رون بن يشاي: اختبار رد إسرائيل على عملية القدس "أكثر صعوبة من أي وقت مضى"
ذكر موقع "واللا" العبري بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تحقق في حقيقة المهارة التي أظهرها الشهيد خيري علقم، منفذ عملية القدس المحتلة أمس، والتي أدت لمقتل 7 مستوطنين.
وبحسب موقع ، فإن "المنفذ استخدم مسدسًا، وأظهر مهارة في استخدامه، وأن هناك شكوك أمنية بأنه قد يكون تلقى تدريبًا على السلاح من قبل."
ونقل الموقع عن مصادر أمنية، أنه يجري البحث في إمكانية تلقيه مساعدة أو مشاركة نواياه مع آخرين، مشيرةً إلى أن هناك تحقيق شامل في العملية.
ووقعت العملية أمام كنيس يهودي في الحي الاستيطاني "نيفه يعقوب"، ومحيط الكنيس وصولًا لمفترق بيت حنينا الذي استشهد عنده منفذ العملية.
وفي التفاصيل، وصل المنفذ الساعة 20:15 من مساء الجمعة، ونزل من مركبته وأطلق النار من مسدس على المارة على بعد 100 متر من الكنيس، ثم واصل التقدم نحو الكنيس وأطلق النار على المزيد من المارة، وركب مركبته، وعلى بعد أمتار قليلة خاض اشتباكات مع أفراد الشرطة الإسرائيلية وتم تحييده.
وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، إن المنفذ أطلق النار على المستوطنين من مسافة قريبة جدًا، مشيرًا إلى أنه وصل بمركبة بيضاء من نوع تويوتا، بيضاء اللون، ونزل على بعد 100 متر من الكنيس وأطلق النار على مستوطنة ومستوطن، ثم استمر في إطلاق النار عل ىشخصين كانا يقفان بالقرب من محطة الحافلة، ثم أطلق النار على اثنين آخرين كانا على دراجة نارية، وأطلق النار على مستوطنة كانت تقف على سكة حديدية خفيفة، قبل أن يطلق النار باتجاه فناء أحد المباني، حيث أصيب مستوطنين هناك، ثم حاول الفرار من المكان بمركبته وتوجه نحو بيت حنينا، وتم محاولة وقفه من قبل مركبة للشرطة بعد إطلاق النار عليها، وتبادلت القوة إطلاق النار معه قبل أن يتم تحييده.
وقال مستوطنون من سكان المنطقة للموقع العبري، إن استجابة الشرطة الإسرائيلية كانت بطيئة، ووصلت للمكان بعد 20 دقيقة، واصفين ذلك بأنه "عار".
ووفقًا لبعض المستوطنين، فإن الشرطة لم تأتي سريعًا بسبب اعتقادها أنه إطلاق نار بسبب الأفراح، وقالت مستوطنة تسكن بالمكان: "ابنتي اتصلت بالشرطة وهي ترتجف، وقالت لهم إنهم يطلقون النار هنا، نحن نذبح هنا، ولكن الشرطة جاءت بعد 20 دقيقة".
فيما ادعت الشرطة الإسرائيلية أنه حين وصل إليها البلاغ، تحركت فورًا وبعد 5 دقائق قامت بتحييد المنفذ.
و لم تكن عملية الشاب خيري علقم (21 عامًا)، في القدس المحتلة، من قبيل الصدفة، لقد بيت علقم، النية مسبقًا، وأعد العدة لتنفيذ العملية التي رصد مكانها عدة مرات، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام العبرية بدون أن تؤكد ذلك أي مصادر أمنية أو الشرطة الإسرائيلية.
الشهيد خيري علقم سمي على اسم جده "خيري موسى علقم" الذي كان حين استشهاده يبلغ من العمر (51 عامًا)، حين طعن في صباح الثالث عشر من مايو/ أيار من عام 1998، بعد أن طعنه مستوطن إرهابي في حي "ميه شعاريم" الحريدي في القدس المحتلة، خلال توجهه لعمله.
كان خيري الجد، رب أسرة مكونة من 9 أفراد، أكبرهم حينها كان 22 عامًا من العمر، وأصغرهم لم يتجاوز العامين.
واستمرت الشرطة الإسرائيلية حينها بالمراوغة أنها لم تستطع تحديد هوية المستوطن الذي قتله، ولكن بعد هذه الأعوام الطويلة، ظهرخيري مجددًا.
و قال المحلل الأمني والعسكري الإسرائيلي لصحيفة " يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي، إن اختبار رد إسرائيل على العملية التي وقعت بالأمس في القدس، يعد أكثر صعوبة من أي وقت مضى، خاصة في حال ثبت أن منفذها "ذئب منفرد"، وهو هجوم سيكون له عواقب وخيمة.
ويرى بن يشاي في تقرير تحليلي نشر بموقع الصحيفة العبرية، أنه في حال تبين أن المنفذ يعمل كناشط في "خلية نائمة" تخدم حركة "حماس" في قطاع غزة، أو من قيادتها بالخارج، فإنه يتعين على المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت"، الذي سينعقد اليوم، إلى النظر في فرض عقوبات على "حماس" في القطاع.
ووفقًا للمحل الإسرائيلي المقرب من دوائر الأمن في تل أبيب، فإنه في حال كانت العملية نفذت بشكل فردي، فإن المؤسسة الأمنية تدرك في السنوات الأخيرة أنه ليس لديها الكثير لتقوم به بخلاف محاولة التعرف على بعض الفلسطينيين قبل تنفيذ الهجمات بسبب منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي أو باستخدام وسائل استخبارات تكنولوجية أخرى.
ورأى بن يشاي، أنه على إسرائيل أن تمنع على الفور مزيد من الهجمات، وكذلك العمليات الانتقامية من قبل المستوطنين، وذلك من خلال إشباع المنطقة بالقوات العسكرية والشرطة.
وقال: "على المدى الطويل، فإن الأحداث في جنين والقدس لديها القدرة على رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواءه نسبيًا في الأشهر الأخيرة، والتي كانت يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ويشارك فيها متطرفون يهود، والآن ستكون المهمة الرئيسية لقوات الأمن منع مثل هذا التصعيد".
وأضاف: "اليوم، سينعقد الكابنيت بتشكيلته الجديدة، حيث لا يوجد الكثير من الأشخاص ذوي الخبرة، وهي تتألف بشكل أساسي من وزراء ذوي آراء قومية متشددة، والذين يمكنهم الضغط من أجل إجراءات جذرية قد تؤجج النيران أكثر، بدلاً من تهدئة المنطقة،لكن ليس من المتوقع أن تسفر عملية كبرى في المدن الفلسطينية أو في أحياء القدس الشرقية عن نتائج مهمة، وقد تؤدي فقط إلى زيادة النيران، وهنا نذكر أنه في أقل من شهرين سيبدأ شهر رمضان".
ورجح بن يشاي أن يتعرض بنيامين نتنياهو إلى ضغوط من الولايات المتحدة، والأردن، ومصر، لعدم القيام باتخاذ إجراءات جذرية من شأنها أن تؤدي لتصعيد العنف خاصة في القدس.