عرضت كتائب القسّام الجناح المسلح لحركة حماس، يوم الاثنين، رسالة مصورة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها أفرها منغستو.
وقال الجندي منغستو في التسجيل المصور: "أنا الأسير أفراها منغستو، إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم".
وتساءل منغستو: "أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟".
وظهر الجندي الإسرائيلي في حالة من اليأس والإحباط بعد سنوات من الأسر لدى المقاومة، في ظل إهمال حكومته ملف الأسرى لدى كتائب القسام.
وأكّدت القسّام خلال التسجيل فشل رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي المنتهية ولايته ومؤسسته، وكذبه على شعبه وحكومته، بإنجازات مدعاة وموهومة، داعية خلفه هرتسي هليفي أن يعدّ نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه.
ونشرت القسام في نهاية المقطع القصير صورة رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي، مصحوبة بعبارة: "أنا آسف جداً أني لم أتمكن من إنجاز ملف الجنود في فترتي".
وجاءت رسالة القسّام بعد وقت قصير من مراسم تسليم وتسلّم رئاسة أركان جيش الاحتلال اليوم ، بين أفيف كوخافي المنتهية ولايته، وهرتسي هليفي، رئيس الأركان الجديد.
وتحتفظ كتائب القسّام بأربعة جنود صهاينة أسرتهم منذ معركة "العصف المأكول" عام 2014.
وكانت قد أفادت قناة "الميادين" الفضائية بأن كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس ستكشف يوم الاثنين معلومات جديدة حول ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة .
ونقل مراسل القناة في قطاع غزة عن مصادر "لم يسمها" ، أن" كتائب القسام ستعرض اليوم معلومات ستجعل رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد (هرتسي هليفي) يعيد التفكير في ملف جنوده الأسرى".
هرتسي هليفي يتولى مهامه رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي رسميا
وتولى اللواء هرتسي هليفي يوم الاثنين مهامه رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي رسميا في مراسم أقيمت في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتعهد هليفي الذي سيشغل المنصب لثلاث سنوات تجهيز "الجيش للحرب على الجبهات القريبة والبعيدة".
قبل توليه رئاسة هيئة الأركان، كان هليفي نائبا لسلفه أفيف كوخافي.
وقال نتنياهو إن "الدولة العبرية لن تنجر إلى حروب غير مجدية، لكننا في الأوقات الحاسمة سنكون على خط المواجهة".
ورشح وزير الجيش السابق بيني غانتس، هليفي واختاره ليكون قائد الجيش الثالث والعشرين في إسرائيل.
ولاقت خطوة غانتس انتقادات من بعض أعضاء الحكومة إذ أتت قبل فترة وجيزة من الانتخابات.
ويأتي تولي هليفي منصبه في وقت يشهد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تصاعدا ملحوظا خصوصا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 وينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات منتظمة.
ولد هاليفي في القدس في العام 1967 لعائلة متدينة، وانخرط في وحدة المظليين في الجيش العام 1985 قبل أن يتقدم في مناصب قيادية مختلفة وصولا إلى وحدة "ساريت متكال" الخاصة في الجيش في العام 1993.
وفي العام 2001 عُين هاليفي قائدا للوحدة وبقي في منصبه ثلاث سنوات واستمر ترفيعه في الرتب في الجيش حتى تعيينه رئيسا للاستخبارات العسكرية في العام 2014 ورئيسا للقيادة الجنوبية في العام 2018.
حصل هاليفي على شهادات في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس ودرجة ماجستير في إدارة الموارد من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن وفقا للجيش الإسرائيلي.
ويعيش هاليفي في مستوطنة كفار ها-أورانيم في الضفة الغربية .
وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
الخلاف حول نقل مسؤوليات عسكرية لسموتريتش يخيّم على تنصيب هليفي
وانتقد وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت بشكل مبطن الاتفاق الائتلافي مع حزب الصهيونية الدينية الذي يسمح بتعيين رئيسه، بتسلئيل سموتريتش، وزيرا في وزارة الجيش ومسؤولا عن وحدات عسكرية تعمل في الضفة الغربية.
وتحدث غالانت خلال مراسم تنصيب هيرتسي هليفي رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفا لأفيف كوخافي عن "وحدة القيادة"، وقال إن "لأي جندي وضابط يوجد قائد واحد، وفوق جميعهم رئيس هيئة الأركان العامة، المستوى القيادي الأعلى للجيش، الخاضع لوزير الأمن ويخضع لإمرة الحكومة".
وتعهد غالانت بمنع ضغوط سياسية من أجل التأثير على أداء الجيش. "سأعمل كي يتمكن رئيس هيئة الأركان العامة، هيرتسي هليفي، من تحقيق مسؤوليته. وخلال ذلك، سأتأكد من أن ضغوطا خارجية، سياسية وقضائية وغيرها، تتوقف عندي وألا تصل إلى بوابات الجيش الإسرائيلي".
وكان يشير غالانت بذلك إلى الاتفاق الائتلافي الذي ينقل من الجيش إلى سموتريتش المسؤولية عن الوحدتين العسكريتين "الإدارة المدنية" للاحتلال و"منسق أعمال الحكومة في المناطق". وكان كوخافي قد عبر أمام نتنياهو عن معارضته لهذا الاتفاق ووصفه بأنه "غير معقول".
من جانبه، اعتبر نتنياهو، في المراسم نفسها أنه "إذا كنا مستعدين للدفاع عن دولتنا بكل قوتنا فمن الجائز ألا نحتاج إلى حرب شاملة، وإذا جرى ذلك، سيواجه الجيش الإسرائيلي هذا التحدي وسيصمد مواطنو إسرائيل في الاختبار".
وأضاف نتنياهو أن "علينا إظهار حزم لتحقيق الهدف أمام هذه التهديدات، وخاصة من جانب إيران وأذرعها الإرهابية". وتابع مخاطبا هليفي أن "هرتسل هو اسم مُلْزم، وقد شخّص هرتسل الخطر على شعبنا ووضع خطة عمل عملية لضمان وجودنا. وحكومة إسرائيل ترصد اليوم أيضا الخطر وتوعز للجيش الإسرائيلي بوضع خطة".
بدوره، قال هليفي إنه "خلال 75 عاما لاستقلالنا تحولنا من دولة محاطة بأعداء إلى دولة تطوّق أعدائها وبقدراتها المتطورة، لكن ما زالت تتطور تهديدات كثيرة ومختلفة من حولنا. من مشكلة إيران، التي لإسرائيل مسؤولية حاسمة للاستعداد لحلها، مرورا بحدود الشمال وقطاع غزة، وانتهاء بالتحديات في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية). وعلى أعدائنا أن يعلموا أننا نعرف تنفيذ ما نقوله، ونحن مستعدون للقيام بأمور كثيرة تتجاوز ما نقوله".
وبعث هليفي في كلمته رسالة إلى سموتريتش ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي ستنقل إليه المسؤولية عن قوات حرس الحدود المنتشرة في الضفة الغربية. وقال إنه "سنجهز الجيش الإسرائيلي لحرب ضد جبهات بعيدة وقريبة، وسنوسع التجنيد النوعي للجيش الإسرائيلي من جميع الطبقات السكانية، وهي مصدر قوتنا. وسنعزز جيش الاحتياط ونحافظ على جيش إسرائيلي واحد، موضوعي، أخلاقي ومهني، بريء من أي اعتبار ليس أمنيا".
ويسكن هليفي (55 عاما) في مستوطنة "كفار هأورانيم" في منطقة رام الله في الضفة الغربية. ويصف نفسه بأنه متدين، لكنه لا يعتمر قلنسوة. وبدأ خدمته العسكرية في العام 1985، في وحدة المظليين "ناحال". وبين المناصب الهامة التي تولاها، قائد وحدة كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة"، قائد لواء المظليين خلال العدوان على غزة عام 2008، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، قائد المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي ونائب رئيس هيئة الأركان العامة.
وجاء تعيين هليفي رئيسا لهيئة الأركان العامة، في أيلول/سبتمبر الماضي، في ظل خلافات بسبب تنفيذ هذا التعيين من جانب حكومة انتقالية، وعلى خلفية معارضة نتنياهو، كرئيس للمعارضة حينها. وأفادت تقارير بأن نتنياهو كان يريد تعيين الجنرال إيال زامير في المنصب.