- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين...الاعلامي د. رضوان صالح عبد الله
كان اليوم الاول من الشهر الاول من العام2017 ، حين ذهبت لزيارة اهلي ، و هو يوم لا اتخذه عطلة الا قليلا كونه يوم احد،والعطلة القليلة والنادرة التي اكون فيها بلا انشغال او عالاقل استطيع تأجيل بعض الانشغالات. كان والدي قد مضى على مرضه ( كريب خفيف لكنه متواصل)، ولأكثر من شهر ونيف ، ويزيدون.
وكان اخي قد اخذه الى طبيب قريب من السكن ، وقد ذهب معه والدي غصبا عنه لانه لا يرغب بالذهاب الى الطبيب ، وعمل على متابعة وضعه الصحي اكثر من مرة ، وكانت مراجعات حيث اكد الطبيب لاكثر من مرة ان الوضع الصحي لأبي هو عادي وسوف تمر اي ازمة من الكريب او الرشح وسيكون احسن باذن الله. فاطمأننت بدوري وعدت الى المنزل بعد ان تناولت الافطار الصباحي مع اهلي وقعودا جنب والدي .
وعند فترة ما قبل الظهر تقريبا ، قررت ان اكمل نهاري واذهب الى الحلاق لأقصر من شعري،واعود لاطمئن الى وضعية والدي الصحية،وبينما كنت انتظر دوري عند الحلاق واذ بهاتفي يرن، وكان اخي عالخط ليخبرني انه اخذ والدي الى المستشفى مضيفا انه بوضع عادي ولا خطورة عليه لكن يجب ان ينام بالمشفى لحين يشفى باذن الله،وحين سألته مطمئنا اكثر قال لي اكمل حلاقتك وحين تنتهي اذهب الى المستشفى ولا تستعجل فلا داعي للقلق باذن الله.
فعلا انتظرت حتى جاء دوري وانهيت الحلاقة من عند صديقنا الحلاق وذهب الى المستشفى فوجدت والدي لا زال في غرفة الطواريء بانتظار تجهيز غرفة له للدخول الضروري الى المستشفى.سلمت عليه وصافحته وقبلت رأسه ومازحته ( بسيطة يا حاج ما في شي ان شاء الله،ولا يهمك ازمة وبتمر)، وفعلا كنت وكنا جميعا مطمئنين ان الازمة الصحية بسيطة و(كريب بسيط...ازمة رشح بسيطة وتمر...)، ولا يوجد ما يستدعي القلق.
طال انتظارنا بغرفة الطوارئ لحين خروج مريض من غرفة العناية المركزة كي يتم ادخال والدي من اجل ضرورة المتابعة الصحية من قبل الاطباء،بعد ان عملوا الفحوصات والاجراءات اللازمة لدخوله الى المستشفى. وكان ان مر الوقت الطويل و وافق وقت آذان المغرب وسمعنا المنادي يكبر معلنا صلاة المغرب، فقال لي والدي: "روحوا صلوا يابا واتركوني..."،كان حريصا على ان نصلي ولا نقطع اي علاقة مع الله ، وخصوصا الصلاة،حتى لو كان هو بحاجة لوقوفنا معه وجنبه.....!
كررها عدة مرات ، ونحن كنا قلقين لان تحضير غرفة العناية تأخر ، ولكن لا داعي للقلق كما اخبرنا الاطباء والممرضين لانها قصة يومين للمراقبة مع ضرورة فترة علاج بالمستشفى.
وجاء بعض الممرضين واخذوا والدي الى الغرفة المعنية بعلاج مركز ، واعطوه العلاجات الضرورية اللازمة، واطمأننا عنه وعلى وضعه الذي كان مستقرا...وبعد الدعاء لوالدي بالشفاء والصحة والعافية مع امل العودة الى المنزل متعافى وبشفاء كامل باذن الله ، ذهبنا كل(ن) الى منزله لانه ممنوع ان يبقى احد بغرفة العناية المركزة،وعملنا بقية الاجراءات مع المستشفى بما فيها ابقاء ارقام هاتفنا لأي طاريء لا سمح الله.
كانت تلك الليلة الاولى التي بكيت فيها حزنا على دخول والدي المستشفى،ولا زلت ابكيه من فترة الى اخرى، وتذكرت بشريط دماغي الطويل الامد في تلك الليلة الطويلة ، من ليالي كانون ، كثيرا من ذكرياتنا العائلية معه ومع امي واخواتي واخوي،وبقية الاهل والاقارب...وتنقلاتنا من مكان الى مكان بفعل الحروب بفترات كثيرة في تلك الايام والازمان....(يتبع)......
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت