- *انغير بوبكر
مقدمة :
ضمن منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، تم اصدار كتاب مؤسس وهام لكل المشتغلين في الدراسات الصحراوية ، جمعت فيه اعمال ندوة الداخلة الدولية التي التأمت فعالياتها يومي 16و 17 دجنبر 2011 وعرفت مشاركة عدد كبير من الخبرات البحثية الوطنية والدولية ( المغرب و فرنسا و اسبانيا و السينغال و النيجر و موريتانيا و البرتغال وامريكا و المكسيك) ، الندوة نظمها المجلس الوطني لحقوق الانسان تحت عنوان " حول التاريخ و الذاكرة والتراث الصحراوي : البحث و الصيانة و الحفظ في المتاحف" بمدينة الداخلة بشراكة مع جامعة محمد الخامس اكدال – الرباط ، وكالة الجنوب و المجمع الشريف للفوسفاط جهة وادي الذهب لكويرة ،وتندرج في اطار برنامج مواكبة توصيات هيئة الانصاف والمصالحة في مجال الارشيف والتاريخ والذاكرة [1] ، كما عرف الندوة حدثا هاما يتعلق بتكريم احد ابرز الباحثين في الدراسات الصحراوية بيير بونت PIERRE BONTE
ادريس اليزمي : الاثار والنقوش الصخرية تبقى من اكبر الشواهد التاريخية على ان الصحراء المغربية لم تكن ارض خلاء و لا منطقة مهجورة مغمورة
الأستاذ ادريس اليزمي باعتباره رئيسا للمجلس الوطني لحقوق الانسان اثناء انعقاد الندوة في دجنبر 2011 ، ذكر باهمية دراسة تاريخ الصحراء الممتدة من وادي نون الى وادي الذهب باعتبارها منطقة شاهدة على قرون من تاريخ الانسانية[2] ، حيث عرفت تواجد بشري منذ ماقبل التاريخ ، ولعل الاثار والنقوش الصخرية تبقى من اكبر الشواهد التاريخية على ان الصحراء المغربية لم تكن ارض خلاء و لا منطقة مهجورة مغمورة بل هي تنبض بالحياة و بالعمران البشري وتحتضن اجناسا بشرية ، جاءت من كل الانحاء والاصقاع منجذبة بالمراعي و طرق التجارة الصحروية المزدهرةالتي كانت نشيطة بفعل نشاط القوافل التجاريةمنذ قرون عديدة ،التي استفادت من وجود قبائل قوية حامية لهذه التجارة الصحراوية كما استثمرت كذلك انتشار المسالك الصحراوية الامنة والابار التي تطفئ عطش التجار ، عبر التجارة الصحراوية انتقلت الافكار والمعتقدات و التقاليد ، وتعمق التواصل الحضاري بين المغرب و بقية مناطق العالم اوروبا شمالا و افريقيا جنوبا ، رغم الطارئ الاستعماري الذي احدث قطيعة مؤقتة ورجة عنيفة في العلاقات بين الصحراء وافريقيا ، الا ان قوة و ترسخ العلاقات الثقافية والدينية بين الجانبين ، حال دون تحقيق الاستعمار لاهدافه في انسلاخ الصحرء المغربية عن دورها الحضاري كوسيط تجاري وثقافي بين شمال افريقيا و اوروبا شمالا و بين الصحراء الكبرى وافريقيا السواداء من جهة اخرى [3] . الندوة الدولية في الداخلة حسب اليزمي ستحاول ان تضع حصيلة اولية للمصادر المخطوطة ، وتلك التي توجد في الارشيف الاستعماري ، مع رصد مواقع تواجد هذه المصادر وتقديم توجيهات منهجية و نظرية ونقدية للباحثين حول كيفية توظيفها في الكتابة التاريخية حول المنطقة . ، العمل اذا كل العمل على محاولة اضاءة عتمات في مرحلة تاريخية لم يدرس فيها تاريخ الصحراء ، خصوصا في المرحلة ماقبل الاستعمارية التي تعاني من نقص فيما يتعلق بمصادرها التاريخية . فمازال كم كبير من الارشيف الاسباني و الفرنسي لم تتم دراسته ، ناهيك عن الذي لم تسمح بعد ادارة الاستعمار بوضعه بين ايدي الباحثين .[4] العقبة الرئيسية في البحث التاريخي عن الصحراء هي اننا امام مجتمع يهيمن فيه الشفهي المرتبط بالذاكرة التي هي معرضة للنسيان و الاندثار مما يحتم مجهودات علمية رصينة لحفظ الذاكرة الفردية والجماعية و لكن بعدة منهجية وعلمية صارمة ودقيقة ، فكتابة التاريخ انطلاقا من الشفوي و المروي ومن النقوش والاثار لا يتم الا بمنهجية تاريخية علمية تنفتح وجوبا على العلوم الانسانية والاجتماعية الاخرى . ندوة الداخلة كانت مناسبة ايضا لتسليط بعض الضوء على دور المتاحف في حفظ الموروث الثقافي سواء بجزءه المادي او اللامادي ، رغم سيطرة التقليد المتحفي بشكل كبير على صيانة وحماية التراث المادي في حين يتم فقد يوم بعد يوم لعدد كبير من الموروثات اللامادية من اغاني واهازيج واكلات و فنون شتى .
احمد حجي : الاهتمام بالموروث الصحراوي ليس ترفا فكريا ، بل التزام علمي وحضاري
الثانية كانت مساهمة مدير وكالة الجنوب انذاك احمد حجي ، الذي اعتبر ان " الاهتمام بالموروث الثقافي للمغرب الصحراوي ليس ترفا فكريا او مجرد مشروع ثانوي يتم الحاقه بالاختيارات الكبرى المرتبطة بالاقلاع التنموي للاقاليم الجنوبية للمملكة" [5] بل انه اختيار صائب يخدم بالاساس تفعيل نموذج هوية متعددة المشارب والروافد ، في اطار علاقات ممتدة عبر التاريخ بين العمق الصحراوي المغربي و الغرب الصحراوي كمجال حضاري و ثقافي مشترك.
عبد الرحمان نكايدي : قلة عدد الدراسات التي تهم العلاقات بين المغرب وافريقيا السوداء بشكل عام على الاقل الى حدود سنة 1995 ، حيث انه من بين 120 شهادة او اطروحة تناقش بكلية الاداب بالرباط ، هناك خمس دراسات فقط تهم هذه العلاقات المغربية الافريقية
مقال الباحث عبد الرحمن نكايدي ،الذي عنونه ب ذاكرة تاريخية مشتركة المغرب وافريقيا جنوب الصحراء (من القرن الحادي عشر الى القرن العشرين)، تطرق في بدايته الى ملاحظة في غاية الاهمية وهي في واقع الامر احالة الى ما قاله الباحث مصطفى القادري في انه من النادر ان ينظر الى المغرب و المغارب في بعدهما الافريقي ، ذلك ان المغرب لا يوجد الا بالنسبة الى المشرق وبه ، لان "العرب" يهيمنون على البحث التاريخي لهذه المنطقة منذ الاسلام و "الفتح العربي" الذي شكل اداته حسب الباحث نكايدي نقلا عن القادري مصطفى [6] ، كما ان الباحث اثار ملاحظة هامة نقلا عن عبد المجيد القدوري تتعلق بقلة عدد الدراسات التي تهم العلاقات بين المغرب وافريقيا السوداء بشكل عام على الاقل الى حدود سنة 1995 ، حيث انه من بين 120 شهادة او اطروحة تناقش بكلية الاداب بالرباط ، هناك خمس دراسات فقط تهم هذه العلاقات المغربية الافريقية، رغم ان المغرب و افريقيا جنوب الصحراء ربطتهما تاريخيا علاقات كثيرة ومتنوعة لكنها غير مدروسة بشكل كبير و دقيق . سلط الباحث في بداية مداخلته النور على قضايا ابستيمولوجية تتعلق اساسا بضرورة الاجابة عن التساؤلات التالية : لمن نكتب وعلى اية مشروعية نرتكز وعلى اي اساس وثائقي ننتج التاريخ ؟ ، اي ضرورة تصحيح المصادر والوثائق المستعملة في التاريخ لكل البنيات المهمشة و منها بنية التاريخ الافريقي و الصحراوي الذي يرتكز الى يومنا هذا دراسته في الاغلب الاعم على رؤى طالما غدتها الاثنولوجيا الكولونيالية ، لذلك تنامى الاهتمام بالمقاربة التاريخية التي تعطي اهمية كبيرة للمصادر" الحقيقية" التي هي في حوزة الرواة و المحافظين على التقاليد ، اي الاعتماد بشكل كبير على الرواية الشفوية والدلائل العلمية الاثرية التي تقول جزءا من الحقيقة العلمية المغيبة في معظم المصادر الاوروبية المشوبة بصور نمطية حول المجتمعات الصحراوية، هكذا يصبح من قبيل الضرورة الملحة وضع حد فاصل بين المقاربة الايديولوجية للتاريخ ورسالته الاستكشافية التي تجعل خطابه مفهوما (...) وذلك بمساءلة حقبه المختلفة و الاحداث التي هيكلته لاجل كتابة هذا "الوعي الجمعي" الذي كان في طور التشكل لكن المعمر اراد محوه او على الاقل ايقاف ديناميته. [7] للتدليل على وجود علاقات تاريخية بين الضفتين الاساسيتين للقارة الافريقية : المغارب و افريقيا جنوب الصحراء ، استدعى الباحث بعض المحطات التاريخية البارزة في ازمنة مختلفة من اجل ذلك ، فما اسماه " بالقرن المرابطي" كان مرحلة اساسية من مراحل القوة الاقتصادية والسياسية للامبراطورية المغربية التي سمتها التاريخية البارزة هي توحيد اسبانيا والمغرب تحت يافطة من اسماه ميشيل ابيطبول : MICHEL ABITBOL بالقائد السياسي الاكبر اي يوسف بن اشفين الذي غزت جيوشه الصحراء الجنوبية ثم جنوب المغرب ، ويعبر الاستيلاء على سجلماسة وغزو غانة عام 1077م احدى انتصاراته التي عززت القوة السياسية والاقتصادية للدولة المرابطية ، والحروب بطبيعتها رغم قسوتها ووحشيتها الا انها تنقل ثقافة وعادات الشعوب الغازية و تحدث تثاقفا جديدا، اي ما اسماه الباحث نكايدي بالثقافات الناشئة الي ترسم معالم مجتمعا جديدة تتكيف مع واقع جديد و عالم يعرف تحولا مستمرا ، وتساهم في خلق تاريخ مركب الذي يعبر بشكل عميق عن الاستمرارية الحيوية و التفاعلات الثقافية والقيمية التي ابانت عنها هذه الشعوب على امتداد عدة قرون ، لقد قام المربطون بالفعل بدور تاريخي بالغ الاهمية من حيث توحيد المغارب او في تمتين وترسيخ العلاقات المغربية الافريقية ، لذلك كانت الفترة المرابطية لحظة مؤسسة في التاثير المغربي في العمق الصحروي والافريقي ، استعصى على كل القوى المحلية والاجنبية فيما بعد ان تحاول استئصال العلاقات المغربية الافريقية، على نفس النهج والمنوال سارت الامبراطورية الموحدية على نفس النهجي المرابطي في تطوير نفس البنيات العلائقية مع البلدان والشعوب الافريقية ، وان كان الاهتمام الموحدي بغزو الغرب الافريقي محدودا الا ان الفترة الموحدية عرف تطور التاثير العمراني و المعماري المغربي على المغارب و على الغرب افريقيا قاطبة ، وما يزال هذا التاثير قائما الى يومنا هذا ، المرحلة السعدية ستعرف فتح عهد جديد من العلاقات بين المغرب و بلاد السودان[8] فاستثمر احمد المنصور الذهبي قوة بلاده العسكرية و حاجته امبراطوريته العسكرية الى الاستيلاء على ثروات السودان المتنوعة والغنية ، امام اختلال دورة انتاج وتسويق السكر وحاجة الاقتصاد السعدي للعبيد والذهب لانعاش الدورة الاقتصادية ،من الاسباب المباشرة التي تضافرت بالإضافة الى استيلاء ملوك صونغاي على مناجم ملح تغازة مما اضر بالاقتصاد السعدي و اثر سلبا على دور الوساطة التجارية الذي يقوم به المغرب بين اوروبا و بلدان افريقيا جنوب الصحراء وبداية بروز الاطماع التركية والبرتغالية في ثروات السودان ، لتعطي كنتيجة حتمية اجتياح المنصور لبلاد السودان . رغم ان الاهداف الاقتصادية لحملة المنصور السعدي على السودان كانت جلية و واضحة الا ان التسويغ الديني للحملة كان ضروريا و اساسيا لتبرير الحملة ونتائجها ، وتم اكراه الفقهاء و اهل الحل والعقد على استصدار فتاوى معززة لموقف السلطان السعدي ، وتم التركيز على انعدام النسب القرشي لذى حاكم السودان ، الذي كان انذاك من شروط سلامة الحكم، بكل تاكيد تعتبر معركة 13 مارس 1591 م المعروفة بمعركة تونديبي وهزيمة السونغاي ، لحظة فارقة في العلاقات المغربية الافريقية و حدث موشوم في الذاكرة التاريخية الافريقية ، خصوصا وان استيلاء السعديين على السودان تم فيه اعلان قوة الامبراطورية المغربية اقتصاديا و ثقافيا و ترابيا ، مما ايقظ مخاوف الاوروبيين الذين باتوا يتحسسون خوفا من قوة الجيش المغربي الذي تعزز بقوة زنجية كبيرة ستكون هي النواة الاولى لتشكل ما يعرف في الادبيات التاريخية المغربية بجيش البخاري ، الذي برز دورهم بقوة في عهد السلطان المولى اسماعيل ، استطاع الباحث نكادي ان يؤصل للعلاقات المغربية الافريقية بالاستناد الى معطيات تاريخية واحداث سياسية قوية وراسخة في ذاكرة علاقات المغرب مع افريقيا جنوب الصحراء ، لذلك فشل الاستعمار في القضاء على هذه التاريخ العلائقي الممتد رغم كل مجهودات الخلخلة التي احدثها بوضعه الحدود وتمزيق شعوب و توزيعها على وحدات دولتية غير منسجمة. بعد الاستعمار تواصلت هذه العلاقات التي بدأت ضمد جراح الاستعمار و الانحلال التدريجي من تأثير سياساته التغريبية على جميع الاصعدة ، وتعتبر العلاقات المغربية السنغالية من جهة والمالية من جهة اخرى نموذج بارز للانسجام والاندماج النموذج الناجح والمثمر للعلاقات المغربية الافريقية ، ولعل الاستثمارات المغربية في عدد من البلدان الافريقية في مجالات متنوعة كالبناء و الابناك والتامينات و الاشغال العمومية و التعاون العلمي والاكاديمي واحتضان عدد من الدول وعلى راسها السنغال لعدد هام من الطلاب المغاربة خصوصا بكليات الطب و الصيدلة وطب الاسنان ، وفي المقابل استقبال الجامعات والمعاهد المغربية عددا هاما من الطلبة الافارقة ، اكبر دليل على تدشين عهد جديد متميز وواعد للعلاقات المغربية الافريقية. لقد حان الوقت اذا حسب الباحث نكايدي تفنيد الثنائية المزعومة بين عالمين يسمى احدهما مغاربيا ابيض و الاخر جنوب صحراوي اسود يختلف احدهما عن الاخر بل يكن له العداء (...) لبوغ هذا المرام ، وجب تشجيع التعاون العلمي وتبادل التجارب ولاسيما تدريس هذا التاريخ الذي تكاد الاجيال الحالية لا تعرفه الا قليلا او هي تجهله مطلقا.[9]
عبد الكريم مدون : مقاربة اهتمام الدراسات والكتابات الكولونيالية بعيدا عن منطق الهدم المعرفي بل التركيز على التأسيس المعرفي البديل بالاستفادة من المنهج الخلدوني
الباحث عبد الكريم مدون ، كان مساهمته في الكتاب ، جد قيمة ، استهلها وختمها باشارة دقيقة تتعلق بهدف دراسته التي عنونها بين "الاسير والباحث" هذه الاشارة هي انه يقارب موضوع اهتمام الدراسات والكتابات الكولونيالية بعيدا عن منطق الهدم المعرفي ، بل بالتركيز على التأسيس المعرفي البديل ، لذلك اعتمد المنهج الخلدوني في قراءة حركية المجتمعات الصحراوية التي تتميز بالحركة الدائمة الدؤوبة " الرحل" وهو المنهج الذي يقوم على ان واقع معاش البدو و ظروفهم الاجتماعية هي التي تبرر خشونتهم في كل تفاصيل حياتهم ، ملبسا ومأكلا و علائقيا ، مما يجعل الباحث يخلص الى نتيجة منطقية اساسية في دراسته مفادها ان فهم المجتمعات الصحراوية "البدوية " وممارسات الفرد والجماعة الاجتماعيتين في هذه المجالات يمكن فهمها و تفهمها ان هي قرأت لذاتها و في احترام لسياقات تمثلها للزمان و المكان و التهديدات و التحديات المطروحة امام ساكني هذه المجالات، وممارساتها الاجتماعية وانماط عيشها ، رغم انها قد تبدو غريبة عند مقارنتها بممارسات مجتمعية نعبر عنها بالتحضر او الانتماء للحداثة باللغة المعاصرة لكن ذلك سيفهم ان نحن وضعنا انفسنا مكانهم و حاولنا تقمص شخصياهم و فهم تخوفاتهم و التعرف على انشغالاتهم و سبر اغوار حياتهم اليومية في علاقاتها سواء بالانسان الاخر او بالطبيعة ، لذلك فالباحث يلح على ضرورة قراءة المجتمعات الصحراوية " البدوية" قراءة علمية تنحو نفس المنحى الذي اختاره الباحث والسوسيولوجي الفرنسي روبير مونطان ،الذي اثنى عليه الباحث كثيرا ، اذ رغم خلفيته الاستعمارية و عمله الى جانب و لمصلحة السلطات الاستعمارية الفرنسية بالمغرب ، الا ان خطابه حول البدو الرحل كان متوازنا و منصفا و ذو خلفية منهجية علمية ، لذلك نراه يقول و يشدد على انه " يجب ان نكلف انفسنا مجهود فهم البدو الرحل ، من خلال محاولة التفكير كما يفكرون ، لذلك لابد لنا ان نتخلى عن احكامنا المسبقة وعن طريقتنا في قياس الزمن وفي تقسيم المجال وفي استشراف المستقبل وكذا التخلي عن عادتنا في الحكم على الناس والاشياء [10] ، انطلاقا الباحث مدون في تناوله للمجالات الصحراوية انطلاقا من نظرتين مختلفتين لهذه المجالات ، نظرة يمثلها الباحث السوسيولوجي روبير مونطان والتي تناولت دراسة المجال