أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، عن الأسير الأردني رأفت العسعوس وابن عمه الأسير ناظم العسعوس من نابلس، وذلك عقب انتهاء محكوميتهما التي بلغت 20 عاما.
وقال مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية فادي فرح لقناة "المملكة"، إنه "تم الإفراج عن (العسعوس) الآن في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أنه "ننتظر ترتيبات خروجه خلال الفترة المقبلة...".
ويبلغ عدد الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي 17 أسيرا على ما ذكر فرح.
واحتفل أهالي بورين جنوب نابلس، مساء الخميس، بتحرر الأسيرين أبناء العم ناظم ورأفت العسعوس، وذلك بعد الإفراج عنهما من سجن النقب، بعد 20 عامًا من الاعتقال.
ووصل الأسيرين وهما من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى بورين بعد الإفراج عنهما من سجن النقب، وكان المئات باستقبالهما، ثم زار ناظم أضرحة "والده، ووالدته وشقيقه ماهر والذين توفيا وهو داخل السجن وحرم من وداعهما، بينما توفي والده قبل اعتقاله، وسط أجواء حزينة على رحيلهما".
بعد ذلك، أقيم مهرجان احتفالي بتحرر الأسيرين العسعوس، وعلى شرف الذكرى الـ55 لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتخلل المهرجان كلمات للجبهة ولحركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية وكلمة لعائلة العسعوس ألقاها الأسير المحرر ناظم العسعوس، والتي أكد فيها على الوحدة الوطنية، وعلى معاناة الأسرى وضرورة الاهتمام بقضيتهم بشكل أكبر، كما صدحت مكبرات الصوت خلال المهرجان بالأغاني الوطنية.
الجبهة الشعبيّة تنظم مهرجانًا لاستقبال المحرّرين رأفت وناظم العسعوس
وقالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين إنها نظّمت ، مساء الخميس، مهرجانًا للاحتفال برفاقها الأسرى الأبطال المحرّرين من سجون الاحتلال رأفت العسعوس (41 عامًا)، وناظم العسعوس (44 عامًا) في بلدة بورين جنوب نابلس بالضفة ".
وقبيل المهرجان المهيب الذي نظّمته الجبهة الشعبيّة بحضورٍ جماهيريٍ ووطني واسع، زار الأسير ناظم ورفيقه رأفت قبور ذويهما الذين رحلوا وهما رهن الاعتقال الظالم في سجون الاحتلال.
وفي كلمة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين التي ألقاها القيادي عمر شحادة، قدّم التهنئة للرفاق رأفت وناظم بتحرّرهما من سجون الاحتلال، مستذكرًا في هذه المناسبة المؤسّس أبو ناصر البوريني الذي "سطّر أروع ملاحم البطولة والفداء"، فيما وجّه التحيّة لروح الشهيد أحمد دراغمة الذي ارتقى فجر اليوم برصاص جيش الاحتلال . "
ولفت شحادة، إلى أنّ "الحركة الأسيرة ودّعت أحد أبرز قادتها الأبطال، الأسير البطل ناصر أبو حميد"، داعيًا إلى ضرورة "تعزيز النضال والجهود من أجل الضغط والافراج عن جثمان الشهيد ناصر، وجميع جثامين الشهداء وإكرامهم برفعهم على السواعد والأكتاف في ساحات الوطن ودفنهم بكرامة".
ووجّه شحادة في الذكرى الـ55 لانطلاقة الجبهة الشعبيّة "التحيّة إلى جميع رفاقنا، وإلى أميننا العام مبعث الفخر ورمز الاعتزاز الرفيق المناضل أحمد سعدات"، مستذكرًا ذكرى "رفاقنا الأبطال بشار حنني، وحسام محارب، ومعين المصري".
وتابع شحادة: "ونحنُ نستقبلُ رجالَنا الأبطالِ، تتعانقُ هذه المناسبةُ اليومَ وذكرى الانطلاقةِ الخامسةِ والخمسين وذكرى الانتفاضةِ الخامسةِ والثلاثين، مجسدين شعارَ: "انطلاقتُنا مقاومة" في هذه الذكرى العزيزةِ على قلوبِنا وأبناءِ شعبِنا وحركةِ التحريرِ العربيةِ، ونقولُ إنّ الجبهةَ الشعبيةَ: هي للشعبِ والأمة، ولكلِّ مواطنٍ حرٍ شريفٍ، ولكل وطنيٍّ، لكل ديمقراطيٍ، لكل تقدميٍ، لكل عاملٍ وفلاحٍ وطالبٍ وشاب، لكل رجلٍ وامرأة، لكل مثقفٍ ثوري، نتحدُ جميعاً نحوَ طموحِنا في التحرّرِ والعودةِ.. لكل فلسطينيٍ وعربيٍ تواقٍ للتحريرِ والديمقراطيةِ والعدالةِ والوحدة، فهي التي حدّدَت دون لبسٍ شعارَها وهدفَ شعبِها الاستراتيجي منذُ انطلاقتِها في 11/12/1967، بإقامةِ الدولةِ الديمقراطيةِ على أرضِ فلسطين التاريخيةِ.. هذا هو هدفُها الاستراتيجيُ، كان وما زالَ وسيبقى.. هدفٌ يصونُ ويحمي هويةَ شعبِنا، ووحدةَ الشعبِ والأرضِ والقضيةِ والمصير، والنضالَ القادرَ على حفرِ قبرِ الاحتلالِ والاستعمارِ الصهيونيِ الاستيطانيِ الإحلالي.. هدفٌ يُمثلُ القانونَ العامَ الناظمَ لشعبِنا حيثُما يكون.. ويتجلّى عبرَه برامجُ خصوصياتِ وجودِه في مناطقِ اللجوءِ والشتاتِ والمُحتلّ عام 1948، 1967".
وأردف شحادة بالقول: "يأتي احتفالُنا بهذهِ المناسبةِ في لحظةٍ انعطافيةٍ وحرجةٍ على الصعيدِ المحليِ والإقليميِ والدولي، حيثُ جرى الإعلانُ عن الانتهاءِ من تشكيلِ حكومةٍ صهيونيةٍ يمينيةٍ خالصةٍ، صعدَ إلى مراكزِ القرارِ فيها قوى فاشيةٌ ودينيةٌ متزمتةٌ، حكومةٍ هي بمثابةِ الأداةِ العلنيةِ والدمويةِ الزاحفةِ، ولتنفيذِ ما يسمى بقانونِ القوميةِ القائمِ على محوِ ونفيِ وجودِ الشعبِ الفلسطينيِ وحقوقِه، وعلى إقامةِ ما يسمى بالدولةِ اليهوديةِ الديمقراطيةِ على أرضِ "إٍسرائيلَ" بين البحرِ والنهر. حكومةٍ تضعُ على رأسِ جدولِ أعمالِها توسيعَ سياساتِ القتلِ والإعدامِ الميدانيِ الممنهجِ والإرهابَ الدمويَ في الداخلِ والخارج، وبتفعيلِ تسونامي الاستيطانِ والتهويدِ والضمِ والاجهازِ على المنطقةِ (ج) والتقسيمِ المكانيِ بعدَ الزمانيِ للمسجدِ الأقصى، وفرضَ الحلِ الصهيونيِ لـ"السلامِ الاقتصادي" بعدَ تكريسِ الحكمِ الإداريِ الذاتيِ للسكانِ والعودةِ بالقضيةِ الفلسطينيةِ إلى مجاهلِ التصفيةِ والوصايةِ والإلحاق، في ظل سياساتِ الانتظارِ والشكوى والتباكي والمراوغةِ وواقعِ الانقسامِ واللهاثِ وراءَ المجتمعِ الدوليِ والوعودِ بالأمريكيةِ وخرافاتِ حلّ الدولتين، وما يُسمّى بمبادرةِ السلامِ العربية".
وجاء في كلمته: "تحلُّ هذهِ الأيامِ ذكرى الانطلاقةِ للجبهةِ الشعبيةِ وحركةِ حماس وحركةِ فتح والثورةِ الفلسطينيةِ، وهي ذكرى تَعنِي فيما تعنى المراجعةَ السياسيةَ واستخلاصَ العبرِ والدروس، بعدَ ثلاثةِ عقودٍ على اعتمادِ استراتيجيةِ أوسلو وعقدٍ ونصفٍ على الانقسام، وقد آنَ الأوانُ لاستخلاصِ الدروس، واعتمادِ المراجعةِ السياسيةِ التي أقرّها المجلسُ المركزيُ بالإجماع منذُ آذار 2015 وبقيةُ المؤسساتِ بما فيها لقاءُ الأمناءِ العامين/ رام الله وبيروت ولقاءُ لمِّ الشملِ في الجزائر.
لقد بلغّ عددُ الشهداءِ الذين قتلَهم الاحتلالُ عبرَ الإعداماتِ الميدانيةِ هذا العام، مئتين وأربعةً وعشرين شهيدًا، في ظلِّ تصاعدِ جرائمِ الحربِ ضدِّ الأرضِ والانسانِ والمقدسات.. أليس هذا منكرًا؟ أليسَ الانقسامُ منكرًا؟ أليست الاعتقالاتُ السياسيّةُ والاستدعاءاتُ من سلطتي غزةَ ورام الله منكرًا؟.. أليس التنسيقُ الأمني منكرًا؟.. لن يطولَ صمتُ شعبِنا.. ولن يقبلَ شعبُنا ما يسمونه بعارِ الانقسام، بل سيغسلونَ هذا العارَ بالتحشيدِ الشعبيِ والديمقراطيِ في الشوارعِ والساحات، ونحن نشهدُ ليسَ موتَ استراتيجيةِ واتفاقِ أوسلو، بل انتحارَه على الملأ، ونهوضَ استراتيجيةِ وثقافةِ وخطابِ التحريرِ الوطنيِ على امتدادِ أرضِ فلسطينَ نقيضًا شعبيًا وثقافيًا وسياسيًا، وسبيلاً لإعادةِ صياغةِ الموقفِ العربيِ والإقليميِ والدوليِ بما ينسجمُ وحقوقَ وثوابتَ شعبِنا وحقِه في الحريةِ والاستقلالِ والعودةِ وتقريرِ المصير".
ودعا شحادة في الذكرى الخامسةِ والخمسين لانطلاقةِ الجبهةِ الشعبيةِ، والخامسةِ والثلاثين للانتفاضة، إلى "العمل لبناءِ جبهةِ المقاومةِ الميدانيةِ الموحدةِ بكافةِ الأشكالِ الممكنةِ، ونحن نعمل على ذلك، والشروعِ في ترتيبِ البيتِ الفلسطيني وعنوانُه منظمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ المنجزُ الوطنيُ الأهم والمرجعيةُ المنشودةُ لشعبِنا ونضالِه ومؤسساتِه كافة، ونؤكدُ بأن قِدْر "مرجل" الثورةِ والتحريرِ الوطني لا يمكنُ أن يغليَ دونَ الاستنادِ إلى المقاومةِ الشاملةِ والشراكةِ الكاملةِ والوحدةِ الوطنيةِ المحتضنة بوثيقةِ الأسرى والوفاقِ الوطنيِ وبرنامجِها في دحرِ الاحتلالِ والاستيطانِ وتحريرِ الأسرى، والظفرِ بالحريةِ والاستقلالِ والعودةِ المؤطرةِ في منظمةِ التحريرِ الفلسطينيّة، عبر تنفيذِ مقرراتِ الاجماعِ الوطني، وعقدِ مجلسٍ وطنيٍ توحيديٍ جديدٍ من الجميع، يستعيد مكانةَ ودورَ م. ت. ف. مرجعيةً وطنيةً عليا لشعبِنا ونضالِه، وقائدًا تحرريًا وممثلًا شرعيًا وحيدًا له في كافةِ أماكنِ تواجدِه".
وفي ختام كلمته، قال شحادة: "في هذا اليومِ المشهودِ في تاريخِ شعبِنا ونضالِه، نتوجهُ بالتحيةِ إلى القادةِ الشهداءِ المؤسسين لجبهتِنا وثورتِنا إلى روحِ الشهيدِ القائدِ المؤسسِ الدكتور جورج حبش، والقائدِ الشهيدِ أبي علي مصطفى والقادةِ الشهداءِ جميعاً، وفي المقدمةِ وديع حداد وغسان كنفاني وجيفارا غزة وأبو ماهر اليماني، وإلى روحِ الشهيدِ الرمز أبو عمار والشيخ أحمد ياسين والشقاقي وأبو العباس.. والقائمة تطول.. وإلزامًا علينا أن نجددَ العهدَ والوعدَ لشعبِنا بالوفاءِ لدماءِ الشهداءِ والأهدافِ النبيلةِ التي قضوا من أجلِها، ونجددَ العزمَ على الصمودِ والمقاومةِ والشراكةِ والوحدة.. طريقُ شعبِنا الأكيد الذي لا طريقَ غيرَه نحوَ الحريةِ وإسقاطُ التطبيعِ ورموزِه ومع تعزيزِ وتطويرِ المقاومةِ كجزءٍ لا يتجزأُ من النضالِ القوميِ العالميِ والشعوبِ ضدَّ العولمةِ، ولا يمكّنُ الامبرياليةَ وقطبَها الأوحدَ من أجلِ عالمٍ أكثر حريةً وعدلًا وعالمٍ متعددِ الأقطابِ يفتحُ البابَ أمامَ نضالِ الشعوبِ وشعبِنا للتخلصِ من الاحتلالِ والاستعمارِ والفقدِ وشتّى أشكالِ القمعِ والاستقلالِ القومي والاجنبي والتمييز".
وفي كلمة القوى الوطنية ولجنة التنسيق الفصائلي والمؤسسات التي ألقاها جهاد المسيمي، أكَّد أنّ "الاحتلال اعتقد أن معتقلاته ستقتل الفدائيين، إلّا أن أبطال شعبنا حولوا هذه المعتقلات للتجهيز والإعداد، فمارسوا عمليات النضال والثورة وهم داخل المعتقلات، يفكرون ويجهزون الأساليب الجديدة للقضاء على هذا الاحتلال".
وأوضح المسيمي، أنّ "ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبيّة الـ55 مناسبة لتجديد العهد بأنّ مسيرة الثورة الفلسطينيّة ما زالت مستمرة، وأنّ كل محاولات القضاء عليها باءت بالفشل، وأن فلسطين ستتحرّر حتمَا من بحرها إلى نهرها".
وعلى وقع الأغاني الجبهاوية، قال الأسير المحرّر ناظم العسعوس خلال المهرجان، إنّ "الأسرى الشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد ناصر أبو حميد، ضحوا ويضحّون بأرواحهم من أجل حريّة شعبنا المنشودة".
وعبَّر ناظم عن حزنه لفراق الأهل وهو رهن الاعتقال، مؤكدًا أنّ "الأسرى يعانون ويمرّون في ظروفٍ قاسيةٍ وصعبة"، داعيًا "القيادة والفصائل الفلسطينيّة ببذل جهدٍ أكبر من أجل إسناد قضية الأسرى والعمل على تحريرهم، لا سيما وأنّ هناك مئات الحالات المرضية بحاجة إلى علاجٍ عاجل ورعاية طبيّة دون أي تأخير".
وعلى أنغام السابع عشر من أكتوبر، وجّه رأفت التحيّة إلى جميع "كوادر وقيادات الجبهة الشعبيّة في ذكرى المارد الأحمر الخامسة والخمسين. هذه الجبهة التي رافقت شعبنا على مدار سنوات النضال".
وقال خلال كلمةٍ له في المهرجان: "خرجنا من السجن وسط حالةٍ من الحزن الشديد حدادًا على رحيل البطل ناصر أبو حميد"، مُشددًا على أنّ "الأسرى يطالبون بالحرية، وبإنهاء الانقسام، ويطالبون كافة الجهات بالعمل على فضح انتهاكات مصلحة سجون الاحتلال".
ولفت رأفت إلى أنّ "الأسرى موحدون، ودائمًا بوحدتهم يواجهون جبروت السجّان"، لافتًا إلى أنّ "الحركة الأسيرة تتابع باهتمام كل ما يجري على الأرض الفلسطينيّة، وتشد على يد المقاومة التي تناضل من أجل تحرير الأرض والأسرى، ودائمًا موحّدة وملتفة حول نضال شعبنا الفلسطيني".
وتخلّل المهرجان العديد من الفقرات الغنائيّة قدّمها الفنان أكرم البوريني، والفنان صهيب الجماعيني، والفنان قاسم النجار، وسط تفاعلٍ لافت من أهالي بورين وأهالي البلدات المجاورة.
وتحرّر أبناء العم العسعوس بعد (20 عامًا) من الاعتقال في سجون الاحتلال، وأُفرج عنهما اليوم من سجن "النقب الصحراوي".
ويُشار إلى أنّ الأسير ناظم فقد خلال سنوات أسره والدته ووالده وشقيقه الجريح ماهر العسعوس "أبو باسل"، بينما ارتبط الأسير رأفت خلال أسره بالشابة نجود أبو غنيم، حيث ستتم مراسم زفافهما الأسبوع المقبل.