أجهزة الأمن الإسرائيلية "تعارض" مقترحات بن غفير وسموتريتش

(أ.ب.).jpg

 الكاتب والمحلل أحمد عبد الرحمن نقلاً عن مصدر في المقاومة: المعركة مع الاحتلال قد تكون قريبة جداً"

ذكرت تقارير عبرية بأن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، طالبا باتخاذ خطوات تصعيدية متطرفة ضد المقدسيين، خلال الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمني (الكابينيت)، والتي شهدت مناقشات مشحونة بين وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، والمستشارة القضائية للحكومة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلي العام "كان 11"، إن بن غفير طالب بفرض حظر للتجول في شعفاط، فيما أشارت القناة 13 العبرية إلى أن بن غفير طالب بفرض حظر للتجول في بلدة الطور المقدسية، كما طالب بإصدار أوامر لأجهزة أمن الاحتلال باقتحام جميع منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة، "منزلا تلو الآخر" للتحقق من عدم وجود "أسلحة غير قانونية".

من جانبه، طالب سموتريتش بفرض طوق أمني على الأحياء والبلدات المقدسية، بحسب ما نقلت "كان 11" عن مصادر مطلعة على مداولات "الكابينيت"، وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية "عارضت" العقاب الجماعي للفلسطينيين في القدس، فيما حذّر رئيس جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، رونين بار، من أن ذلك "قد يؤدي إلى تصعيد أوسع".

وذكرت القناة الرسمية الإسرائيلية أن المسؤولين الأمنيين شددوا خلال اجتماع الكابينيت على أنه "في الحالة الأخيرة التي اتخذت فيها إسرائيل إجراءات عقابية ضد مخيم شعفاط للاجئين، أدى ذلك إلى زيادة العمليات" ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه.

ونقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول رفيع شارك في اجتماع الكابينيت، قوله إن "إيتمار بن غفير لا يفهم أنه في مناقشة للكابينيت وليس في لجنة في الكنيست"، ولفتت إلى أن المسؤولين الأمنيين اعتبروا أن مقترحات بن غفير "متطرفة" ومن شأنها توسيع دائرة التصعيد وتؤدي إلى زيادة العمليات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه في القدس والضفة.

وخلال نقاش، قال رئيس الشاباك، بار، إن الإغلاق وحظر التجول الذي فرضه الاحتلال في مخيم شعفاط في أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذها الشهيد عدي التميمي في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية، "فشل فشلاً ذريعًا".

وكشفت "كان 11" عن نشوب مشادة حادة بين بن غفير والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، حيث قال بن غفير مخاطبا الأخيرة إنه "أنت لا تعيشين في البلد الذي أعيش فيه. لقد قمتي بتخريب عملنا، استلمتي مواد الإغلاق (في إشارة إلى قرار الحكومة بشأن غلق منزل الشهيد خيري علقم في بلدة الطور تمهيدا لهدمه) في الساعة الثامنة صباحًا (السبت)"، متهما إياها بالممطالة في إجراءات المصادقة على القرار.

وأجابت المستشارة القضائية للحكومة بالقول إنها لم تتسلم المواد إلا في المساء، ليرد عليها وزير القضاء، ياريف ليفين، بالقول: "من الواضح أنه لا يوجد بُعد زمني لدى المستشارين القضائيين، فهم فوق الوقت، ولا يفهمون أنه إذا لم تتصرف بسرعة، فأنت مهدد باستقبال الضربات".

وقال سموتريتش، بحسب التقرير "نحتاج إلى تغيير المعادلة. لدينا تفويض من الجمهور، انتخبنا الناس لاتخاذ خطوات كبيرة ومهمة"؛ من جانبه، قال أرييه درعي: "نحتاج إلى التفكير في الخطوات، لدينا مسؤولية شاملة على أكتافنا. نحن بحاجة إلى الاهتمام بالأميركيين. ليس كل ما نريده يمكن القيام به".

وأشارت القناة 13 إلى أن تعليق درعي يأتي في ظل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي سيصل إلى البلاد، يوم الإثنين، ويجتمع مع نتنياهو ونظيره الإسرائيلي، إيلي كوهين، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية ستهيمن على المحادثات الأميركية الإسرائيلية خلال زيارة بلينكن.

وأوضحت القناة أن وزراء الكابينيت اتفقوا على تعليق إجراءات الدفع بالمشروع الاستيطاني، والمصادقة على مخططات استيطانية جديدة، إلى ما بعد زيارة الوزير الأميركي، فيما ناقش الوزراء خلال جلسة الكابينيت، المساعي لشرعنة بؤر استيطانية عشوائية في الضفة والتي وردت في إطار الاتفاقات الائتلافية.

حمد عبد الرحمن: "المقاومة اتخذت قراراً واضحاً بأنّ أي عدوان كبير على غرار مجزرة جنين لن يمرّ من دون رد"

إلى ذلك، أكّد الكاتب والمحلل الفلسطيني في الشؤون السياسية والعسكرية، أحمد عبد الرحمن، يوم الأحد، أنّ خيارات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "ضيّقة جداً ومحدودة للغاية".

ولقت عبد الرحمن لفت مقابلةٍ مع قناة "الميادين" الفضائية إلى أنّ "نتنياهو اليوم بين خيارين أحلاهما مرّ بين إرضاء إيتمار بن غفير وسموتريتش والتهدئة التي قد تودي بحكومته".

وقال عبد الرحمن إنّ نقلاً عن مصدرٍ كبير في المقاومة الفلسطينية إنّ "المقاومة اتخذت قراراً واضحاً بأنّ أي عدوان كبير على غرار مجزرة جنين لن يمرّ من دون رد".

وأضاف أنّ "الردّ على أيّ عدوان إسرائيلي جديد يمكن أن يؤدي إلى مواجهةٍ واسعة".

وأشار الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية نقلاً عن مصدرٍ كبير في المقاومة إلى أنّ "المقاومة تدارست قرارها وكثّفت اجتماعاتها عقب مجزرة جنين".

 

وشدد على أنّ "الذهاب لمعركة قد يكون قريباً جداً وربما قبل شهر رمضان المبارك"، موضحاً أنّ "العدو الإسرائيلي يخشى من حربٍ متعددةِ الجبهات".

وأضاف عبد الرحمن أنّ "المعركة القادمة ستكون على غرار معركة سيف القدس والمؤشرات كلها تشير إلى اننا ذاهبون في هذا الاتجاه".

وقال إنّ ما تخشى منه إسرائيل هو الثمن الذي يمكن أن تدفعه في حال إقدامها على مغامرة قصف منشآت إيرانية.

وقبل أيام، صرّح مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، لقناة "الميادين" بأنّ  "المعركة المقبلة سيكون عنوانها المسجد الأقصى والقدس، ولن تكون أبعد من شهر رمضان المبارك".
 
وفي وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب عمر طارق علي السعدي (24 عاماً)، أحد مؤسسي كتيبة جنين متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال، الخميس الماضي في مخيم جنين، وبهذا يرتفع عدد الشهداء إلى 10 بينهم سيدة.

وفي وقتٍ سابق، أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخين من قطاع غزة، في اتجاه مدينة عسقلان، رداً على العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين.

ورداً على جرائم الاحتلال، أعلنت شرطة الاحتلال وقوع 7 قتلى، إضافةً إلى 3 جرحى إصاباتهم خطرة للغاية، و2 جروحهما متوسطة، في عمليةٍ وُصفت بالمعقدة والخطيرة للغاية، شمالي القدس المحتلة. وبعد ذلك نُفذت عملية ثانية في سلوان في القدس المحتلة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عرب ٤٨ - الميادين