"هآرتس" : التنقلات بين السجون والأقسام ستشمل ألفي أسير

زيارات سجون الاحتلال.jpg

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن التنقلات بين السجون والأقسام المختلفة ستشمل ألفي أسير فلسطيني، بينهم قيادات في الحركة الوطنية الأسيرة.

ونلقت الصحيفة عن مسؤول في إدارة سجون الاحتلال قوله إن "هذا المخطط وضع قبل تولي إيتمار بن غفير وزارة "الأمن القومي"، مستدركا أن "تعيين بن غفير يمثل دعما ودافعا لإطلاق المخطط الآن".

ويشمل مخطط الاحتلال، العمل على تفريق الأسرى في الأقسام الجديدة التي تم بناؤها في سجن "نفحة"، وسجن "عوفر"، وكذلك في سجن "جلبوع" الذي تم تجديده وتدعيم الجزء السفلي منه بالخرسانة، في أعقاب عملية "نفق الحرية"؛ ويهدف مخطط الاحتلال إلى "كسر مراكز القوة" للحركة الوطنية الأسيرة وزيادة مساحة معيشة الأسرى في ظل الاقتظاظ داخل الأسر، ولتقييد التنظيمات في الحركة الأسيرة.

ونقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، 70 أسيرا فلسطينيا بينهم القيادي مروان البرغوثي، إلى قسم العزل المشدد في سجن "نفحة"، بحسب ما أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، يوم الإثنين، وذلك ضمن مخطط لإدارة سجون الاحتلال تسعى من خلالها لتفريق الأسرى وكسر مراكز القوة داخل التنظيمات المختلفة لدى الحركة الأسيرة.

وقال الشيخ، الذي يرأس الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة التواصل الرسمية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، في تغريدة على تويتر: "نقل الأسير القائد مروان البرغوثي و70 أسيرا آخر من زنازين معتقل هداريم (شمال) للعزل المشدد بمعتقل نفحه الصحراوي (جنوب)".

وأضاف أن النقل يأتي "في إطار حملة منظمة ضد الأسرى يشنها وزير ما يسمى بـ‘الأمن القومي‘ (إيتمار) بن غفير، حيث سبق وأعلن عن نيته اتخاذ إجراءات مشددة ضد الأسرى الفلسطينيين"، فيما قال نادي الأسير إن وحدات خاصة نفذت عمليات تفتيش وتخريب واسعة لمقتنيات 80 أسيرًا جرى نقلهم، يومي الأحد والإثنين، من سجن "هداريم" إلى سجن "نفحة"، وغالبيتهم من الأسرى المحكومين بالسّجن المؤبد.

وبحسب تقديرات إدارة سجون الاحتلال، فإن التنقلات الواسعة التي تعتزم إجراءها للأسرى بين الأقسام في السجون المختلفة، قد تؤدي إلى "توترات وأعمال شغب"؛ علما بأن الحركة الأسيرة كانت قد أعلنت أنها دخلت في مرحلة "التعبئة العامة" في كافة سجون الاحتلال، من أجل "الإعداد والاستعداد للمواجهة القادمة"، وذلك في بيان صدر عن لجنة الطوارئ الوطنية العليا المنبثقة عن الحركة الوطنية الأسيرة، الأربعاء الماضي.

وقال الأسرى في البيان إن "أي اعتداءٍ علينا وعلى حقوقنا سيواجه بالعصيان الشامل، وبانتفاضةٍ عارمة في قلاع الأسر كافة، وإن هذه الانتفاضة ستُشكّل بركان حرية سينفجر في وجه هذا المحتل، فلا زلنا -كما كنا- أشداء لا يهمنا من عادانا، ولا كلّت عزيمتنا، ولم تزدنا سنين الأسر وعقوده إلا صلابةً وإصرارا على مواجهة هذا الاحتلال الغاشم".

من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن إدارة سجون الاحتلال "نقلت صباح اليوم (الإثنين) 40 أسيرا إلى الأقسام الجديدة في سجن نفحة، علمًا بأن يوم أمس تم نقل المجموعة الأولى وعددهم 40 أسيرًا".

وأكد نادي الأسير أن التخريب الكبير الذي طاول مقتنيات الأسرى "ما هو إلا بداية لتلك الإجراءات التي لوحت بها حكومة الاحتلال المتطرفة، والتي تهدف إلى الانقضاض على ما تبقى للأسرى من حقوق، وفرض مزيد من إجراءات التضييق بحقّهم".

وشدد نادي الأسير على أنه وفي ظل المؤشرات التي تتصاعد حول تهديدات حكومة الاحتلال بحق الأسرى ومن مختلف المستويات، وفي إطار إعلان الأسرى استعدادهم للمواجهة فإن ذلك يتطلب الاستعداد فلسطينيًا، لهذه المرحلة التي وصفها بـ "الخطيرة".

والبرغوثي عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومعتقل منذ 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد بعد إدانته بتهمة "المسؤولية عن عمليات، نفذتها مجموعات مسلحة، محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين".

ويوم الجمعة الماضي، أعلن بن غفير في تغريدة عبر "تويتر"، أنه ماض في مخططه باتجاه تبني قانون يفرض عقوبة الإعدام على الأسرى المتهمين بقتل أو محاولة قتل إسرائيليين.

وهدد بن غفير، بعزمه تشديد ظروف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكرر مزاعمهم بأن الأسرى يحصلون على حقوقا زائدة، بحسب بيان صادر عن مكتبه يوم الجمعة الماضي.

وأضاف: "زرت سجن نفحة أمس (الخميس) بعد بناء زنازين جديدة، للتأكد من أن الذين قتلوا اليهود لن يحصلوا على ظروف أفضل من تلك الموجودة".

واستعرض ضباط السجن أمام بن غفير الظروف الجديد في الزنازين، حيث يتواجد في الزنزانة الواحدة ستة أسرى وينامون في ثلاثة أسرّة كل واحد منها من طابقين. وأضافوا أن أرضية الزنازين مبطنة وأنه يوجد علم إسرائيل عند مدخل كل زنزانة، بهدف استفزاز الأسرى وحسب.

وقرر بن غفير إلغاء الخطة التي كانت معتمدة وسمح بموجبها بزيارات أعضاء الكنيست للأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، على أن تقلص مثل هذا الزيارات.

وشرعت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، الأحد، في تنقلات انتقامية للأسرى، وذلك عبر نقل أسرى قسم 3 في سجن "هداريم" إلى سجن "نفحة".

ويبعد سجن نفحة الصحراوي 100 كيلومتر عن مدينة بئر السبع، و200 كيلومتر عن مدينة القدس، ويعد من أشد السجون الإسرائيلية تحصينا.

"فتح": إجراءات الاحتلال القمعيّة بحق الأسير القائد مروان البرغوثي والأسرى ستُجابه بإرادة لا تلين

 وقالت حركة (فتح) إنّ نقل سلطات الاحتلال لعضو اللجنة المركزيّة للحركة القائد مروان البرغوثي ومعه العشرات من الأسرى، يأتي ضمن سياسة مُمنهجة تنفّذها حكومة الاحتلال المكوّنة من الفاشيين الجدد، مؤكّدةً أنّ هذه الإجراءات القمعيّة والإرهابيّة لن تكون إلّا سهمًا يرتدّ إلى الاحتلال ومنظومته الإرهابيّة.

وأضافت حركة "فتح"، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، يوم الإثنين، أنّ القائد البرغوثي ومعه الأسرى في معتقلات الاحتلال سيجابهون هذه الإجراءات القمعيّة بإرادة لا تلين، مبينة أنّ الحركة الأسيرة متوحدةٌ أمام إرهاب الاحتلال وقمعه.

وبيّنت الحركة أنّ تحرير الأسرى أولويّةٌ وطنيّةٌ لدى القيادة الفلسطينيّة، مُمثلةً بالرئيس محمود عبّاس، والذي عبّر عن ذلك برفضه القطعيّ المساومة على حقوق أسر الشهداء والأسرى.

ودعت حركة "فتح" جماهير شعبنا الفلسطينيّ إلى المشاركة في الفعاليّات المؤازرة لأسرانا في معتقلات الاحتلال، داعيةً المجتمع الدوليّ إلى التدخّل الفوريّ، وإلزام منظومة الاحتلال بالقانون الدوليّ، والاتفاقات ذات الصلة، وأهمها اتفاقيّة "جنيف" الرابعة.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عرب ٤٨