أفادت جريدة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين بأن الغارة بالمسيرات في إيران نفذتها إسرائيل.حسب ما ذكرت قناة "الجزيرة" الفضائية
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول عسكري أمريكي كبير قوله: "لم تقم أي قوة عسكرية أمريكية بشن هجمات أو عمليات داخل إيران".
وأفاد تقرير لموقع "واللا" العبري بأن الهجوم الذي نفذته عدة طائرات مسيرة، استهدف أربعة مواقع مختلفة في المنشأة بأصفهان، وذلك نقلا عن مصدر مطلع على تفاصيل الهجوم (لم يسمه). وشدد المصدر على أن "جميع الضربات حققت أهدافها".
ووصف مصدر "واللا" الهجوم بـ"الموضعي والدقيق"، مؤكدا أنه كان "ناجحا وهقق أهدافه"، ولفت الموقع إلى أن الهجوم "كان مشابهًا جدًا في خصائصه للهجوم الذي تم في حزيران/ يونيو 2021 باستخدام طائرات مسيرة مستهدفا منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في مدينة نطنز في إيران".
كما أضاف أن الهجوم كان مشابها كذلك للهجوم الذي نفذ باستخدام طائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت في آب/ أغسطس 2019؛ ووفقًا لبعض التقارير، فإن الهجوم استهدف صناديق يعتقد أنها تحوي وسائل ومعدات لزيادة دقّة الصواريخ التي يملكها حزب الله.
وأضاف المسؤولون الذين تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" (لم تذكر هويتهم)، أن استهداف الموقع العسكري في إيران "يأتي في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب طرقا جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية"؛ فيما نفى مسؤول أميركي، تحدث لهيئة البث الإسرائيلي العام "كان 11"، تورط الولايات المتحدة في الهجوم، فيما أحجمت إسرائيل عن التعليق على الهجوم.
وقال المسؤول الأميركي، في تصريحات نقلتها "كان 11"، إنه "يمكن أن نؤكد أنه لم تقم أي قوة عسكرية للولايات المتحدة بهجمات أو عمليات داخل إيران. نحن نواصل مراقبة الوضع". وكانت قناة "العربية الحدث" السعودية قد نقلت عن مصادر أميركية قولها إن "واشنطن ودولة أخرى ليست بإسرائيل نفذت هجوما بطائرات مسيرة على مخزن للصواريخ البالستية في محافظة أصفهان".
كما ادعت القناة نقلا عن "مصادرها الأميركية" أن "العمل يهدف إلى إيصال رسالة إلى إيران وروسيا مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح بإنشاء مصانع لتصدير الأسلحة الباليستية". فيما تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير بأن الهجوم استهدف مستودعًا للصواريخ الباليستية الإيرانية.
وكانت ثلاث طائرات مُسيرة "صغيرة" قد استهدفت أحد المصانع العسكرية بمحافظة أصفهان، الليلة الماضية، وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية إحباط العملية. وقالت الوزارة إن المضادات الجوية تصدت للمسيرات مما أدى إلى سقوط إحداها وانفجار اثنتين منها، بعد أن حاولتا ضرب "مصنع للذخيرة".
وذكرت وكالة "إرنا" أن إحدى هاتين المسيّرتين لم تتضرر كثيرا و"تم تسليمها إلى قوات الأمن المتمركزة في المجمّع"، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن الأضرار اقتصرت على سقف المصنع دون الإضرار بالمُعَدات، وقالت الوزارة إنّ الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع".
وفي حادث آخر لم يتضح ما إذا كان هناك رابط بينه وبين الهجوم في أصفهان، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ("إرنا") باندلاع حريق في مصنع لإنتاج زيوت المحرّكات في شمال غرب البلاد، بحسب وكالتي "فرانس برس" و"روتيرز".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات صحافية صدرت عنه اليوم، إنه "وقع اليوم عمل جبان لجعل إيران أقل أمنا". وأضاف أن "مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تؤثر على إرادة خبرائنا لتطوير الطاقة النووية السلمية".
ويأتي إعلان وقوع الهجوم في سياق متوتّر على خلفيّة حراك احتجاجي في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر إثر توقيفها لدى الشرطة، واستمرار الخلافات حول الملف النووي الإيراني بين طهران ودول غربية، واتّهام بعض الدول لطهران بإمداد الجيش الروسي بطائرات مسيّرة لاستخدامها في حربه في أوكرانيا.
وأظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارًا قويًّا وصورًا لسيّارات إسعاف متّجهة نحو المكان بعد وقوعه، فيما اتهم البرلماني الإيراني، محمد حسن السفاري، في تصريح لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية، "خصوم وأعداء" الجمهورية الإسلامية الذين يسعون إلى "تعطيل القدرات الدفاعية" للبلاد بالوقوف وراء الهجوم.
وتضمّ إيران عددا من مواقع الأبحاث النوويّة المعروفة في المنطقة، بينها محطّة لتحويل اليورانيوم؛ وتقع الكثير من المواقع النووية الإيرانية في إقليم أصفهان، من بينها نطنز الذي يقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وفي السنوات الأخيرة، اتّهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليّات السرّية على أراضيها استهدفت منشآت نووية، واستخدام مدفع رشّاش يجري التحكّم به عبر الأقمار الاصطناعيّة لقتل عالم الفيزياء النوويّ البارز، محسن فخري زادة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وشكّل البرنامج النووي الإيراني هدفًا لهجمات إلكترونيّة ومحاولات تخريب وعمليّات اغتيال استهدفت علماء، وجهت الجمهورية الإسلامية أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.
وقام مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، برحلة غير معلنة إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، لمناقشة إيران وقضايا إقليمية أخرى، وفقًا لأشخاص مطلعين على زيارته.