أصبحت سالي عازر، أول امرأة ترسّم قسّيسة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة، لتكسر بذلك قرونًا من احتكار الرجال للسلطة الدينية بالمنطقة.
ويوم الأحد، احتفلت الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة بالحي المسيحي، أحد الأحياء الأربعة الكبرى في البلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية، بتقلّد الفلسطينية عازر منصب قسّيسة، بحضور مئات المهنئين الدوليين.
وبموجب ذلك، ستتولى عازر (27 عامًا)، رئاسة الكنيسة التي يبلغ عدد أتباعها نحو 3 آلاف مسيحي في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وإسرائيل والأردن، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وفي تصريحات صحفية، أعربت عازر عن سعادتها لحماسة الحاضرين بالقول: "شعور لا يوصف أن تُتخذ هذه الخطوة بدعم من الكنيسة".
وأضافت القسّيسة المقدسية أنها تأمل في أن تُلهم المزيد من النساء والفتيات وتمهّد لهن الطريق لاتخاذ خطوات مماثلة.
وتابعت: "أعرف أن ذلك سيستغرق وقتًا طويلا، لكنني أعتقد أنه قد يكون من المثير أن يتغير هذا في فلسطين".
وستكون من بين مهام القسيسة الفلسطينية الأولى، دراسات الكتاب المقدس وترؤّس القُدّاسات.
وفي عام 2014 حصلت سالي غازر على شهادة الثانوية الألمانية من مدرسة شميدت في القدس التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
كما حصلت على شهادة البكالوريوس في اللاهوت من كلية الشرق الأوسط للاهوت في بيروت، ثم الماجستير من جامعة غوتينغن للاهوت في ألمانيا، حيث التحقت بعدها ببرنامج لتدريب القساوسة والقسيسات.
وفيما ينتمي معظم المسيحيين الفلسطينيين لطوائف لا تسمح بمنح السلطة الروحية للنساء، يقول مجلس كنائس الشرق الأوسط إن عازر أصبحت واحدة من 5 نساء (واحدة في سوريا و3 في لبنان) تم ترسميهنّ في الشرق الأوسط.
وبعدما شكّلت نسبة المسيحيين الفلسطينيين ما يزيد عن 11 بالمئة قبل نكبة عام 1948، تراجعت أعدادهم بحيث لم تعد تتجاوز 1 بالمئة لأسباب عدة بينها الهجرة.
ويتركز وجود المسيحيين الفلسطينيين في بيت لحم والقدس ورام الله وبيرزيت، وفي الداخل الفلسطيني في يافا (وسط)، والناصرة وحيفا وعدد من قرى الجليل الأعلى (شمال).
وعام 2017 بلغ عدد المسيحيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وقطاع غزة 47 ألف مسيحي، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
فيما ذكر المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء في تقرير له في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن حوالي 185 ألف مسيحي يعيشون في إسرائيل، يشكلون ما نسبته 1.9 بالمئة من سكان الدولة، وأن 75.8 بالمئة منهم من العرب المسيحيين.