ترجّل الأسير القائد ناصر ابو حميد (50 عامًا)، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيليّ، يوم الثلاثاء 2022-12-20 نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) التي نفّذتها إدارة سجون الاحتلال بحقّه على مدار سنوات اعتقاله، والتي تسببت بإصابته بسرطان الرئة، حتى اُستشهد اليوم.
وحمل نادي الأسير الفلسطينيّ، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن قتل الأسير ناصر ابو حميد، وعن مصير كافة الأسرى ومنهم الأسرى المرضى الذين يواجهون جملة من السّياسات والجرائم الممنهجة، ومنها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي شكّلت في السّنوات القليلة الماضية السبب الأساسي في استشهاد العديد من الأسرى.
تفاصيل تنشر لأول مرة عن التاريخ المقاوم للأسير الشهيد ناصر أبو حميد:
كشف موقع "واي نت" العبري، يوم الثلاثاء، تفاصيل لأول مرة حول الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، والعمليات التي كان مسؤولًا عنها إبان الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000.
وبحسب الموقع العبري، فإن أبو حميد من مؤسسي كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح"، ويعتبر اليد اليمنى للأسير مروان البرغوثي.
وأشار إلى أن أبو حميد كان مسؤولًا عن قتل 7 إسرائيليين في سلسلة هجمات نفذها أو كان يقف خلفها، وصدرت بحقه 7 أحكام تراكمية بالمؤبد و 50 عامًا إضافية، وكان اعتقل 4 مرات في السجون الإسرائيلية.
ووفقًا للموقع، فإن أبو حميد قتل مستوطنين في ديسمبر/ كانون أول 2000 بالقرب من مستوطنة عوفرا، وقتل آخر في ديسمبر/ كانون أول 2001 قرب جفعات زئيف، ورابع في شباط/ فبراير 2002 قرب المنطقة الصناعية في عطروت، وكان مسؤولًا عن قتل 3 إسرائيليين بينهم ضابط بالشرطة جراء عملية إطلاق نار في مطعم قرب البحر بمدينة تل أبيب بشهر مارس/ آذار 2002، وأدين بـ 12 محاولة قتل أخرى ضد إسرائيليين.
وكشف النقاب عن أنه أول من أطلق قذيفة هاون في الضفة الغربية تجاه مستوطنة بسغوت بداية عام 2002، بعد أن اعطاه إياها مروان البرغوثي.
وأشارت لائحة الاتهام المقدمة ضده في تموز/ يوليو 2002، أنه يعتبر اليد اليمنى لمروان البرغوثي، وأسس بدعم منه كتائب شهداء الأقصى، وكان من قبل ناشطًا في الشبيبة الفتحاوية، وساعد في تنظيم تظاهرات احتجاجية ضد اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى والتي أدت لاندلاع الانتفاضة الثانية.
وخلال جلسة الاستماع التي أدين فيها بمقاومة الاحتلال، قال ما يسمى ممثل "الدولة" الإسرائيلي، أنه قبل بلوغ أبو حميد سن العشرين كان متهمًا بمحاولات قتل إسرائيليين، وأنه في عام 1990 حكم بالسجن عليه المؤبد لمحاولته قتل 4 إسرائيليين في عدة هجمات، ولكن أطلق سراحه بموجب اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1994 أفرج خلاله عن عدد كبير من الفلسطينيين.
وفي تلك الجلسة خاطب أبو حميد القضاة الإسرائيليين، قائلًا: "إن الطيار الذي خرج بطائرة اف 16 وألقى قنبلة وزنها طن من المتفجرات فوق غزة من أجل عملية اغتيال لشخص واحد، (في إشارة لاغتيال القيادي في القسام صلاح شحادة)، وقتل 18 فلسطينيًا بريئًا، هذا الطيار لم يحاكم، والشخص الذي أرسله لم يحاكم .. ترك الطيار وراءه دماء وأشلاء ودمار كبير، لكن كل الفلسطينيين مستعدين للتضحية بأرواحهم .. هم شهداء وليسوا انتحاريين كما تسمونهم".
وأضاف أبو حميد: "من قبل جلست في السجون الإسرائيلية لأعوام عديد .. وهناك ما يقرب من 15 رصاصة في جسدي برصاص قواتكم .. لكنني في كل مرة كنت أقاتل بدافع الإيمان .. ولن تأخذ مني أي محكمة إسرائيلية هذا الإيمان .. سنواصل النضال حتى نصل إلى حقوقنا المشروعة مثل أي شعب آخر".حسب ترجمة "القدس" دوت كوم
عن الشهيد الأسير ناصر أبو حميد:
اسمه ناصر محمد يوسف أبو حميد، ولد عام 1972 في مخيم النصيرات، لأسره لاجئة من قرية السوافير الشمالية في غزة، وقد انتمى إلى حركة "فتح"، وكان أحد كوادرها في الانتفاضة الأولى، وكان للجماهير في المظاهرات هتاف باسمه شخصياً، واعتقل في الانتفاضة الأولى، وافرج عنه عام 1994.
ولأن النضال لدى ناصر "طبيعة" وليس "عارضاً" فقد استعاد نشاطه في مؤسسات فتح التنظيمية، وأصبح من قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، وبعد اعتقاله أصبح من قادة الحركة الأسيرة، ومثَّل المعتقلين في مواجهة إدارة سجون الاحتلال.
وقد وجه أبو حميد رسالة باسم الأسرى أثناء إضرابهم الشهير عام 2017، بعد 34 يوما من الاضراب، جاء فيها: "لا زلنا نطرق أبواب الزنازين من "شطة" إلى "عسقلان"، ومن "نفحه" إلى "النقب"، ومن "الجلمة" إلى "أيلون"، ومن عزل "مجدو" إلى "هداريم" و"السبع" و"نيتسان"، جيش باسل من خيرة أبناء هذا الشعب، نصرخ مكبّرين ومهلّلين ومتحدّين للسّجان وبطشه وإجرامه الوحشي".
وأضاف: "34 يوماً وما زلنا نتنفّس الحرّية والكبرياء، نسير إلى الموت مبتسمين، ونتربّع على بطانية سوداء هي كل ما تركوه لنا حول كأس ماء وقليل من الملح، نغنّي للوطن ولربيع الانتصار القادم، عن أجسادنا لا تسألوا فلقد خانتنا وتهاوت منذ أيام، أما عن أرواحنا وإرادتنا نطمئنكم فهي بخير، صامدون كما الصّخر في عيبال والجليل، أقسمنا اليمين على أن نواصل حتى النّصر أو الشهادة، وعاهدنا أرواح الشهداء ألا تكون هذه المعركة إلا شمعة انتصار نضيئها بأرواحنا وأجسادنا على درب الحرية والاستقلال."
اعتقل أبو حميد أول مرة عندما كان في الثالثة عشرة، بعد أن أصيب إصابة بالغة عام 1990، وحاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بعد أن تحول إلى مطارد، في الثاني والعشرين من نيسان 2002، اعتقل برفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا ورافق اعتقاله الاعتداء عليه وإصابته إصابات بالغة، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، وحكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا.
عدا عن ذلك، فهو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد، وشقيق الأسير نصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين وثلاثين عاما، وإسلام المحكوم بمؤبد وثماني سنوات.
هدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد خمس مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات، وقد أُطلِقَ على والدته لقب "خنساء فلسطين" و"سنديانة فلسطين"، وقد توفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه.
ناصر أبو حميد من المناضلين الذين آمنوا بأن الأرض تنادي أبناءها، فاستجابوا لندائها دون أن يفكروا ولو للحظة بما سيخسرونه من أعمارهم.
233 شهيدًا من الحركة الأسيرة منذ عام 1967
وباستشهاد القائد ناصر ابو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة، إلى (233) شهيدًا منذ عام 1967، منهم (74) شهيدًا ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وكان من بينهم هذا العام إلى جانب الأسير ابو حميد، الأسيرة سعدية فرج الله التي اُستشهدت كذلك جراء الإهمال الطبي المتعمد، بحسب نادي الاسير.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال اليوم نحو 4700، من بينهم نحو (150) طفلًا، و(33) أسيرة.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين
الأسد المقنع .. الأسير القائد الشهيد ناصر أبو حميد
- فدائي فلسطيني من قرية السوافير المهجرة عام ١٩٤٨، قرب مدينة اسدود شمال قطاع غزة.
- ولد في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1972 في مخيم النصيرات في غزة.
- قائد ميداني في الانتفاضتين.
- أبرز قيادات الحركة الأسيرة وأمضى ما مجموعه ٣٣ عاماً داخل الأسر.
- نشأ وترعرع في مخيم الأمعري في مدينة رام الله.
- بدأت مسيرته النضالية منذ الطفولة، حيث اعتقل أول مرة وكان يبلغ من العمر ١٢ عامًا.
- تعرض لعد اصابات بالرصاص ومحاولات اغتيال وأُصيب بإصابات بليغة.
- اعتقاله الاخير كان عام ٢٠٠٢، وحكم عليه بالسّجن المؤبد سبع مرات وخمسين عامًا.
- تعرض لجريمة طبية عام ٢٠٢١ وتمثلت بتركه فريسة لسرطان الرئة.
- ترك خلفه أربعة أشقاء داخل السجون الاسرائيلية وهم ( نصر، ومحمد، وشريف، وإسلام ) وجميعهم محكومين بالمؤبد - مدى الحياة.
- كافة أشقائه تعرضوا للاعتقال وأمضوا سنوات طويلة داخل الأسر.
- قدمت أسرته شهيداً وهو شقيقه عبد المنعم أبو حميد.
- هدم منزلهم خمس مرات.
- حافظت الهيئة على زيارته داخل الأسر باستمرار، وخصص لذلك محامي الهيئة الأستاذ كريم عجوة، الذي نال ثقة شهيدنا ناصر، وكان مصدر نقل معلوماته وتفاصيل حالته.
- باستشهاد القائد ناصر أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى ٢٣٣ شهيداً.
- لا معلومات حتى اللحظة عن تسليم جثمانه، وهناك متابعة من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين وهيئة الشؤون المدنية.