- أشرف صالح – فلسطين
كريم يونس , فخامة الإسم تكفي لعنوان مقال قد لا يستطيع التعبير عن سيرة مناضل قضى أربعة عقود في سجون الإحتلال , كريم يونس ليس مجرد إسم بل هو عنوان وفكره وقدوه , في زهرة شبابه ترك الدنيا وما فيها ليكون ثائراً بوجه الإحتلال , وفي فترة إعتقاله كان منهجاً وإسطورة وحكاية وروايه للأجيال جيل بعد جيل , واليوم وبعد خروجه للحريه هزم الإحتلال بقدرته على الصمود والصبر , وها هو اليوم بيننا بصحة جيده وعافية وعقل سليم , لم يتأثر ولم يخضع ولم يستسلم لليأس , فقد كان صامدأ صابراً محتسباً منتظراً خروجه لأهله وزملاءه كجبل شامخ..
كريم يونس إنتصر على الإحتلال في ثلاث معارك , المعركة الأولى عندما ترك ملذات الدنيا ووهب نفسه للدفاع عن وطنه , وأثبت للعالم أجمع أن فلسطينيوا الداخل المحتل هم جزء أصيل من نضال الشعب الفلسطيني , والمعركة الثانية عندما صمد في سجنه أربعون عاماً دون أن يسقط جسدياً ومعنوياً , بل كان جبلاً شامخاً ومنهجاً واضحاً للأجيال المعاصرة والقادمة , والمعركة الثالثة عندما خرج من سجنه وأغاظ الإحتلال بصموده حتى باتوا يتخبطون يميناً وشمالاً , فكانت سلوكهم مضحكه أكثر منها باكيه , حاول الإحتلال أن يستفز كريم يونس في الطريقة التي تم فيها الإفراج عنه , وذلك عندما تركوه وحيداً فجر اليوم في مدينة رعنانا دون أن يبلغوا أحداً من ذويه , وأيضاً حاولوا منع إستقباله بشكل يليق به , ومن ثم داهموا منزل أهله وصادرو أعلام فلسطين ورايات حركة فتح وشعارات وطنية , وكل ردات الفعل هذه تعبر عن إنتصار كريم يونس على سجانه..
كريم يونس إسطورة السجون في فلسطين والعالم يعانق الحرية ويقول للعالم , ها أنا اليوم بين أهلي وناسي وزملائي في النضال , ها أنا اليوم قضيت أربعون عاماً ولا زلت أتنفس , ولا زلت أواصل طريق الوحدة بين غزة والضفة والقدس والداخل والشتات , لا زلت أقول أن الفلسطيني هو الفلسطيني في كل مكان وحتى لو كان يحمل الهوية الإسرائيلية , فإن الفلسطيني سيبقى فلسطيني , ها هو كريم يونس اليوم خرج إلينا ليجسد الوحدة الفلسطينية ويمد جسر الود ويجدد العهد بيننا وبين فلسطينيوا الداخل , وستكون مرحلة كريم يونس القادمة مرحلة فاعلة وإيجابية وتبشر بالخير , مبارك عليك الحرية يا كريم , ومبارك على الشعب الفلسطيني , ومبارك للأجيال الحاضرة والقادمة والتي ستفتخر بإسم كريم يونس .
أشرف صالح – فلسطين
كاتب وإعلامي وسياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت