قام المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بزيارة سوريا من أجل لقاء لاجئي فلسطين وموظفي الوكالة في حلب ودمشق.
وإلتقى لازاريني مع مدير شؤون الأونروا في سوريا، أمانيا مايكل إيبيي ، كما تواصل مع المجتمعات المحلية في مخيمات النيرب وعين التل واليرموك وعقد اجتماعات مع المسؤولين.
وخلال زيارات إلى مخيمي النيرب وعين التل في حلب، تحدث لاجئو فلسطين الشباب الذين يدرسون في مدارس الأونروا والمراكز المهنية عن حرصهم على التعلم والعثور على عمل. كما طالب شابات وشبان من مركز الأونروا المهني بدورات في اللغة الإنجليزية وفي تطوير البرمجيات والتطبيقات للحاق بأسواق العمل في القرن الحادي والعشرين. وطلبوا جميعا بتأمين مساحات عمل عامة تتوفر فيها الكهرباء والإنترنت حيث يمكنهم متابعة الدراسة فيها بعد الدوام في المدرسة.
من جهتهم، وصف طلاب في مدارس الأونروا جهودهم للتخفيف من التنمر، بما في ذلك من خلال رفع مستوى الوعي وتشجيع المناقشات وزيادة سبل الوصول إلى الرياضة والهوايات. وطالبوا بالمزيد من الملاعب لإبقاء أقرانهم مشغولين بالرياضة واللعب.
وقال المفوض العام: "إن لقاء الشباب الذين خسرت عائلاتهم كل شيء كان يمكن أن يكون مجرد لحظة محبطة. بدلا من ذلك، عبر أولئك الفتيات والفتيان والشباب عن أنفسهم بالكثير من الطاقة والدافعية لدرجة جعلتني أستطيع رؤية المدى الذي يمكنهم الذهاب إليه إذا ما تلقوا دفعة صغيرة. مثل أقرانهم في كل مكان في العالم، يتوق هؤلاء الأطفال إلى فرص التعلم والمرح، ويأملون بمستقبل أفضل".
وأظهرت المناقشات مع ممثلي مجتمعات لاجئي فلسطين في النيرب وعين التل نطاق وحجم المشقة التي يواجهها اللاجئون في حلب وحولها. وقد تراوحت طلباتهم بين تلبية الاحتياجات الأساسية للغاية من الحليب وحفاضات الأطفال إلى دعم مرضى السرطان بالعلاج.
وقام لازاريني بزيارة عائلة في مخيم النيرب في منزل أصبح الآن يتيح سبل الوصول لجدة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويتم تنفيذ مشروع دعم تعديل المنازل بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما زار المفوض أيضا عائلة في منزل سيخضع لإصلاحات طفيفة من قبل الأونروا في عين التل. وفي كلتا الحالتين، أظهرت العائلات اللاجئة امتنانا كبيرا لأن لديها مكانا تسميه منزلا. مع ذلك، كلتا العائلتين عاشتا في فقر مدقع.
وخلال زيارته، التقى المفوض العام بوزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل مقداد، ومحافظ حلب حسين دياب، والمدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب قاسم حسين. وأطلع المسؤولين الحكوميين على الجهود الدؤوبة التي تبذلها الوكالة لحشد تبرعات إضافية من الدول المانحة للمساعدة في الاستجابة للاحتياجات الملحة مثل تلك التي شاهدها في سوريا.
"لقد صدمت من مستوى الدمار الذي لحق بالمنازل ومباني الأونروا في بعض مخيمات لاجئي فلسطين في سوريا"، يقول المفوض العام لازاريني مضيفا: "يجب إعادة تأهيل منشآت الأونروا لتقديم الخدمات للاجئين الذين عادوا. إن هذا يحدث في مخيم اليرموك، بفضل التمويل من إسبانيا وإيطاليا واليابان. لقد تأثرت كثيرا بالعمل الذي تم إنجازه لإعادة تأهيل مبنيين لاستخدامهما كمدرسة ومركزا صحيا ومجتمعيا. كما أريد أن أعرب عن تضامني مع المجتمع وإعجابي بإصرارهم وقوتهم في الأوقات الصعبة عندما فقدوا كل شيء".
وأعرب لازاريني عن شكره لموظفي الأونروا في سوريا على قوتهم وتفانيهم المتواصل على الرغم من التحديات الهائلة التي لا يزالون يواجهونها.
وختم المفوض العام حديثه بالقول: "سأستمر في الدفاع عن لاجئي فلسطين في سوريا، وأدعو المانحون إلى تمكين إصلاح المساكن ومدارس الأونروا وغيرها من المباني. لقد تسبب الدمار شبه الكامل لأماكن مثل اليرموك وعين التل في معاناة لا يمكن تصورها. إن إجراء الإصلاحات، حتى لو كانت بسيطة، وتوفير بعض الخدمات الأساسية من شأنه أن يقطع شوطا طويلا في غرس الشعور بالكرامة والأمل بين مجتمعات لاجئي فلسطين في سوريا".