- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
روبن هود، استعارة للإسم والمعنى، لشخصية إنجليزية برزت في الفولكلور الإنجليزي، لكنها كانت في بلادنا العربية، وفي فلسطين على وجه الخصوص، أسبق من تراث (الأنكلو ساكسون) من غيرها.
روبن هود، تقول حكايته وسيرته، أنه كان فارساً شجاعاً، ومُهذبا في الوقت نفسه. لكنه سليط اللسان عند اللزوم...
يكون أحياناً طائشاً، وحتى خارجاً عن القانون من أجل نصرة ومساعدة غلابى الناس.
فسيرته أو "أسطورته" كما يعتبرها البعض من النقاد في قراءة وتمحيص النصوص التي كتبت عنه، شخصاً قام على "مواجهة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء".
كما تقول مفردات سيرته، أنه حارب الظلم والطغيان في حينها. فعاش مع أنصاره في غابات، واشتهر بشجاعته وفروسيته وبإسراعه إلى مساعدة المحتاجين ومناصرة المظلومين عندما يكونون في حال خصام مع الأسياد.
فكان، في مجتمعٍ يضم فئة قليلة من الأسياد الأثرياء وفئة كبيرة من الفقراء. وثمة فئة الخارجين على القانون. وكل فئة من هذه الفئات لها قيم وعادات خاصة بها.
من تلك الصورة والرواية، عن روبن هود، نستذكر نماذج من بين المئات منها في ساحتنا الفلسطينية، المكتظة بكل شيء، بالشيء ونقيضه، بالفكرة والفكرة المقابلة، بالغنى والتنوع ...الخ.
فكان (روبن هود فلسطين) من العقيد طاهر دبلان، الى العقيد حسين الهيبي، الى العقيد صلاح ابو زرد ... وصولاً الى العلان، ودرويش البع، والشهيد ابو جاسر السعدي...الخ. وغيرهم، من وجوه التمرد الفلسطيني، بطابعه القاسي جداً عند واحد من بسطاء الناس والشارع، ومن الذين وجدوا أن التنفيس عن الآلام الوطنية وجراحها، يكون بإعلاء صوت السخط إلى حده الأعلى، حد سخط السخط، حتى لو أخذ اشكالاً تبدو وكأنها ضربٌ من ضروب (الشقاوة) والبلطجة.
إن التحليل العلمي، الإجتماعي، يقودنا للقول بأن تلك الحالات، جائت نتيجة الإحساس بالظُلم والإجحاف، وهو أمرٌ مغروس في نفوس لاجئي الشعب الفلسطيني. لكن هذا الإحساس، لم، ولن، يتماهى لدرجة بروز روح الانتقام، بل ترافق معه صَبرٌ كبير، وحُلمٍ عالٍ في سياق العمل من أجل وطنهم فلسطين، والحفاظ على بوصلتهم نحوها مهما تعاظمت التحديات وتعددت الالتواءات والمصاعب وتعقدت السُبل.
ونشير الى بعضهم :
روبن هود الأول، حسين الهيبي من عرب (الهيب)، ومن مواليد قرية طوبا قضاء صفد عام 1925، وصلت به الأمور بالتعرض لموكب القيادة الفلسطينية على طريق درعا دمشق حيث حصل اشتباك، وتم اعتقال حسين الهيبي، واطلق سراحه بعد شهرين من قبل ابو عمار في اطار التسامح. فاعتذر من أبو عمار على فعلته التي قام بها حيث أبدى ندمه على ذلك، حينها أوعز أبو عمار بضم حسين الهيبي إلى قوات الـــ (17).
روبن هود الثاني، الشهيد محمد رؤوف زعرورة، وسماه البعض (المُتمرد) أو (المشاكس) الفلسطيني إلى أبعد الحدود. بينما وسمه آخرون بـ (صعلوك فلسطين) مُستعيداً تلك الحالة التاريخية من التراث العربي القديم حين نشأت تلك الظاهرة المُتمردة، ذات المضمون الاجتماعي السياسي والسوسيولوجي في حينها. لعب الشهيد رؤوف محمد زعرورة (أبو محمد)، دوراً في الأحداث التي جرت خلال الفترة الممتدة من العام (1984 ـــ 1990) في المواقع والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض اللبنانية، وهي أحداث تحتاج لتأريخ وتدوين نظراً لتداخلاتها الهائلة، وخصوصاً منها في منطقة صيدا، وهي أحداث تتالت بشكلٍ دراماتيكي، وقد تداخلت فيها كل العوامل والأطراف …
روبن هود الثالث، روبن هود مخيم اليرموك عصام بيطاري من مدينة النصرة عاصمة الجليل، والمعروف على نطاق اليرموك والمخيمات والتجمعات الفلسطينية باسم (أبو العبد عصام)، أصيب في يده اصابة صعبة، إبان معارك مغدوشة في حرب حركة أمل على المخيمات والتجمعات الفلسطينية، في بيروت والجنوب عام 1986، عندما كان عضواً في الجبهـــــ ة ...ش ... لت ...ف.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت