أدى مئات المواطنين الفلسطينيين، صلاة الجمعة، فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء في منطقة "الرأس" ببلدة قلنديا شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
وتأتي هذه الفعالية بدعوة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الشعبية، تنديدا بقيام أحد المستوطنين منذ عدة أيام بأعمال تجريف وحفر، في أراضٍ تابعة لقريتي قلنديا ورافات، بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وأعقب صلاة الجمعة فعالية مركزية رافضة لاستيلاء المستوطنين على أرض في قلنديا البلد، قرب بلدة رافات بالقدس المحتلة.
وأكد خطيب الجمعة أن هذه الفعالية مقدمة لسلسة فعاليات للتصدي للاستيطان على أراضي الجبل، ومقاومة الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة.
وأضاف:" ما نراه من سياسات استيطانية بدأت بتنفيذها الحكومة اليمينية المتطرفة خير دليل على مساعيهم لطمس الهوية الفلسطيني العربية الإسلامية على هذا الأراضي."
وشدد خطيب الجمعة على أن المسجد الأقصى والقدس والأراضي الفلسطينية مقدسات لا يمكن التخلي عنها، وهنا مطار القدس "مطار قلنديا" كانت تحلق منه الطائرات قبل وجود الاحتلال.
كما دعا للوحدة والتوحد بين كل أطياف شعبنا الفلسطيني للتصدي للحرب التي تشنها سلطات الاحتلال على كل ما هو فلسطيني.
وقام الشبان بعد أداء صلاة الجمعة بإحراق الإطارات المطاطية ورفع الأعلام الفلسطينية على جدار الفصل العنصري الذي يقيمه الاحتلال على أراضي بلدة قلنديا.
ورفع عدد من الأطفال علم فلسطين خلال مشاركتهم في الوقفة الرافضة لاستيلاء المستوطنين على أرض في قلنديا البلد.
وشرع أحد المستوطنين خلال الأيام الماضية بأعمال تجريف وحفر في قطعتي أرض بين قريتي قلنديا ورافات، تُقدر مساحتهما بنحو 225 دونمًا، بهدف تحويلها إلى بؤرة زراعية استيطانية.
وتفاجأ الفلسطينيون بوضع أحد المستوطنين أكوامًا من الأتربة داخل هذه الأراضي الواقعة غرب مطار القدس الدولي شمال المدينة المحتلة، والقيام بأعمال شق وتوسعة على الطريق الواصل ما بين قلنديا ورافات.
وقبل عام 1937، كانت الأرض المستهدفة تتبع للمندوب السامي، لكن مع الاحتلال الإسرائيلي تحولت إلى ما يسمى "الصندوق القومي اليهودي".
وفي فبراير عام 2020، أعدت سلطات الاحتلال خطة لإقامة حي استيطاني ضخم على أراضي المطار المهجور، وصادقت "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" في بلدية الاحتلال على الخطة.
وأنشأ المطار عام 1920 في ظل الانتداب البريطاني على أرض مساحتها 650 دونمًا، ومع انضمام الضفة الغربية المحتلة في أوائل الخمسينات إلى المملكة الأردنية الهاشمية وُضع تحت الحكم الأردني، والذي أعاد تأهيله للاستخدام المدني.
وبعد احتلال الضفة وشرقي القدس عام 1967، استولت "إسرائيل" على المطار، وضمته إليها عام 1981 بموجب "قانون القدس"، واستخدمته الخطوط الجوية الإسرائيلية للرحلات التجارية والداخلية من وإلى القدس، حتى أغلقته عام 2000، وأطلقت عليه اسم "مطار عطروت".
وتسعى سلطات الاحتلال لإقامة مشروع استيطاني على أرض مطار قلنديا، والسيطرة على ممتلكات الفلسطينيين، من أجل فصل مدينة القدس عن مدينة رام الله نهائيًا.