"هدوء نسبي".. لوحات فنية تعبر من خلالها قرموط عن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة

باستخدام الألوان والفرشاة، لجأت الفنانة التشكيلية فرح قرموط للتعبير عن الأوضاع السياسية في قطاع غزة من خلال الفن، باسم "هدوء نسبي".
عبرت قرموط من خلال الرسم عن الصورة الباهتة في واقع مناطق النزاع، حيث يكون الهدوء نسبياً وليس كاملاً أو دائماً.

تقول قرموط في لقاء مع وكالة (APA) "إن موهبة الرسم بدأت منذ طفولتي، ولكن الحياة الدراسية والعملية كانت لا تسمح بممارسة شغفي، وتفرغت تماماً منذ عامين للفن فقط".

وذكرت أنها لاجئة فلسطينية، ولدت في سوريا وجاءت إلى قطاع غزة قبل عدة سنوات، وأكملت دراستها الجامعية في تخصص إدارة الأعمال، لكنها عادت بقوة إلى الفن لممارسة شغف الطفولة.

وأضافت قرموط (36 عاماً) أنها التحقت بدورة للتصوير والرسم الزيتي لتطوير مهاراتها الفنية، وحققت نجاحاً كبيراً في هذه الفترة التدريبية، لذلك قررت أن توصل رسالتها من خلال معرض "هدوء نسبي".

واستدركت "اكتشفت قدرات جديدة بداخلي أستطيع تطبيقها من خلال الفن، وأهمها استنباط اللون من الواقع ورسم الصور الواقعية بشكل دقيق جداً".

وبينت قرموط أنها سخرت الفن للتعبير عن نفسها، والبيئة التي تعيش بداخلها، من خلال عكس الأجواء العامة في قطاع غزة، مثل البحر، والسماء الجميلة بألوانها المتعددة في الأوقات المختلفة من الصباح حتى المساء.

وأشارت إلى أنها ركزت على عنصر واحد في لوحات "هدوء نسبي" المتعددة، مثل لوحة الصياد، أو الشِباك، أو القارب، لتجعل الناظر إلى الصور يشعر بهدوء اللوحة.

ولفتت قرموط إلى أن جميع من يتمعن في لوحات "هدوء نسبي" يشعر بالهدوء ويتعجب لكونها صور واقعية تم التقاطها من مدينة غزة، بسبب التوتر والقلق الدائم بقطاع غزة في ظل الحصار والاحتلال الإسرائيلي.

واستوحت هذا الاسم للتعبير عن الظروف الصعبة في قطاع غزة، الناتجة عن الحصار والاحتلال، وأثرت على جميع مناحي الحياة.

وأوضحت قرموط أن عدد لوحات "هدوء نسبي" ثمانية، لكل لوحة موضوع مختلف، ويربطهم التناغم بالألوان وأن جميعهم صورة لعنصر واحد فقط، كناية عن الهدوء.

ومن ضمن لوحات "هدوء نسبي" صورة لطفلة تجلس على كورنيش غزة، لتكون انعكاساً للبيئة الجميلة التي يشاهدها الغزيين في هذا البحر، وتوحي اللوحة على أن الطفلة تعيش لحظة رائعة بأجواء صيفية هادئة على كرسي خشبي متواضع، وحولها أضواء باهته.

وأكملت قرموط "توحي الصورة بأن الطفلة تعيش بأمان، لتكون دلالة على تحدي الظروف الصعبة وانعدام الأمان والاستقرار في قطاع غزة، من خلال توفير الهدوء النسبي للأطفال بأقل الإمكانيات المادية والمعنوية".

وترى أن الفن التشكيلي أسلوب راقي لإيصال رسائل القضية الفلسطينية المتعددة، وتأمل المشاركة في معارض دولية لعرض القضايا الوطنية في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي وتفاقم المعاناة.

وتستخدم قرموط الألوان الزيتية في الرسم على القماش، وتستنبط الألوان من الطبيعة بواسطة الخطوط على ملمس اللوحة، لكونها تركز على اللون بشكل أساسي في أعمالها الفنية، لإبراز الصورة بالطريقة التي ترغب بإيصالها للمتلقي.

وتحرص على ممارسة شغفها بالرسم وسط الطبيعة، لكون الألوان تعني لها مصدراً للإلهام، إلى جانب الإضاءة الطبيعية والظلال، لتتمكن من إيصال رسالتها بطريقتها الخاصة.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - APA - وفا