أقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، سفير بلاده لدى إسرائيل جيرسون فريتس من منصبه، وأصدر أمرا بنقله من منصبه، في خطوة داعمة للقضية الفلسطينية، وتعكس تغييرا في سياسة البرازيل تجاه إسرائيل.
وكان فريتس، وهو جنرال متقاعد في الجيش البرازيلي وأحد المقربين من الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، قد تمّ تعيينه في هذا المنصب من قبل الأخير في عام 2020 كتعيين سياسي، بهدف تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل، حسبما أكّد الإعلام العبري.
وقال الوزير البرازيلي فييرا، عند تشكيل الحكومة الجديدة، "خلال ولاية حكومة لولا اليسارية، التي تولت السلطة مطلع الشهر الجاري، إن البرازيل "ستعزز تعاونها مع الدول العربية، وفي مقدمتها فلسطين". كما قررت الحكومة البرازيلية الجديدة إقالة سفير البرازيل لدى واشنطن.
وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أكد للمبعوث الخاص للرئيس محمود عباس، وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، أن بلاده ستقف وبقوة مع نصرة الحق الفلسطيني، وستعمل من أجل استعادة فلسطين حريتها واستقلالها ضمن دولة ذات سيادة على حدود عام 1967، وذلك حفل في العاصمة البرازيلية برازيليا، وخلال حفل الاستقبال الخاص بقادة وممثلي الدول الصديقة للبرازيل.
كما أعاد الرئيس البرازيلي التأكيد على التزامه المبدئي بدعم القضية الفلسطينية، والتزام بلاده لكي تكون سندا لجهود دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة، واستذكر زيارته إلى فلسطين منذ سنوات واستقباله للرئيس محمود عباس في برازيليا ومدن أخرى في البرازيل، معربا عن سعادته بلقاء الرئيس محمود عباس من جديد.
وبحسب الإعلام العبري "عندما شغل بولسونارو منصب رئيس البرازيل، غيّر السياسة الخارجية لبلاده بشكل كبير، واتخذ موقفا أكثر تأييدا لـ"إسرائيل" من أسلافه، كما قام بتغيير نمط تصويت بلاده حينها في مؤسسات الأمم المتحدة بشأن القضية الإسرائيلية – الفلسطينية.
وفي سياق متصل، رفض برازيليون ظهور علم الاحتلال الإسرائيلي خلال أعمال الشغب التي جرى خلالها اقتحام مراكز السلطات الديمقراطية الثلاث في العاصمة البرازيلية الأحد الماضي، من قبل أنصار الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وبثّت العديد من الحسابات البرازيلية مشاهد لأعمال عنف جرت ضدّ مراكز السلطات البرازيلية الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي، قام خلالها أنصار لبولسونارو يحملون أعلاماً للاحتلال بقيادة أعمال التكسير والاقتحام والشغب في العاصمة، والتي انتهت مع تدخّل الأمن البرازيلي.
واعتبر العديد من البرازيليين من أنصار الرئيس لولا دا سيلفا، أنّ حضور الأعلام الإسرائيلية يدلّ على "فقدان أنصار بولسونارو لوطنيتهم"، لا سيما أنّ ذلك ترافق مع حضور كبير كذلك للأعلام الأميركية.
واستنكر آخرون بحسب المواقع الإعلامية المختلفة، قيام أنصار بولسونارو بحمل أعلام إسرائيلية في هجومهم على مراكز الديمقراطية البرازيلية، مطالبين في تعليقاتهم الحكومة بالتحقيق في خلفية هؤلاء.
كما علّق برازيليون آخرون قائلين إنّ كلّ "عملية احتلال يجب أن تتضمن علما إسرائيليا، من احتلال فلسطين ومحاولة احتلال الكونغرس الأميركي إلى محاولة احتلال الكونغرس البرازيلي".
فيما اعتبر آخرون في تعليقاتهم أنّ "حمل العلم الإسرائيلي طبيعي أثناء أي عملية ضدّ الديمقراطية في أي مكان في العالم".