حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من مخاطر تواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وأداء الطقوس التلمودية في ساحاته.
وندد المجلس في بيان صدر عنه، عقب اجتماعه برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، برفع سلطات الاحتلال لافتات عند مدخل باب المغاربة لتشجيع المستوطنين على الاقتحامات، محذرا مما يروج له اليمين الإسرائيلي المتطرف لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى المبارك.
وأدان المجلس جريمة قتل الأسير ناصر أبو حميد، مكبلاً بقيوده بعد صراع مرير مع احتلال بغيض ومرض عضال، استفحل في جسده بسبب تعمد الإهمال الطبي من قبل سجانيه.
كما ندد بسياسة تفريغ القدس من سكانها، من خلال إبعاد أبنائها، والتي كان آخرها إبعاد الأسير المقدسي المحامي صلاح الحموري إلى فرنسا، بعد شطب هويته المقدسية، في جريمة جديدة ضد أبناء القدس لتفريغها من سكانها الأصليين، استكمالا لمسلسل الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين، من هدم منازل وإخلائها، وبناء المستوطنات، والاعتقالات، والإبعادات، والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك.
وأدان المجلس قيام سلطات الاحتلال بأعمال الحفريات والتجريف في محيط المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل؛ تحت ذريعة البحث عن آثار يهودية مزعومة، في تواصل مع نهج مستمر للسيطرة على المسجد وساحاته الداخلية والخارجية ومحيطه من مرافق ومواقع.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على طمس المعالم الدينية الإسلامية والعربية على أرض فلسطين، وتحويلها إلى مواقع دينية أو تاريخية يهودية؛ في محاولة لتزوير التاريخ.
وبين المجلس أنه لا فرق بين حكومات الاحتلال المتعاقبة، التي أصبحت تتباهى علنا برفضها إقامة دولة فلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووضع حد لرفض سلطات الاحتلال تنفيذها.
وطالب المجلس مؤسسات حقوق الإنسان بضرورة إلزام سلطات الاحتلال بالانصياع للقوانين والأعراف الدولية.
واقتحم 249 مستوطنا ، يوم الخميس، المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة بالتزامن مع فرض قيود على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لوكالة الأناضول، إن "249 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية".
المسؤول، الذي فضل عدم نشر اسمه، أوضح أن "164 مستوطنا اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية و85 خلال فترة ما بعد صلاة الظهر".
ومن بين مَن اقتحموا المسجد عضو الكنيست (البرلمان) من حزب "الليكود" اليميني نسيم فاتوري، بحسب شهود عيان.
وأشار المسؤول إلى أن الشرطة الإسرائيلية فرضت قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات.
ووفق شهود عيان ، فإن الشرطة منعت المصلين دون سن 40 عاما من الدخول إلى المسجد لأداء الصلاة.
ودعت جماعات يمينية إسرائيلية إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الأنوار "الحانوكاه" اليهودي الذي بدأ الأحد ويستمر أسبوعا.
وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وعام 2008 بدأت الشرطة الإسرائيلية السماح للاقتحامات، بالرغم من التنديد المتكرر من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والسلطات الفلسطينية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، وهم يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.