شعلة فتح رافعة انوار العزة و الكرامة و الفخار لراية الغرام للانتفام للذل و لترفض اﻻنحﻻل و الهزيمة العربيتين و لتحولنا من ﻻجئين الى مناضلين ؛ و لتلقف كل رايات القومجية العربية المتقهقرة التي صنعوها و ابتدعوا خلفها جدرانا تارة خزماتشية مملوكية كممالك تتارية مغولية او فاطمية او حتى طولونية اخشيدية بثياب اسلاموية و اطوار ماركسوا-لينينية ماوية شيوعية فشلت فشل مزج الزيت بالماء .
لقد جاءت فتح لتقول لكل احرار العالم اننا هنا باقون بارضنا و في اكناف ارضنا و لن نذهب الى منافي جديدة مهما ضغط الضاغطون و عمل على تهجبرنا العاملون.
و ﻷن فتح هي ديمومة الثورة وﻻنها شعلة الكفاح المسلح؛ستبقى فتح هي حاضنة المشروع الوطني وعاشقة الحرية واﻻستقﻻل، وهي الانطﻻقة و هي عيلبون والكرامة وسافوي و ديمونا و دير ياسين دﻻل في الجمهورية الاولى المستقلة على شواطئ فلسطين ؛ و هي كل عمليات اﻻستشهاد اﻻولى التي انطلقت و خضبت بدماء قديسي الثورة اﻻوائل ارض الميﻻد و المعراج قبل ان يتوضأ المستشهدون و المتوضؤون الجدد حيث كانت صﻻة الجماعة لاستشهاديي فتح قد اقيمت و سلم امامها الخالد ابو عمار منهيا الصﻻة على العرب من شر قد اقترب ؛ وانتهت اذكارها قبل ان تفيق من غفوتها عربان السبات عند الدب القطبي او عند جمال الصحراء او في تكساس الخزي و العار في بنوك المال في داينيستي القمار وكافة صنوف الميسر ...
انها راية العاصفة التي طمست ما صنع العرب و الغرب من كيد زائف ؛ وجلبوا عار التقسيم و تركوا فلسطين منكوبة ياكلها مارقوا الشرق و الغرب ؛ انها راية حتمية النصر؛ انها راية فدائيي الشهامة و المروءة و العنفوان ، راية كل ﻻجئي فلسطين الذين التحقوا بفتح؛ و ما ادراك ما فتح : و رفدوها بانفسهم من كل بقاع المنافي ليثبتوا للعالم اجمع اننا قوم ﻻ يضيع حقنا مهما طال الزمن او قصر و مهما تكالب علينا المتكالبون.
و ها هي فتح و مع عام جديد تقول للعالم اجمع ان اساليب نضالنا نبتكرها نحن ساعة نشاء و اينما نشاء و كيفما نشاء؛ﻻننا منذ اﻻنطﻻقة قلنا لتحمل بعدنا اﻻجيال منجل؛المنجل الذي سيحصد ما زرعه قادتنا من بذار و بذور طيبة ؛ هذا اﻻستشراف عرفه قادة فتح منذ خمسين عاما؛ مرورا بالقول الخالد للقائد باسر عرفات الذي اعلنه باعلى صوته وامام اعلى منبر عالمي مردده ثﻻثا :فﻻ تسقطوا الغصن اﻻخضر من يدي ؛ ولم يقل ﻻ تسقطوا خيارات القتال او النضال او الدفاع عن مقدساتنا المسيحية و اﻻسﻻمية ؛ايمانا منه بان طريق فلسطين هي درب جلجلة المسيح عليه السﻻم ضد اعداء الحق و السﻻم ، اليهود و الصهاينة على حد سواء؛ و هي درب النبي محمد صلى الله عليه و سلم حين اهانه اهل الطائف و ثقيف ؛ وتخلى عنه كثير من اﻻعراب ﻻنهم اشد كفرا و نفاقا ؛ و لكن الله ايده بنصر من عنده كما ايدنا بالكرامة عام 1968 و ايدنا في بيروت وجنين غراد و مواقع كثيرة و في انتفاضات وهبات وصولات وجولات نضالية متعاقبة ؛ وسيؤيدنا بعونه تعالى باسباب النصر و عوامله بعد ثورة السكين و الخناجر والدهس المستمرة منذ بضع سنين ، و بعون الله ستكون حتما حتى النصر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت