• بقلم علي بدوان...عضو اتحاد الكتاب العرب

فقرة من مقدمة مخطوط (نقش على الحجر) ... (من السيرة الذاتية)..

أستحضره دوماً لتقييم وتقويم مراحل فتوتي وشبابي، لكنني في الوقت نفسه خرجت من قوقعته، كذكرى من الماضي القريب إلى ومضة النور المفتوحة أمامي حتى الأفق، وهنا في مُفترق كل الأسئلة والوقائع اقَلّب صفحات الذكرى لأعيد كتابة دروسها وحروفها من جديد ...

البعض منهم يتساءل إن كان سيكون لنا دور في الأيام القادمة، أجيب على الفور"أواصل مرحلة وجهد وعمل الشباب ليمتد بي إلى نهاية العمر" ومازالت أواصل الطريق وبقوة اندفاع البدايات، في حاضرٍ يِمتَّدُ يوماً بعد يوم، لا أحمل الهموم التي يحملها المراهقين بل أعرف كيف أتجنب المشكلات بإمكانياتي وقدراتي التي اكتسبتها بالتجربة، ودون تحدياتٍ شاقة أو دافعة للقلق أو حتى طاردة للنوم، في حكمة تقودني على التوصل إلى النقطة التي تتوازن عندها الأدوار المختلفة التي يتعين علينا ممارستها في حياتنا، والقدرة على توليد أجواء الحب وطرد أجواء القلق.

وفي تلك المسارات أشعرُ، وبكل الحالات، أنَّ شيئاً مُهماً قد تحقق..   .

أجلس على شجرة كبيرة، أغصانها قاسية ومتينة.. .

تأرجُحني... بين الفرح والخوف من إنهيار الحلمِ المُستمر في دواخلي ...

على تلك الشجرة المرتفعة ... أواصل التأمل مع الحركة الإهتزازية السلسة بين أغصانها ...

قوانين نيوتن في الفيزياء الكلاسيكية .. تُلاعبني بلطفٍ وحنان .. وقوةُ للجذبِ .. . تشدني دوماً للأمل، وللأتي ...

لقد غادرتهم، وبلا رجعة، حيث بِتُ أمتلك بعد تلك المغادرة ارتياحاً كبيراً، مع سقوط المتـساقطـين مـن شـجـرة حـيـاتـي..

إنـهـم أوراق هـشـَّة ..

اخـتـبرتـهـم الـرياح عـندمـا هـبَّـت، فـأخـذتـهم بعيداً عنـي..

بـل أشـكر الـريـاح الـتي أزاحـتـهـم عني، وحافظت على الذين إذا عصفت بي الأيـام وجـدتـهـم بـقـربـي وبـجانبـي، صـامـديـن، لايتـغيـرون، ثـابتـين على عـهـد الـصداقـة والمـحبـة والـوفـا... والوطنية.

وكما توقف مارتن لوثر كينغ في خطابه التاريخي الأول، ونظر إلى الحشد الشعبي، ثم خرج عن مضمون نص الخطاب قائلا "أقول لكم اليوم يا أصدقائي، على الرغم من أننا نواجه صعوبات اليوم والغد، فإنه لا يزال لدي حلم". وأنا لازال لدي مُتسع كبير للحلم، الحلم الوطني الحي في دواخلي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت