صناعة طناجر الكهرباء.. مهنة قديمة تُحافظ على رونقها التراثي في غزة

صناعة طناجر الكهرباء حرفة قديمة في غزة.jpg

داخل أحد المصانع المتواضعة، يجلس عدداً من العمال ليصنعوا طناجر الكهرباء التي تكاد لا تخلو من أي منزل في قطاع غزة، استعداداً لعرضها في الأسواق المحلية.

يستعمل العاملين الآلات اليدوية المتواضعة، لصناعة طناجر الكهرباء بدقة عالية، شمال القطاع.

وتعتبر طنجرة الكهرباء ابتكاراً غزياً انتشر في فلسطين خلال الثمانينيات من القرن العشرين، وتستمر صناعته مع مرور السنوات.

ويبدأ ناصر الجمالي (59عاماً) بتوزيع المهام على العاملين استعداداً لعملية التصنيع داخل المصنع الصغير.

يقول الجمالي إن آلية صناعة طناجر الكهرباء تبدأ من آلة السحب، حيث يضع العامل قدميه عليها، استعداداً لوضع قطعة الألمنيوم الصغيرة ذات اللون الفضي وهي قاعدة الطنجرة.

واستدرك "بعد وضع قاعدة الطنجرة وتلميعها تأتي المرحلة الثانية في الصناعة وهي تركيب قاعدة الكهرباء بسلك حلزوني، ويتم تركيبه يدوياً لتبدأ عملية التجميع التي تعتبر المرحلة الأخيرة قبل التجهيز".

وأضاف الجمالي في مقابلة لوكالة (APA) أن المواطنين داخل القطاع لا يستغنون عن طنجرة الكهرباء لكونها أقل ثمن من الأفران الكبيرة وأصغر حجماً.

وتابع "نستورد المواد الخام من مصر حيث تكون على شكل أسطوانة ألمنيوم وبأحجام معينة لكنها تستغرق وقتًا طويلاً حتى تصل الينا".

ولفت إلى أن المصنع رغم صغر مساحته وقلة العمال والامكانيات إلا أنهم يعملون بجودة عالية لصناعة طناجر الكهرباء للحفاظ على استمرار تواجدها داخل الأسواق المحلية.

ونبه أن جميع الآلات التي يعملون بها غير حديثة ويدوية، لذلك تستغرق وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لصناعة الطنجرة الواحدة؛ بسبب عدم توفر الآلات الحديثة في غزة.

وأشار إلى أن طنجرة الكهرباء لا تخلوا من أي بيت غزي حيث تستخدم في أوقات الحروب والأزمات، أو في حال عدم القدرة على شراء الخبز من المخابز أو إنشاء فرن الطين في المنازل، لافتاً إلى أنها تقدم كهدايا في مناسبات الزواج أو شراء منزل جديد.

وذكر أن صناعة طناجر الكهرباء تعتبر نادرة في الدول الخارجية، لذلك تقدم في بعض الأحيان كنوع من أنواع الهدايا للغزيين للمغتربين عن الوطن، بالتزامن مع الحصار الإسرائيلي على القطاع، الذي يمنع عملية التصدير.

ونوه أن الاحتلال الإسرائيلي أوقف عملية تصدير طناجر الكهرباء إلى الخارج أثناء الانتفاضة الأولى، الأمر الذي أثر سلباً على كمية الإنتاج والربح.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع ادخال المعدات الحديثة إلى غزة، مما أثر سلباً على عملهم، مشيراً إلى أن المواد الخام تستغرق وقتاً طويلاً لتصل إلى القطاع المحاصر.

وبين أن طنجرة الكهرباء متوسطة الثمن وتعتبر في متناول الجميع، بالرغم من صعوبة صناعتها إلى حدٍ ما.

وأكمل أن قطع الغيار متوفرة في حال حدث فيها أي عطل حيث يتم تغيرها بسلاسة، مشيراً إلى أن أزمة الكهرباء لم تمنع المواطنين من استخدام طناجر الكهرباء أو اقتنائها سواء في أوقات السلم أو الحرب.

وتتعدد استخدامات طنجرة الكهرباء، فتستخدم كبديل عن الفرن لتحضير الخبز ومناقيش الزعتر والجبن وتحميص المكسرات بمختلف أنواعها.

ومع بدايات الانتفاضة الأولى عام 1987، دخلت الصناعات المحلية إلى قطاع غزة حيث بدأ الفلسطينيون صناعة الطناجر الكهربائية بالات يدوية لعدم قدرتهم على الوصول إلى الأفران لشراء الخبز.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - APA - وفا