أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين بأن ضباط كبار بقيادة قائد المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يهودا فوكس، شرعوا بالتخطيط لتهجير قرى في منطقة مسافر يطا، في جنوب جبل الخليل، منذ شهرين وبمبادرة الجيش ومن دون مصادقة الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف المسؤولون أن خطة جيش الاحتلال لتهجير القرى طُرحت أمام وزير الجيش الجديد، يوآف غالانت، أثناء زيارته لمقر قيادة المنطقة الوسطى، الأسبوع الماضي، لكن لم تجر مداولات في الحكومة بشأنها.
وأبلغ مندوب "الإدارة المدنية" للاحتلال، سليم سعد، مندوبي السلطة الفلسطينية خلال لقاء، الأسبوع الماضي، أن سعد يقدر أن تهجير السكان الفلسطينيين من قراهم سيتم خلال العام الحالي، وأن هناك موقعين مقترحين لنقل سكان قرى مسافر يطا إلى أحدهما. وأبلغ مندوبو السلطة الفلسطينية السكان بأن سعد تحدث خلال اللقاء معهم عن تهجير .12 قرية وليس ثماني قرى التي شملها الالتماس الأخير الذي قدمه السكان إلى المحكمة العليا.
ويخطط جيش الاحتلال لتهجير سكان مسافر يطا بادعاء أنه أعلن عن المنطقة أنها منطقة تدريبات عسكرية على إطلاق النار، قبل عقدين، وإثر ذلك التمس السكان إلى المحكمة العليا الإسرائيلية. وأكدوا في الالتماس أنهم يسكنون في هذه المنطقة قبل وقت طويل من الإعلان عنها منطقة تدريبات عسكرية.
ويأتي هذا الالتماسات بعد إصدار المحكمة العليا قرارا يقضي بالسماح للاحتلال بتهجير السكان من قراهم إلى الأبد، بادعاء أنه لدى الإعلان عن منطقة تدريبات على إطلاق النار لم تكن فيها مساكن دائمة.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد تطرق إلى هذه القضية خلال زيارته لإسرائيل في تموز/يوليو الماضي، وطالب بعدم تنفيذ خطوات أحادية الجانب في أماكن قد تؤدي إلى تصعيد أمني.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع وضالع في هذه القضية خلال ولاية الحكومة السابقة قوله إن "هذه قضية سياسية حساسة، وتطرق الرئيس الأميركي إليها بشكل مباشر أثناء زيارته الأخيرة، لكن شخصا مل في قيادة المنطقة الوسطى قرر أن يضع أمام الحكومة هذه القضية الساخنة الآن".
وأضاف المصدر أنه "لم تكن هناك أي تعليمات من المستوى السياسي بإخلاء المكان. وكان من الأفضل إدارة هذا الحدث بهدوء. وقرروا في قيادة المنطقة الوسطى تفجير هذا الموضوع الآن بشكل علني، وبتركيبة الحكومة الحالية (اليمينية المتطرفة) سيكون من الصعب جدا اتخاذ قرارات في هذا الموضوع من اعتبارات غير موضوعية". وأضاف أن "هذا الإخلاء قد ينتهي كهجوم دبلوماسي معادٍ".
وخطط جيش الاحتلال لتهجير سكان مسافر يطا رغم علم قيادة المنطقة الوسطى بمطالب الرئيس الأميركي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية وسياسية قولها إنها تتخوف من شكل تصرف قيادة المنطقة الوسطى في قضية مسافر يطا، وأن ذلك يشكل "إشارة تحذير" لخطوات مستقبلية ولقدرة الجيش على الوقوف أمام المستوى السياسي واليمين والمستوطنين، الذين "يمارسون ضغوطا على ضباط كبار ويتوقعون منهم اتخاذ قرارات تتلاءم مع أفكارهم ووفقا لاعتبارات سياسية وغير مهنية".
وعقبت وحدة "منسق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة، حول المحادثة مع مندوبي السلطة الفلسطينية، بنفي أنه دار الحديث عن بدائل يتم تهجير السكان إليها أو عن إخلاء السكان.
من جانبه، قال السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، لهيئة البث العامة "كان 11"، مساء أمس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها قلقون من فكرة الضم، لمناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل. وأضاف أن الولايات المتحدة تعارض توسيع المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية. "وهذا أمر لا نؤيده، وسنعارض أي شيء يعرقل رؤية الدولتين للشعبين".