شهد مخيم الأمعري بالبيرة، يوم الثلاثاء، "مسيرة الخلود"، للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وشاركت في المسيرة، التي رفع فيها نعشٌ فارغ وصور شهداء محتجزة جثامينهم؛ والدة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، إلى جانب العشرات من المواطنين، وممثلون عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وفصائل العمل الوطني، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، ومؤسسات الأسرى.
وقالت لطيفة أبو حميد، إنها حضرت ليس فقط للمطالبة باستلام جثمان نجلها ناصر، بل لتنادي بضرورة إغلاق ملفات احتجاز الجثامين بشكل نهائي لدفنهم.
وأضافت: "أنا هنا من أجل جثمان ناصر وجثامين كافة الشهداء المحتجزين لتكريمهم بالدفن في أرض فلسطين التي ضحوا بأرواحهم من أجل حريتها واستقلالها"، مؤكدة على أهمية تواصل الفعاليات وعدم اقتصارها على ردات الفعل بمسيرة أو اثنتين، لإرغام الاحتلال على الرضوخ لمطلب تسليم جثامين الشهداء.
وأوضحت أنها ستستمر في مساعي استعادة جثمان نجلها، تنفيذا لوصيته بالدفن في ارض فلسطين، وحتى تتمكن من استقبال المعزين باستشهاده.
من جانبها، قالت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، إن هذه الفعالية تعبر عن الإرادة الشعبية والدعوة لمزيد من تفعيل دور الشارع الفلسطيني في مواجهة السياسات الإجرامية التي يتبعها الاحتلال بحق شهداء وأسرى وابناءالشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن عنوان المسيرة هو المطالبة بجثمان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، الذي قدم زهرة شبابه في سجون الاحتلال وارتقى وهو في الأسر، ليمثل بذلك رمزا لكل الشهداء المعتقلة جثامينهم.
وأضافت: "نريد لهذه الحالة الشعبية أن تتواصل وأن تنخرط فيها أوسع شريحة من الشعب الفلسطيني لتشكل ضغط متزايد على الاحتلال للإفراج عن الشهداء الذين من حقهم أن يكرموا بالدفن".
بدوره، شدّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، على أن مسيرة اليوم تشكل دليلاً على أن شعبنا الفلسطيني يلتف حول مناضليه وأسراه، ولكن هناك حاجة للمزيد من التضامن على الصعيدين الرسمي والشعبي لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
وقال أبو بكر، "دول العالم يجب أن تقف في وجه ممارسات الاحتلال القمعية، إن كان داخل السجون أو خارجها، كالإعدام الميداني أو القتل الممنهج داخل السجون، عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد".
وأكد أن المجتمع الدولي مقصر ويحمل وصمة عار بأن يبقى في سجون الاحتلال 550 أسيرا من أصحاب المؤبدات، وأكثر من 350 أسيرا أمضوا أكثر من 20 عاما خلف القضبان.
وأضاف: "المجتمع الدولي يدافع لدعم اوكرانيا في أزمتها مع روسيا، في الوقت الذي يلتزم فيه الصمت إزاء ما يواجهه الفلسطينيون من مجازر وانتهاكات على يد سلطات الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود".
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 11 أسيرا ممن ارتقوا في سجونها، وهم: أنيس دولة منذ عام 1980، وعزيز عويسات منذ 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح منذ عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر منذ عام 2020، وسامي العمور منذ 2021، وداود الزبيدي، ومحمد ماهر تركمان 2022، إضافة إلى الشهيد ناصر أبو حميد الذي ارتقى في العشرين من الشهر الجاري.
الاحتلال يقمع "مسيرة الخلود"
و قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، المشاركين في "مسيرة الخلود"، حيث أطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، وجرى معالجتهم ميدانيا.