اعتمادا على منهجية علمية رصينة ، و نظرة يمثلها نصين كتبا من طرف فرنسيين اسرا في المجال الصحراوي من طرف الصيادين اثناء غرق سفنهم في القرن الثامن العاشر وامضيا جزءا غير يسير من حياتهما لدى القبائل والتجمعات الصحراوية ، وخلافا لخطاب الباحث المدقق مونطان ، كان خطاب الأسيرين مفعم بمفاهيم و احكام قيمية تعكس بالطبع نفسية الاسير من جهة و من جهة اخرى تميل الى التعميمات و غلبة الصور النمطية ، فقد وصف الاسيرين بريسون وصونيي ، المجتمعات الصحراوية بالمتوحشة و بالصلابة و التعطش للدماء ، كما وقفا مليا على واقع الاذلال و التحقير الذي تعيشه المرأة الصحراوية . لقد استطاع الباحث و المؤرخ عبد الكريم مدون ان يستنطق نص الاسيرين ليقرا من خلاله البنية الدهنية التي صاغت النصين من جهة رؤيتها و تمثلها للآخر وهو تمثل لا يخرج بثة عن ما هو رائج و معروف في الاوساط الشعبية وحتى العلمية في هذه المرحلة من تاريخ اوروبا اي القرن الثامن عشر من ازدارء الاخر و نعته بكل الاوصاف القدحية ، ولعل اطلالة سريعة على ما كتبه هيكل عن افريقيا والبداوة في كتابه فلسفة التاريخ الجزء الثاني ، دليل على انتشار هذه النظرة التحقيرية لكل المجتمعات التي توصف ب"البداوة" لدى الكتاب و الباحثين والفلاسفة ... التي هي نظرة مؤسسة لظهور علم الانثربولوجيا نفسه كعلم يدرس المجتمعات " المتخلفة" مقابل السوسيولوجيا التي تدرس المجتمعات المتمدنة. وفق الباحث و المؤرخ مدون في ان يؤرخ لتمرحل لتطور الصورة النمطية عن المجالات الصحراوية عبر الاعتماد على نصين تاريخين ، في القرن الثامن عشر ، والى نص و بحث علمي لباحث في القرن العشرين ، لنتلمس التغير والتمايز الذي استمر الى يومنا هذا في التعاطي والنظر الى المجالات الصحراوية والافريقية عموما .
برنابي لوبيث غارسيا: الاسباب التي جعلت اسبانيا مهتمة باستعمارجزيرة واد الذهب وارسال البعثات العلمية اليها انطلاقا من دراسة تقرير خوسيه غونثاليت
تحفل مساهمة الباحث والاستاذ بجامعة مدريد المستقلة برنابي لوبيث غارسيا ، بكثير من المعطيات العلمية الدقيقة عن مدينة الداخلة سنة 1905 ، وقد اعتمد الباحث على تقرير مفصل من صفحة 130 اعده المهندس خوسيه غونثاليت ، حيث انه حاول في تقريره جمع اكبر قدر من البيانات المتاحة في المناخ و البنية الجيولوجية و التركيبة البشرية و المحيط الطبيعي لمنطقة جزيرة وادي الذهب ، والتي اعطانا التقرير بعص الاسباب التي جعلت اسبانيا مهتمة باستعمارها وارسال البعثات العلمية اليها ، فهي جزيرة مهمة تجاريا و ثروتها السمكية جد غنية ، كما ان الجزيرة توفر على خدمة منتظمة للبواخر و على مصنع يضفيان عليها اهمية . التقرير المعتمد عليه يضم وثائق وملحقات خرائطية وقعها المؤلف ، وتصميم للمصنع والحصن و صورا فوتوغرافية للبعثة ، في الجزء الاول من التقرير يقوم كاتبه بوصف جغرافي و يقدم تفاصيل مهمة عن الموقع والتضاريس و امكانية الملاحة بالشواطئ كما م التركيز على المناخ يخلص التقرير على انه طقس جيد على العموم مقارنة مع مناطق اخرى في العالم يتواجد فيها الاسبان كالساحل الامريكي ، ثم انتقل مؤلف التقرير الى وصف الساكنة ، حيث اعتبرها قليلة العدد (حوالي 176 شخص داخل الجزيرة و 130 يعيشون في اجزاء اخرى متفرقة خارجها اي ما مجموعه حوالي 300 شخص ) سنة اعداد التقرير اي سنة 1905 ، والاثار العديدة للسكان انما هي نتيجة مرور القوافل التجارية التي تنتقل من قبيلة الى اخرى ومن القبائل التي ذكرها التقرير ، قبيلة اولاد العروسيين في الشمال ، واولاد زكري في الجنوب ، كلها من القبائل الرحل ويربط انتقالها باماكن تواجد المراعي التي تشكل اهم احتياجاتهم. اما اهم مصادر عيشهم فهي الصيد و الرعي ... و نسبة قليلة من الساكنة من يعرف قراءة و كتابة اللغة العربية ، اي ثلاثة اشخاص من مجموع السكان ، كما ان اثنان فقط من يعرف اللغة الاسبانية بل ويجيدها ، التقرير يصف الساكنة و عاداتهم و تقاليدهم بازدراء شديد وبنظرة استعلائية واضحة مثل وصفه قبائل اولاد دليم التي يصفها بالقبائل المشاغبة والجشعة بل والشرسة ، يقدمك التقرير كذلك وصف دقيق و منفصل للمصنع ومرافقه و قد تم هدمه للاسف الشديد سنة 2004 في تجاهل للقيمة التراثية والتاريخية لهذا الاثر [11] كما يعتبر التقرير ذو قيمة تاريخية للتعرف على التراث الصحراوي من حيث حديثه عن الثروة النباية والحيوانية التي تعرفها مدينة الداخلة تاريخيا من حيث وجود النمور والفهود و الضباع وبنات اوى و الثعالب و الارانب البرية و الظباء والغزلان بالإضافة الى الماشية من اغنام وابقار .[12]
احمد جوماني : علاقة كبار الرحل بالحدود الاستعمارية ، وقارب تمثل الرحل للحدود الموروثة استعماريا و المفارقة الكبيرة بين مفهوم ومضمون الترحال كحركة دائبة و الحدود كترسيم للاستقرار و الجمود .
الباحث احمد جوماني ساهم بمداخلة متميزة تناولت علاقة كبار الرحل بالحدود الاستعمارية ، وقارب تمثل الرحل للحدود الموروثة استعماريا و المفارقة الكبيرة بين مفهوم ومضمون الترحال كحركة دائبة و الحدود كترسيم للاستقرار و الجمود ، لذلك كانت مداخلته محاولة موفقة لتسليط الضوء على الجوانب الكارثية و التعسفية للتخطيط و التقطيع الاستعماري و انعكاساته السلبية على الاقتصاد الرعوي العريق ، كما اصل تاريخيا للتقطيع الاستعماري للمغرب الصحراوي مشيرا الى الاتفاقية السرية الموقعة بين اسبانيا وفرنسا لسنة 1904 والتي تم بموجبها تحديد نطاقي دائرتي نفوذ القوين الاستعماريتين بالمغرب الصحراوي ، فحصلت اسبانيا وفق هذه الاتفاقية على الساقية الحمراء و منطقة طرفاية و صولا الى وادي درعة ، الملاحظة الاولى التي نستشفها من هذه الاتفاقية بين اسبانيا و فرنسا لتقسيم النفوذ انها لم تراع ابدا التشكيلات القبلية الممتدة لذلك قسمت القبائل بين منطقتي النفوذين بدون مراعاة للخصوصيات المحلية و للانتماءات القبلية التي هي من ركائز المجتمع الصحراوي عبر التاريخ ، لذلك كان الباحث الجوماني على حق عندما اعتبر ان لا مستقبل للحدود ، حتى ولو كانت مثبتة على حواجز مادية ، اذا ما كانت منشغلة فقط بالاطار المادي.[13] هذا التقسيم الاستعماري المقصود جدا لتفتيت البنية القبلية و بث بذور التفرقة و التجزئة بين القبائل ، ادى الى اثار كارثية على مجموع اقتصاد الرحل والبنية الاجتماعية القبلية بصفة عامة رغم الاختلافات الموجودة بين تدبير الاستعمارين الاسباني والفرنسي للمجال القبلي ، وتجلت اكثر السياسة الاستعمارية في المجال الصحراوي في العلاقات المتذبذبة و المتأرجحة بين قبائل كبار الرحل و بين السلطتين الاستعماريتين ، وهي علاقة لم تستقر على حال ، انما تأرجحت تارة بين انتفاضة القبائل ومقاومتها وعصيانها و بين المفاوضات والهدنة اي الدخول في مرحلة التدجين و المسالمة المؤقتة في انتظار الاستفادة من المراعي والتنقل الحر بين منطقتي النفوذ الاستعماري ، فالتقارير الاستعمارية تظهر فطنة الرحل و تمكنهم المتقن من اوجه القصور في الادارة الاستعمارية الفرنسية والاسبانية ، وتجعل خطوط ترحالهم تتحرك على مجموع الاراضي دون اعارة اهتمام في الغالب لمصالح مراقبة الرحل [14]. خلاصة مداخلة الباحث الجوماني هي ان رخص الانتجاع و القيود الادارية الاستعمارية المفروضة لم تستطع التحكم بحركية الرحل بشكل كبير لكن الرعي الترحالي شهد تراجعا كبير بفعل عوامل كثيرة اهمها الظروف المناخية والسياسية والتحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي عرفها المجال الصحراوي ، الذي تحول فيه الرحل الى كسابة "متبرجزين" .
رحال بوبريك : من الخطا الاعتقاد حسب الباحث رحال بوبريك ان عملية ايكوفيون هي سبب نهاية جيش التحرير و بالتالي تأخير تحرير الصحراء ، انما المرجح ان عدم تحرير الصحراء في هذه الحقبة التاريخية يعود الى عدة أسباب وتتحمل فيها المسؤولية عدة اطراف
مساهمة رحال بوبريك في الكتاب كانت حول عملية ايكوفيون التي تندرج في اطار مساعي القوى الاستعمارية لتصفية جيش التحرير المغربي ، فالقوتان الاستعماريتان فرنسا واسبانيا اختلفتا حول كثير من القضايا لكن اتفقتا على ضرورة تصفية جيش التحرير الذي بات صيته و قوته تستنفرهما معا . فحسب الباحث فقد تكونت نواة جيش التحرير بالجنوب المغربي من اعضاء سابقين في جيش الحرير المغربي الذي تشكل بالشمال و الذي حل مباشرة عقب الاستقلال ، لتنظم الى هذه النواة اولى المجموعات المسلحة الصحراوية في النصف الثاني من سنة 1956 ، قبل ان تتوالى وفود المتطوعين من قبائل الصحراء بعد انتقال قيادة جيش التحرير الى كلميم ، حيث تمت قيادة اولى العمليات ضد القوات الفرنسية في مركز قريب من تندوف ، عبر عملية اطار المعروفة بعملية تكل ، بشمال موريتانيا، او عمل عسكري جنوب الساقية الحمراء ، وهي اول عملية ذات شان دشنها جيش التحرير ضد المستعمر [15] ، رغم ان العملية العسكرية عرفت هزيمة قاسية لجيش التحرير المغربي الا ان وقعها النفسي والاستراتيجي كان اكبر على المستعمر الفرنسي ، لانها عملية استهدفت العمق الموريتاني وهددت المصالح الاقتصادية الفرنسية مباشرة خصوصا مع بدء الشركات الفرنسية استغلال مناجم الحديث بموريتانيا ، اذا ، لم تقتصر عمليات جيش التحرير على الجانب الفرنسي بل تغيرت استراتيجيتها لتستهدف الوجود الاسباني كذلك ، ولعل معركة الدشيرة التي وقعت احداثها الدامية يوم 13 يناير 1958 التي تكبد فيها الاسبان العديد من القتلى، دليل على تصميم جيش التحرير المغربي على مواجهة اسبانيا بنفس العزم والقوة التي تصدى بها للفرنسيين ، هذه المعركة كانت من الأسباب المباشرة التي اسرعت التنسيق الفرنسي الاسباني لوأد وتصفية جيش التحرير ، رغم ان الفرنسيين كانوا دائما يتهمون الاسبان بالتغاضي عن عمليات جيش التحرير وممارسة نوع من الحياد وازدواجية المواقف فيما سبق ، لقد شكلت مقاومة جيش التحرير الباسلة للقوتين الاستعماريتين ، فرصة لعقد قران سياسي توج بزواج مصلحة بين الاسبان و الفرنسيين من اجل القضاء الميداني على قوات جيش التحرير المغربي ، فانطلقت عملية ايكوفيون يوم 08 فبراير 1958 تحت قيادة القائدين العسكريين الفرنسي DE GARLL الذي كلف باحتلال مدينة السمارة و الذي كلف بمنطقة الساقية الحمراء ومنطقة كلتة زمور ، فيما تولى الجنرال الاسباني VIDAL مهمة شن هجوم بري وجوي انطلاقا من طرفاية و العيون والداخلة ، خلفت معركة او للدقة نقول مجزرة ايكوفيون مئات القتلى بين المدنيين الذين لقوا مصرعهم جراء القاء القنابل على مخيمات الرحل ، بما فيها قنابل النابالم [16] ، كما أدت المعركة الى القضاء على قطعان من الابل والماشية وتشريد المئات من الاسر ، وتهجير جماعي لعدد من القبائل نحو الشمال المغربي ، كان من النتائج المباشرة لموقعة ايكوفيون توقيع المغرب و اسبانيا اتفاقية سينترا 1958 ابريل التي بموجبها انسحبت اسبانيا من مصب وادي درعة الى حتى نواحي طرفاية "الطاح" وكذا حل جيش التحرير المغربي بالصحراء في 24 مارس 1960 واندماج اطره في مختلف وحدات الجيش الملكي ، لكن من الخطأ الاعتقاد حسب الباحث رحال بوبريك ان عملية ايكوفيون هي سبب نهاية جيش التحرير و بالتالي تأخير تحرير الصحراء ، انما المرجح ان عدم تحرير الصحراء في هذه الحقبة التاريخية يعود الى عدة أسباب وتتحمل فيها المسؤولية عدة اطراف ، ابرزها الرهانات والحسابات التي كانت وراء تأسيس جيش التحرير بالجنوب والتي تحكمها منذ البدء اهداف بعيدة أحيانا عن الشعار المرفوع في تحرير البلد.[17]
خوسي انطونيو رودريغيث استيبان : عملية التمدن في الصحراء هي عملية للسيطرة و التمازج الثقافي . والنتيجة ان المجتمع بدا يفقد تدريجيا طابع الترحال ليتحول السكان الى اجراء تابعين وبفعل التحضر نفسه تم خلق تكتلات سوسيو- ثقافية جديدة تجاوزت الاشكال التقليدية للتنظيم الداخلي للمجتمع الصحراوي
الباحث الاسباني خوسي انطونيو رودريغيث استيبان ، شارك بمقال هام عن الخريطة الأولى للقياسات التي قامت بها السلطات الاسبانية اثناء استعمار الصحراء الاطلنتية ، حيث ان الحرب الاهلية الاسبانية التي تلاها صعود طبقة عسكرية متعطشة للاستعمارات الخارجية ومنازعة الدول الكبرى على النفوذ ، وكذا طمع اسبانيا في أراض افريقيا الغربية خصوصا مع الهزيمة التي تعرض لها الفرنسيون في الحرب العالمية الثانية سنة 1941 م ، كلها عوامل اججت الحاجة الى البحث عن موارد ومناطق نفوذ جديدة في افريقيا الغربية و البوابة هي الصحراء الأطلسية ، لذلك أعطت السلطات الاسبانية أوامر مباشرة لانجاز خرائط علمية ، شرع العمل فيها من سنة 1943 و تم الانتهاء منها سنة 1949 م ، وقام با جغرافيون و مختصون جيو ديزيون وطبوغرافيون محترفون ، مكنت هذه الاعمال العلمية من الكشف عن تراث اثري غني ستتم الاستفادة منه علميا ماضيا وحاضرا ، كما تضمنت الخرائط أسماء المواقع الجغرافية ودراسات قيمة عن النباتات و الجيولوجيا ، وهي دراسات ممهدة للاحتلال العسكري للصحراء الأطلسية. وقد مر الاستعمار الاسباني للمنطقة حسب الباحث الاسباني خوسي أنطونيو بثلاث مراحل رئيسية متمايزة و مختلفة ، المرحلة الأولى (1884-1940) ، حيث قامت اسبانيا ببعض العمليات بهاجس الدفاع عن جزر الكناري و حماية أنشطة الصيد التي تمارس هناك ثم الحيلولة دون ترك الفرصة لقوى أخرى متربصة بالمنطقة خاصة الفرنسيين والالمان ، وفي خضم الدفاع عن جزر الكناري واستغلال الثروات السمكية المصطادة بكثرة في المجال الممتد بين جزر الكناري و الساحل الافريقي ، قامت اسبانيا باستعمار ارض يسكنها البدو الرحل ، واقتصر التواجد الاسباني على مؤسسة عسكرية و مناطق صيد الأسماك في شبه جزيرة وادي الذهب ، لكن التحالفات الفرنسية مع قبائل ادرار بموريتانيا افشلت مساعي اسبانيا لتمديد سيطرتها الى منطقة تيشيت حيث هي ممر استراتيجي للقوافل التجارية و للوصول الى واحات ادرار ، لكن ذلك لم يمنع اسبانيا ابتداء من سنة 1920م من بناء مناطق لهبوط الطائرات و احداث نظام للمراقبة ومراكز عسكرية ، احدها بالعيون ومنطقة للموارد الطبيعية على الطريق المؤدية الى الداخلة (فيلا سيسنيروس) ومطار راس جوبي الذي احتلته اسباني سنة 1916 م و احتلال افني سنة 1934 .المرحلة الثانية (1940-1964) ، ستبدأ هذه المرحلة بالدراسة العلمية للأراضي التي تنوي اسبانيا استعمارها ، مع اقامةمشاريع التهيئة العمرانية للداخلة (فيلا سيسنيروس ) والعيون ، وبداية التنقيبات عن النفط ، اما المرحلة الثالثة (1964- 1975) تميزت ببداية مرحلة التنقيب عن النفط بعد الاعلان عن قانون الهيدروكاربورات في سنة 1958م ، حيث حلت بالمنطقة العديد من الشركات الكبرى الأجنبية المهتمة بموضوع البحث عن الطاقة والمعادن ، مما سينعكس على البنية العمرانية لمدينتي العيون والداخلة التي بدا فيها الأجانب تشييد مساكن و كنائس وفق تصاميم التهيئة التي اعدها المعهد الاسباني للاسكان ، وقد أدى العثور على مساحات واسعة غنية بالفوسفاط الى تغيير جدري في المنطقة حيث سيتقلص مجال البدو لفائدة المناطق الحضرية وتسارع انشاء مرافق الموانئ التي تسمح بدخول السفن الكبيرة وتقوية الاتصالات الأرضية والجوية وخصوصا العسكرية منها . وقد خلص الباحث خوسي أنطونيو رودريغيث استيبان الى نتيجة منطقية مفادها ان عملية التمدن هي عملية للسيطرة و التمازج الثقافي . والنتيجة ان المجتمع بدا يفقد تدريجيا طابع الترحال ليتحول السكان الى اجراء تابعين (...) وبفعل التحضر نفسه تم خلق تكتلات سوسيو ثقافية جديدة تجاوزت الاشكال التقليدية للتنظيم الداخلي للمجتمع الصحراوي .[18]
الاسبانية انخيلا هيرنانديث مورينو: ارتبطت الذاكرة الحديثة القريبة في الصحراء بمسلسل تمزق اجتماعي ناجم عن فعل انهاء الاستعمار و المواجهات بين جماعات تنتمي الى المجتمع نفسه
الباحثة الاسبانية انخيلا هيرنانديث مورينو ساهمت بمداخلة حول قضية الصحراء بين التاريخ والذاكرة ، حيث ركزت في البداية على أهمية مقاربة الانصاف والمصالحة التي نهجها المغرب في اطار تصفية مخلفات الماضي ، ثم ناقشت الخطابات و الاتجاهات التاريخية بخصوص تناول قضية الصحراء المغربية التي انطلقت من معاناة المجتمع الصحراوي من اضطرابات سياسية كبيرة أدت الى انشطاره ، لذلك ارتبطت الذاكرة الحديثة القريبة في الصحراء بمسلسل تمزق اجتماعي ناجم عن فعل انهاء الاستعمار و المواجهات بين جماعات تنتمي الى المجتمع نفسه [19] ، هذا التمزق انتج قراءتين واتجاهين تاريخيين ، أولهما الخطاب الرسمي للدولة المغربية فيما يتعلق بالصحراء والذي ينتصر للوحدة الترابية المغربية والعلاقات التاريخية العميقة التي تربط بين شمال المغرب وجنوبه و ضرورة استكمال الوحدة الترابية المغربية من اجل بدء اوراش الديموقراطية و التصنيع ... و ثانيهما الخطاب الاستعماري الذي يعتبر الأقاليم الصحراوية منطقة جغرافية طبيعية لها تاريخ و حضارة مختلفة عن التاريخ والحضارة المغربيين [20] ، أهمية مداخلة الباحثة الاسبانية تتجلى في عنصرين رئيسيين :
-العنصر الأول يتمثل في الإقرار بان الاطروحة الاستقلالية الانفصالية التي تبنتها اسبانيا في البداية قبل ان تغديها لدى الأطراف الأخرى ، هي مرتبطة اشد الارتباط بخدمة المصالح الاستعمارية ، ولعب فيها القناصلة دورا مهما لفائدة الدولة الاسبانية والأخطر في الامر انها كانت مرجعا للنصوص اللاحقة التي ارتكز عليها معاكسة الوحدة الترابية المغربية و لم تعرض هذه الحجج للتدقيق و الفحص العلميين .
العنصر الثاني : يتعلق بالمحاور البحثية الرئيسية التي اقترحتها الباحثة الاسبانية كتوجهات بحثية ضرورية ومجالات بحثية أساسية لصيانة الذاكرة التاريخية للتراث الصحراوي وهذه المجالات هي :
- مقارنة الاتجاهين التاريخيين المتضادين والتحقق من الروايات التاريخية ، وبالتالي تفكيك الخطابات التاريخية المتجاوزة واستعادة دراسة تاريخ المجال الصحراوي بطريقة علمية منصفة
- انقاذ التاريخ الشفهي القبلي و ذلك بتحديد هوية الاساطير و القصص الاصلية
- الاشتغال بالذاكرة الجماعية الحاضرة و احداث قطيعة مع النظام الاستعماري السابق و نتائجه.
- إعادة كتابة التاريخ مسترجعين الشهادات الحية والذاكرة الشفوية مع مراعاة التدقيق و الموضوعية .
يوسف اكمير : صدى قضية الصحراء في الصحافة الاسبانية و بشكل محدد جريدة َABC اليمينية القريبة من فرانكو
الباحث و المؤرخ المغربي المتخصص في العلاقات المغربية الاسبانية يوسف اكمير ، فكانت مداخلته في الكتاب هي صدى قضية الصحراء في الصحافة الاسبانية و بشكل محدد جريدة َABC اليمينية القريبة من فرانكو ، فبعد سرده لتاريخ هذه الصحيفة العريقة في المشهد الإعلامي الاسباني التي تأسست سنة 1903 و عرفت اوج انتشار صيتها الإعلامي ما بين 1966 و 1971 . قامت الصحيفة بتغطية احداث حرب الريف لسنة 1909 و غطت التحالف الفرنسي الاسباني ضد زعيم المقاومة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي ، كما تناولت حدث المسيرة الخضراء سنة 1975 وقد كان خطابها حسب الباحث اكمير خطابا معتدلا و اقل شوفينية اذا ما قورن بصحف اسبانية في نفس التاريخ ، خصصت الصحيفة صفحة كاملة لخطاب المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني حول ضرورة تحرير الأقاليم الصحراوية، كما تطرقت الصحيفة للمفاوضات المغربية الاسبانية التي ستتوج باتفاقية مدريد ، وقضايا أخرى تتعلق بالانسحاب الاسباني من الصحراء و الظروف التي تم فيها .
البيرتو لوبيث بارغادوس: دراسة في مساهمة النشاط الصناعي والاستثمارات الأجنبية في التطور الذي عرفته الصحراء
. الباحث البيرتو لوبيث بارغادوس ، الأستاذ السابق بجامعة برشلونة الاسبانية قدم مساهمة في تاريخ مدينة نواذيبو التي كانت تسمى ب ( وهي مدينة تم تأسيسها من طرف الإدارة الاستعمارية الفرنسية في أوائل القرن العشرين ، وقد كان الفضل للباحث الرصين تيودور مونوTHEODORE MONOD للتعريف بقرية الصيادين التي اكتشفها في خليج كانصادو المحيط بالمدينة ، التي عرفت فيما بعد بانها من اكبر المدن التي عرفت بالصيد الساحلي و احتضنت العمال والصيادين القادمين من جزر الكناري ، والذين ربطوا علاقات متشابكة ومتنوعة مع السكان الأصليين ومع ارباب السفن الكناريين الذين وقعوا اتفاقيات مع شيوخ القبائل الكبرى في الداخل الصحراوي ، الذين يفرضون الضرائب على مجموعات صيادي الساحل الذي يدعون امراكن الذين يشتغلون في السواحل او او في احوار اركين المرتبطة بالنشاط اليدوي ، وقد حلل الباحث بيير بونت باسهاب العلاقة التي ربطت كبار شيوخ القبائل الصحراوية مع الشركات الاجنبية ومنها الشركات المستغلة للثروة السمكية مثل الشركة الفرنسية الصناعية للصيد الكبير سنة 1919 م ، وقد ساهم النشاط الصناعي و الاستثمارات الأجنبية في التطور الذي غرفته نواديبو في السنوات الموالية و قد تحدث بيير بونت كذلك عن هذا الامر في كتاباته التي رصدت مسارات التعمير و التنمية الاقتصادية والبنية السكانية التي شملت المدن الكبرى في موريتانيا في الأبحاث المخصصة لنواذيبو التي غادرها الكناريون نهائيا أواخر سنة 1970 م و مطلع سنة 1980 ، نتيجة الإرادة السياسية الموريتانية لخلق قطاع صيد بحري موريتاني خالص .
خيسوس مارتينيت ميلان : التاريخ الاقتصادي في اطار مقاربته للاستعمار الاسباني للصحراء المغربية على ضوء الدراسة التي قام بها حول أرشيف الشركة الاسبانية للاسهامات الصناعية
الباحث في جامعة لاس بالماس ، خيسوس مارتينيت ميلان، ركز في مداخلته في الكتاب حول التاريخ الاقتصادي في اطار مقاربته للاستعمار الاسباني للصحراء المغربية على ضوء الدراسة التي قام بها حول أرشيف الشركة الاسبانية للاسهامات الصناعية ، حيث قارب موضوع النشاط الاقتصادي الذي عمل فرانكو وكذا الحكومات الاسبانية الأولى على ترسيخه في قطاع الصيد البحري ، عبر شركات مختلفة وفي ازمنة متنوعة بدءا من سنة 1946 م الى غاية سنة 1977م.
احمد سكونتي : حث جميع المتدخلين في القطاع الثقافي الى إيلاء الاهتمام للتراث الطبيعي والثقافي الذي يزخر به مجال الصحراء ومحاولة التصدي لكل الاخطار المحدقة بهذا التراث العريق الذي يجب صيانته و حمايته وفق الاليات الدولية النموذجية في التي اقرتها الهيئات الأممية ومنها منظمة اليونسكو
ساهم الباحث المغربي احمد سكونتي بمساهمة علمية تتوخى تسليط الضوء على الإمكانات الجيولوجية والمورفولوجية والبيولوجية التي تختزها الصحراء الاطلنتية بالإضافة الى التعريف بالمهارات و المعارف التي راكمها الانسان الصحراوي ، لذلك كان للمداخلة طابعها الترافعي كذلك من حيث حث جميع المتدخلين في القطاع الثقافي الى إيلاء الاهتمام للتراث الطبيعي والثقافي الذي يزخر به مجال الصحراء ومحاولة التصدي لكل الاخطار المحدقة بهذا التراث العريق الذي يجب صيانته و حمايته وفق الاليات الدولية النموذجية في التي اقرتها الهيئات الأممية ومنها منظمة اليونسكو التي اقرت اتفاقية دولية خاصة بالتراث العالمي سنة 1972 واتفاقية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003 واللتان صادق المغرب عليهما .، وقد راكم الباحث تجربة مباشرة في تعامله مع التراث الصحراوي في مناسبتين ، الأولى اثناء مساهمته في تحضير القائمة التمهيدية للمغرب للتراث العالمي لليونسكو بين عامي 1996-1999 حينما كان مكلفا بالبحث في مديرية التراث الثقافي ، وكان الهدف هو إضافة مواقع اثرية وطبيعية جديدة الى لائحة التراث المغربي المعترف به دوليا ، وقد وفق الباحث و فريقه في ادراج موقعين صحراويين هما المنتزه الوطني للداخلة و بحيرة اخنيفيس ، بعدما كانت القائمة الى غاية سنة 1998 لا تحتوي على أي ثراث او مواقع طبيعية في المناطق الصحراوية المغربية، المناسبة الثانية هي الاعداد لترشيح موسم طانطان ضمن برنامج روائع التراث الثقافي الشفاهي وغير المادي ، وهو برنامج اممي سبق اتفاقية حماية التراث الثقافي التي تبنتها اليونسكو سنة 2003م ، وكان للزيارات المتكررة للباحث للمناطق الصحراوية المغربية و خاصة مدينة طانطان الأثر البالغ في اطلاعه الجيد على الغنى التراثي الذي يتصف به التراث الثقافي غير المادي بالصحراء وخاصة ثقافة البدو والرحل والممارسات والمعارف والمهارات المتعلقة بتربية الابل و النشاطات المتمحورة حولها هذه الثروة الحيوانية الهامة التي تزخر بها المنطقة، ثم المساهمة العلمية الجادة من قبل الباحث للقيام بجرد مفصل لحالة الصيانة للتراث المادي و الطبيعي و الثقافي مما أتاح له اقتراح خريطة للصيانة و مدة قابلية التراث للصمود ، وبالتالي تحديد أولويات الصيانة على أسس ومعايير موضوعية توقف تدهور التراث ، كما مكن هذا الاهتمام بانتقاء المواقع والعناصر التي يتم توجيهها للاعتراف الدولي بعد استجابتها للمعايير المعتمدة دوليا
رحمة ميري : منهجية جمع المعلومات حول عناصر التراث الثقافي غير المادي يعتمد جرده و تصنيفة وفق ثلاث مراحل:
وفي نفس المنحى سارت مساهمة الباحثة المغربية رحمة ميري التي ركزت في مداخلتها على ان منهجية جمع المعلومات حول عناصر التراث الثقافي غير المادي يعتمد جرده و تصنيفة وفق ثلاث مراحل:
أولا : الاطلاع على المعطيات الموجودة و الاستعانة لاجل ذلك بالمتاحف الاثنوغرافية و المكتبات و الجامعات ومراكز البحث والتوثيق و مواقع الارشيفات المحلية و الصحافية ..الذين يتوفرون على وثائق مكتوبة او كتب او ارشيفات مصورة او مسجلة او أفلام ، وهذا التوثيق يشكل مصرا مهما من مصادر المعلومات و يساعد في اغناء لوائح التراث الثقافي غير المادي .
ثانيا : البحث الاثنوغرافي الميداني الذي يرتكز على النزول للميدان وجمع المعلومات مباشرة لدى ممارسي هذا التراث و حامليه ، ويستحسن ان يكون مع الباحث أدوات و صور فوتوغرافية و اشرطة قصيرة و عدة أساسية للتوثيق والارشفة.
ثالثا : استثمار معطيات البحث الميداني و تحسيس الساكنة بأهمية التراث الثقافي الذي يتوفرون عليه ، وتقع على الباحثين والمؤسسات المختصة مسؤولية جرد التراث و توعية حامليه وممارسيه بأهمية تراثهم و تحفيزهم على تثمينه و حثهم على الحفاظ عليه ونقله للأجيال اللاحقة.
الباحث البرتغالي فرانشيسكو فرير: الاهتمام البرتغالي بالمدن التاريخية الموريتانية يندرج في اطار جهود البرتغال في التأريخ لاحد الرموز الصغيرة لحضورها في الصحراء.
الباحث البرتغالي فرانشيسكو فرير ، ساهم بمقال في الكتاب عن تاريخ ودان الموريتانية و موروثها الثقافي ، وتحدث على الخصوص على الجهود التي بذلتها الحكومة البرتغالية من اجل إعادة ترميم عدة مباني واثار ثقافية بودان ، تنفيذا لأول اتفاقية تعاون ثقافي بين موريتانيا و البرتغال ابرمت في دجنبر 1998 م ، واستفادت ودان وفق الاتفاقية على إعادة بناء السور الخارجي لما يسمى " بالحي القديم" للمدينة ، وقد انعشت هذه الإصلاحات الحركية السياحية في موريتانيا بصفة عامة و في ودان على وجه الخصوص كما عرج الباحث الى الاهتمام البرتغالي بالمدن التاريخية الموريتانية يندرج في اطار جهود البرتغال في التأريخ لاحد الرموز الصغيرة لحضورها في الصحراء واستجابة لرغبة موريتانيا في ادماج هذا الجانب من تاريخ البلاد في رواياتها حول مسالة الهوية [21] .
الباحثة الفرنسية ان ماري بريزبار: الأنظمة الرعوية في المجالات الصحراوية ساهمت في الحفاظ على فصائل حيوانية ذات أهمية وراثية اصيلة ، استطاعت ان تقي مجموعة من الأنواع من الانقراض
الباحثة الفرنسية ان ماري بريزبار تطرقت في مقالها للمهارات والمعارف المرتبطة بالرعي ، كما اشارت كذلك الى الأهمية التي تحظى بها الأنظمة الرعوية في المجالات الصحراوية ، حيث يستطيع المربون الذين يعيشون حياة قاسية مع ممارسة الترحال المستمر من ابتكار اليات التكيف مع المحيط وإنتاج ممارسات ومهارات في التعاطي مع الحيوانات المدجنة و المجال بصفة عامة ، لذلك استرعت معارف الرعاة الصحراويين وممارساتهم و تمثلاتهم منذ زمن طويل اهتمام الباحثين ، بل وكذا اهتمام الجنود الذين كانوا في احتكاك بالبدو الرحل ، خاصة منهم راكبي الجمال.[22] هذا الاهتمام العلمي بثقافة الرحل و بمهاراتهم وممارساتهم في الرعي و في تدبير المجال الرعوي كانت موضوع دراسات علمية كثيرة ، لعل ابرزها "دراسة حول جمل الصحراء الغربية " لفانسان مونتاي () التي تناولت باسهاب مهارات تقنية راكمها رحل الصحراء في علاقتهم الدائمة بالجمال ، بنفس امتلاكهم معارف حول الأنواع النباتية و خصائصها الغذائية واستخداماتها التطبيبية . الباحثة ان ماري بريزبار قامت بدورها بابحاث علمية حول الممارسات التقليدية لمجموعات المربين في جنوب فرنسا والمغرب الكبير وافريقيا الغربية ، و خلصت في ابحاثها الى نتائج هامة و مبهرة تتعلق بمهارة رعوية غير معروفة عند غير المتخصصين ، بيد انها ، مع ذلك ، موجودة لدى غالبية المجتمعات الرعوية وتم اختبارها منذ الالاف السنين .والواقع ان وضع الناقة حملها و اللحظات الأولى من حياة وليدها هي من اهم اللحظات في نشاط المربين [23] كما ان من المهارات التي ابدع فيها الرحل في المجال الصحراوي تقنيات تربية الجمل و تقنيات التبني و الحلب ، والتي مهدت لابحاث ونتائج علمية كبيرة من لدن البيولوجيين في المعاهد العلمية المختصة ، الأنظمة الرعوية في المجالات الصحراوية ساهمت في الحفاظ على فصائل حيوانية ذات أهمية وراثية اصيلة ، استطاعت ان تقي مجموعة من الأنواع من الانقراض ، كما ان في وسع المحافظة على التراث الوراثي لهذه الفصائل ان يسمح أيضا بخلق فصائل جديدة تحمل أجوبة تتناسب مع الحاجيات الغذائية للمجتمع.[24]
الباحثة الفرنسية كورين فورتيي : معظم الاثار الموجودة قد تم جلبها من المستعمرات وترتبط أساسا بالتاريخ الاستعماري الفرنسي في افريقيا الشمالية والمغرب من اكثر البلدان المغاربية تمثيلا في مجموعات هذين المتحفين اذ يضم 3233 اثرا على الأقل
الباحثة الفرنسية كورين فورتيي ، استطاعت من خلال مقالها ، المجموعات الصحراوية بمتحف كي برانلي ان تسلط الضوء على عدد من الكنوز الإنسانية التي تم جلبها من المستعمرات الافريقية ومن المناطق الصحراوية و التي تتشكل أساسا من ما يوجد بمتحف الانسان لتروكاديرو و المتحف الوطني لفنون افريقيا و اقيانوسيا الواقع سابقا ببورت دوري بباريس حيث تم نقل محتويات المتحفين الى متحف كي برانلي سنة م2006 . كما تناول المقال كذلك باسهاب المجموعات الاثرية والمتحفية الصحراوية التي تشكلت بسويسرا بمتحف نوشاتيل الاثنوغرافي على يد جان غابو .
تعترف الباحثة على ان معظم الاثار الموجودة قد تم جلبها من المستعمرات وترتبط أساسا بالتاريخ الاستعماري الفرنسي في افريقيا الشمالية والمغرب من اكثر البلدان المغاربية تمثيلا في مجموعات هذين المتحفين اذ يضم 3233 اثرا على الأقل . معظم مواد متحف الانسان قد جمعها بالصحراء مسافرون و عسكريون واداريون وعدد كبير من ضباط الجيش الكولونيالي [i] وتضم هذه الاثار الرماح والسكاكين و الدروع . يضم متحف الانسان مئة اثر مكونة من أسلحة وأدوات من خشب و ستعزز عبر مراحل مختلفة بأثار أخرى الاتية من معسكر بمنطقة ترارزة و ضابط مقيم بموريتانيا اسمه دييغو بروسي ساهم باثراء المتحف ب 33 تحفة اثرية عام 1933 م كما سيقوم تيودور مونو الذي زار موريتنايا عدة مرات بجلب 16 اثرا من الطين من تاكانت شمال موريتانيا وسيشرف المعهد الفرنسي للدراسات الافريقية الموجود بالسينغال في تجميع المواد الصحراوية ، في عام 1938م ستجلب اوديت دو بيكودو 80 تحفة لفائدة المتحف كما ستغنيه بصور و محكيات ذات قيمة اثنوغرافية عالية الأهمية. اما متحف نوشاتيل الاثنوغرافي الذي قامت الباحثة بزيارته سنة 2009 فيضم أشياء موريتانية هامة انتقي اغلبها من طرف الاثنولوجي وعالم المتاحف جون غابو المتوفى سنة 1992 م ، وتعود مجموعات هذا المتحف الى اخر القرن الثامن عشر . وعندما صار جان غابو مديرا لمتحف نوشاتيل الاثنوغرافي سنة 1945 م كان مخصصا بنسبة 80 في المئة لافريقيا "السوداء" وسيقرر جان غابو تكملة مجموعات هذا المتحف بالاثار الاتية من افريقيا الشمالية و خاصة الصحراء من عند البيضان و الطوارق ليغير مسار المتحف جذريا خاصة بعد ان قام بعدة بعثات علمية الى الصحراء ما بين 1947و 1955 جلب منها ما مجموعه 2961 تحفة فنية . 150 منها ضمن الجواهر والحلي ، كما جمع تحف من موريتانيا لدى صناع مذرذرة وبوتلميت بالترارزة وكذلك لدى الصناع التقليديين بولاتة حيث اقام أبحاث عن جماعة النماديين أي الصحراويين الذين يصطادون الغزلان بكلابهم . ان اعمال جان غابو علامة فارقة في إعادة تسليط الضوء على كنوز الصحراء و على الجمع بين الحس الجمالي و الاستعمال الاجتماعي والثقافي للتحف الاثرية فأسس بذلك بامتياز علم المتحف الصحراوي الأصيل.
محمد دحمان : مفتاح التنمية ليس هو فقط استيراد التكنولوجيا من اجل تحقيق الرخاء الاقتصادي للسكان بل كذلك واساسا الاهتمام بالإنسان باعتباره أداة التنمية وغايتها ، لذلك تطرح اليوم لازمة التنمية المستدامة في علاقتها العضوية مع الموارد البشرية وثقافتها
مقال الدكتور محمد دحمان حول حماية الثقافة الشفهية الحسانية ركز على مسالة رئيسية هي ان مفتاح التنمية ليس هو فقط استيراد التكنولوجيا من اجل تحقيق الرخاء الاقتصادي للسكان بل كذلك واساسا الاهتمام بالإنسان باعتباره أداة التنمية وغايتها ، لذلك تطرح اليوم لازمة التنمية المستدامة في علاقتها العضوية مع الموارد البشرية وثقافتها التي يوجد في طليعتها الإرث الثقافي الشعبي و التقاليد المتوارثة . والمغرب باعتباره من البلدان السائرة في طريق النمو يختزن ثقافة وموروثا شعبيا غنيا وفي صلبه الثراث الحساني لكن يعيش في تهديد حقيقي يتعلق بتسارع وتيرة التغير الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الصحراوية لكن مقابل عدم انتاج او توظيف الثقافة الشعبية . يرتكز الباحث في دعوته الى إعادة الاعتبار للموروث الشفهي الحساني و خاصة الشعر الحساني "الغن" على مقولة للباحث هامباتي با الذي يعتبر ان الانسان هو كلامه و كلامه شاهد على من هو ، لذلك من أراد دراسة المجتمعات الصحراوية لابد له من استكناه المعارف المنقولة شفاهيا من جيل الى جيل الى اخر عبر الزمن فيما اسماه الباحث الافريقي بالذاكرة الحية لافريقيا . فمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، عرفت نهضة أدبية كبيرة في مجال الشعر الحساني خلال القرن التاسع عشر الميلادي و النصف الأول من القرن العشرين و قد ارجع بعض الباحثين الأجانب و منهم الباحث الانثربولوجي الاسباني خوليو كارو باروخا بين تطور الشعر الحساني في الصحراء و بين الحراك العسكري و الحرب بين القبائل المتنازعة او بينها وبين الاستعمارين الفرنسي والاسباني بداية القرن العشرين. الباحث محمد دحمان يركز على قضية جوهرية وهي ان الموروث الشعبي الشفهي جزء أساسي و مهم من الذاكرة المحلية بل يعد من اهم المرويات الشفاهية الحاضرة دائما عند جميع القبائل و الحياة اليومية للناس ، فهو سجل للذكريات و عاكس لطبيعة العلاقات الاجتماعية وانماط العلاقة بالمكان . الشعر الحساني الشفهي يختزن أماكن للذاكرة ويحفظ اللغة و يعتبر تاريخا لعدد من الاحداث الاجتماعية والسياسية التي حدثت ،لذلك يعتبر ان حماية التراث الشفهي وتدوينه و توثيقه مسالة هامة في تاريخ مجال صحراوي ما زال الباحثون يتلمسون الطريق لتأريخ احداثه . لذلك يختم الباحث دحمان مقاله بتوصية هامة تتعلق بضرورة الإسراع بتدوين التراث الشفهي الحساني صيانة و حماية وتثمينا لاسيما الشعر الشعبي الأكثر انتشارا خاصة وان رحيل العديد من كبار السن الذين يحفظون الاشعار الحسانية ويحرصون على روايتها واستحضارها ، يتناقصون يوما بعد يوم ،كما ان الموروث الشفاهي اصبح مهددا بفعل هيمنة ثقافة الصورة و هيمنة وسائل الاعلام الحديثة على الناس وتراجع الجلسات الجماعية خاصة مع التحولات الاجتماعية العميقة التي تعتمل داخل البنية الاجتماعية الصحراوية والانتقال من الجماعة و الجماعي الى الفرد و الفردانية. يجب ان يوظف الموروث الشفهي في البرامج الدراسية وفي انشاء متاحف جهوية وفي ابداع مسرحيات واعمال أدبية حسانية من اجل تمتين وترسيخ المكون الثقافي الحساني ضمن مكونات الهوية الوطنية المغربية الجامعة .
الباحث الموريتاني سيدي احمد ولد احمد سالم : لا يزال تراث ولاتة وتيشيت من مؤلفات و مخطوطات بحاجة الى عناية اكثر
الباحث الموريتاني سيدي احمد ولد احمد سالم الذي يعمل بمركز الجزيرة للدرسات بقطر ساهم بمداخلة جد قيمة حول الفضاء الحساني و التراكم المعرفي ، بدا مداخلته بالتعريف بالفضاء الحساني الذي اعتبره مجالا ترابيا متسعا من ميزاته الأساسية تداول ساكنته للهجة الحسانية فضلا عن تقاربهم في ظواهر اجتماعية و تاريخية ودينية ، يجمع هذا الفضاء موريتانيا و الأقاليم الجنوبية المغربية بالإضافة الى منطقة تندوف في الغرب الجزائري و إقليم ازواد في شمال مالي .
حسب الباحث عرف الفضاء الحساني في القرون الثلاثة الماضية انتاجا ثقافيا متميزا ، كما تميز الفضاء بانه احتضن وانجب علماء و مدارس علمية مشهود لها بالعلم والتدريس ، كما انتج الفضاء الحساني كبار الشعراء والفقهاء واللغويين ، وتم تأسيس مكتبات كبيرة تحتضن مخطوطات نادرة . هذه النهضة الثقافية تشكل امتدادا لحركة المرابطين التي كرست انتشار الإسلام ورسخت تدريس المعارف المختلفة ، وقد احتكرت فئة الزوايا المهام العلمية في اطار تقسيم قبلي للمهام بين العلم و الحرب .ويوجد التراث الصحراوي الحساني في مدن صحراوية شكلت خلال القرون الماضية محطات و مواقف للتجارة بين الصحراء و أهمها : ولاتة وشنقيط وودان و تيشيت التي ظهرت بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر .ففي الوقت الذي حظيت فيه مخطوطات مكتبتا شنقيط و ودان و مخطوطاتهما ببعض الصيانة فان مكتبات ودان تعرضت للإتلاف بفعل هجرات سكانية متتالية و ما عانته المدينة من تصحر لذلك انتقلت المخطوطات من ودان الى تيشيت . ومن امثلة المكتبات الودانية التي هاجرت نحو تيشيت نجد مكتبة اهل الناجم وهي اسرة من ادو الحاج كما تم نقل مكتبة العالم والمؤلف الوداني احمد بن طوير الى مدينة شنقيط . اما مدينة شنقيط فهي من اعرق المدن الموريتانية التي تحتضن مؤلفين وعلماء كبار مثل الطالب محمد بن المختار بن بلعمش العلوي و احمد بن البشير الغلاوي وتعتبر مكتبة اهل حبت بشنقيط من اهم وابرز مكتبات المخطوطات و التأليف بموريتانيا من حيث التنوع و الأهمية وكثرة الوثائق . كما ان مكتبة اهل الشيخ سيديا في مدينة تلميت الترارزية فهي من اعظم المكتبات الموريتانية ، كانت هناك عدة محاولات علمية لجرد وفهرسة و تعريف مخطوطات شنقيط وقد بدأت سنة 1950 حين نشر المختار بن حامدن والبير لريش مقالا في نشرة المعهد الوطني لافريقيا السوداء عن مكتبات شنقيط وفي سنة 1966 قام المؤرخ ابن حامدن أيضا ومعه خبير من اليونسكو يدعى ادام هيموفسكي بوضع فهرس مؤقت للمخطوطات المحفوظة بموريتانيا وتم حصر 2054 تاليفا مخطوطا لحوالي 394 مؤلفا موريتانيا ، كما ان المعهد الموريتاني للبحث العلمي المؤسس سنة 1975م ، قام بجهد علمي لجمع وصيانة و فهرسة المخطوطات الموريتانية.وفي سنتي 1988 -1989م قام سيدي احمد بن احمد سالم وشارل استيوارت واحمد بن محمد يحي بإعداد فهرس عام لمخطوطات المعهد الموريتاني للبحث العلمي كما انجز قبل ذلك بقليل أي سنة 1987 فهرسة لمكتبة اهل الشيخ سيدي الموجودة ببوتلميت من طرف استيوارت شارل ، اما الباحث محمدو بن الداه بن ايدة فقد قام بفهرسة لمخطوطات مدينة ولاتة كما قام احمد بن محمد يحي باعداد فهرس اخر للمخطوطات الموجودة بمكتبات تيشيت في صيف 1997. اما مجهودات تصوير المخطوطات على شكل أفلام فقد بداها الباحث الألماني الريخ روبشتوك بالتعاون مع الأستاذ احمد بن عبد القادر و الأستاذ راينر اوسوالد و قاموا بإنجاز فهرس من 2603 مخطوط و مصورا من 100 مكتبة موريتانية من مختلف مناطق البلاد و قد استمر هذا المشروع الموريتاني الألماني اربع سنوات حيث انتهى سنة 1984 م وفي سنة 2002 في اطار مشروع صيانة و تثمين التراث الثقافي الموريتاني الذي يموله البنك الدولي تم جرد 776 مخطوطا موزعة على 175 مكتبة موريتانية.
تدور تأليف هذا الفضاء حول مختلف المعارف العربية الإسلامية التقليدية .ويلخص المستشرق المختص في الثقافة في هذه المنطقة جون هانويك اهتمامات المؤلفين بانها تندرج ضمن اربع عناوين رئيسية هي الكتابات التاريخية و التربوية و التعبدية و السجالية. وقد كان للمغرب دور مؤثر وفاعل في التأثير في الفضاء الثقافي الحساني فالزاوية الكنتية المختارية بازواد كانت على اتصال مستمر بالبلاط العلوي الذي كان من مصادر تزويد هذه الزاوية بالكتب . كما نال الشيخ سيديا بن المختار بن الهيبة حظوة كبيرة عند سلطان المغرب .
خاتمة :
هذه بعض المداخلات العلمية القيمة التي حفل بها كتاب التراث الصحراوي ، التاريخ والذاكرة ، وقد تضمنت هذه المداخلات ادلة علمية على الترابط المتين والمشترك الثقافي الجلي والامتداد التاريخي للتراث الصحراوي كمكون أساسي من مكونات التراث المغربي و الافريقي عموما ، اذ رغم المحاولات الاستعمارية لفصل المجالين الصحراوي عن المجال المغربي من جهة وعن افريقيا من جهة أخرى الا ان النقوش الصخرية والفتوحات العلمية في مجال الاركيولوجية والرواية الشفوية المبثوثة في نفوس السكان و في عادات الشعوب الافريقية ، كانت عناصر ساهمت الى جانب غيرها في تقويض الأهداف الاستعمارية التجزيئية والتفتيتية التي عمل عليها المستعمر كثيرا ، كما ان مقاومة التراث الشفوي اللامادي الأزمنة الطويلة وتقلباتها ، ساعد كثيرا في ان يبقى التراث الصحراوي في مختلف تجلياته شاهدا على عمق التواصل المغربي الافريقي.
انغير بوبكر
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان بالمغرب
باحث في قضايا الديموقراطية والتعدد الثقافي وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية للادارة بالرباط
خريج المدرسة المواطنة للدراسات السياسية
دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان بستراسبورغ
212661093037
[1] ادريس الازمي ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 9
[2] ادريس الازمي المرجع نفسه ص 9
[3] ادريس اليزمي ، المرجع نفسه ص 9
[4] ادريس اليزمي ، نفس المرجع ص 10
[5] احمد حجي ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 16
[6] عبد الرحمن نكايدي ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 23
[7] عبد الرحمان نكايدي ، نفس المرجع ص. 24-26
[8] المقصود به السودان الغربي بالتسمية التي عرف بها الغرب الافريقي من قبل المؤرخين ابتداءا من القرن التاسع عشر .
[9] عبد الرحمان نكايدي ، المرجع نفسه ص 38
[10] عبد الكريم مدون ، نفس المرجع السابق ص 49 نقلا عن روبير مونطاني في كتابه ،ROBERT MONTAGNE . LA CIVILISATION DU DESERT . NOMADE dorient et dafrique ; PARIS.HACHETTE. 1947 P 13
[11] ا برنابي لوبيث غارسيا التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 72
[12] نفسه نفسه ص 72
[13] احمد جوماني كبار الرحل و الحدود الاستعمارية التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 80
[14] نفسه ص 93
[15] رحال بوبريك ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 102
[16] المرجع نفسه ص 109
[17] المرجع نفسه ص 113
[18] خوسي أنطونيو رودريغيث استيبان ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ( ص .ص 119-124 )
[19] انخيلا هيرنانديث مورينو ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 131
[20] المرجع نفسه ص 133
[21] فرانشيسكو فرير ، تاريخ وادان وموروثها الثقافي ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص 216
[22] ان ماري بريزبار ، الاقتصاد الرعوي ، تراث اقتصادي وثقافي ، التراث الصحراوي التاريخ والذاكرة 'اعمال ندوة الداخلة الدولية' 2011 منشورات المجلس الوطني لحقوق الانسان ، دار النشر ملتقى الطرق ، الدارالبيضاء ص226
[23] المرجع نفسه ص 227
[24] المرجع نفسه ص 230
[i] كورين فورتيي ، المجموعات الصحراوية بمتحف كي برانلي ، التراث الصحراوي : التاريخ والذاكر اعمال ندوة الداخلة الدولية 2011 ص 238
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت