هكذا... أجبت صديقتي الفرنسية عن شُبان فلسطين....

بقلم: سنا كجك

سنا كجك.jpg
  • بقلم الكاتبة والصحفية اللبنانية:سنا كجك

رأي حر:
דעה חופשית


"فلسطين هي المعيار الإنساني والسياسي والمعيار الوحيد ...
من لا ينصر فلسطين فهو وحش كائنا" من كان!".

 هذا ما قاله الأستاذ المحلل السياسي "حسن حمادة" الذي أقدره كثيرا" وأحترمه لأنه كلبناني يعتبر في خط الدفاع الأول عن قضية الشرفاء فلسطين....


 ولأنها -"المعيار الإنساني والسياسي" -كما تفضل أستاذنا العزيز...

هاتفتني صديقتي الفرنسية  "المفعمة" بالانسانية المتابعة لأخبار الشرق الأوسط وفلسطين الأبية تحديدا"

 لأنها متضامنة مع الشعب الفلسطيني...

 تقرأ مقالاتي بعد ترجمتها إلى الفرنسية بطبيعة الحال لأنها لا تجيد اللغة العربية ...

تشاهد دائما" الفيديوهات التي توثق اعتداءات الصهاينة على الفلسطينيين العُزل وتلعن الاحتلال بلغتها الفرنسية اللطيفة...

 وفي كل مناسبة نتحاور فيها عن الحقوق الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني واغتصاب "إسرائيل" لفلسطين...

 وعن المقاومة وقوتها  ومواجهتها للترسانة العسكرية الإسرائيلية....

 حدثتها كيف بدأ النضال الفلسطيني بالحجر والسكين... إلى المولوتوف حتى الصاروخ!

 هي معجبة بقوة وشجاعة وصلابة هذا الشعب الجبار... وبعد تنفيذ آخر عملية بطولية عريسها الشهيد خيري علقم...

 اتصلت بي وسألتني:

 ما سر هؤلاء الشبان الذين يقدمون أنفسهم لأجل وطنهم وهم في عمر الزهور؟؟؟


أجبتها :
الشاب الفلسطيني منذ ولادته هو مشروع شهيد... إنهم أناس طلاب آخرة وحق
 وليسوا من طلاب الدنيا...

 كل عائلة فلسطينية تربي الأبناء على الجهاد الموروث عن الأجداد والآباء ...

ففي منزل كل فلسطيني هناك حكاية لشهيد.....ولأسير ... من الجد إلى الأب إلى الابن..

 الشاب الفلسطيني وُلد من رحم الثوار وتزين بوشاح الشهادة...

 يتدرب على فنون القتال العسكري ويبرع في الأساليب القتالية والدفاعية وأغلبهم من الطبقة المثقفة يحبون الحياة....

 ولكن الشهادة في سبيل الله هدفهم الأوحد لتحرير بلادهم ...

 وقد قال أحد القادة الصهاينة:

" كيف يمكن أن أمنع إنسان يريد الموت؟!".

 والموت هنا موت الحق أي عملية فدائية استشهادية....

 إذ يختلف عن الانتحار فالذي يفكر في وسواس الانتحار لا تستطيع ان تردعه....

 ولكن هناك من يموت فداء لكرامة شعبه وأرضه وآخر يموت مذلولا"في معصية الله ...

  الفلسطيني يرتدي قلادة الموت بعنفوان وشرف..

  أما بعض الشبان  في بلدان أخرى يختارون قلادة الذل والهوان!


 صديقتي الفرنسية:

 الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب العربية متميز بالثقافة والفكر والذكاء والمعرفة والعلم...

 وكل النخب الثقافية ستجدين الحضور الفلسطيني "يزينها"....

 وإلا ما التفسير أن  الأبطال الذي يحاصر قطاعهم الإسرائيلي المتغطرس منذ سنوات وسنوات -أقصد قطاع غزة العزة-
يبرعون في هندسة الاتصالات وكل أنواع التكنولوجيا الحديثة؟؟

 ويخترقون أهم المواقع الإسرائيلية ويسقطون مسيرات العدو وآخر مسيرة أسقطها  جيش القسام منذ أيام وفي حوزتها معلومات هامة جدا"!!
 وهذا إنجاز !

يطورون الأسلحة والصواريخ ولديهم خبراء في العسكر والهندسة والاتصالات والأمن وكل ما يخطر على بالكِ من تطور...

  الشاب الفلسطيني يودع أمه وعائلته ويقول لهم:

 أنا ذاهب لأنال من الأعداء الصهاينة فلا تحزنوا بل زفوني كالعريس ...

والأم يا صديقتي تدعو له بالشهادة رغم أن قلبها "ينزف" من الحزن!

 ولكن في ثقافتنا الوطن أغلى من الأبناء ....

همست:
 يا لعظمة هؤلاء القوم... كيف يسكت العالم على ظلمهم واحتلال أرضهم؟؟

 كيف لا تُقدر الدول الأوروبية هذه العقول الناضجة "المثمرة" بالعلم؟؟

هم أذكياء  ويطورون أسلحتهم وبامكانات مادية متواضعة أكثر من عسكر بلدي!!


 لماذا الصمت على حصارهم البري والبحري والجوي؟؟
 يحق لهم الحياة والتمتع بها وهم الأبطال الشجعان...
أين أصوات منظمات حقوق الإنسان؟؟

قلت لها: " موجودين في بلدكِ"!

 تنهدت .....لمست من نبرة صوتها أنها معجبة بالمقاومة وبأبطال القسام وبذكائهم ونضالهم لأنني حدثتها عنهم مرارا" وتكرارا"....

 وبعد أن أبدت إعجابها ببطولة الشهيد خيري ورفاقه من الشهداء....

 قالت لي:
 اخبريني متى أستطيع زيارة غزة لألتقي بأبطالها؟!!

 وهنا كان الصمت سيد الموقف....

 فماذا أقول لها:

 أن هذا حلمي أنا!؟!!

 

#قلمي بندقيتي✒️

02/02/2023
[email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت