- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
هناك قول ماثور صادرعن احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم...الحق لم يبق(ي) لي صاحب، وهناك قول اخر للامام علي كرم الله وجهه( لا راي لمن لا يطاع)، وهذا يدعوني لان استمر رغم كل شي بان اقول الحق امام اي (سلطعون ) سلطان جائر،ولا ادعي العلم الكبير يالحرب. فقد كان الامام علي ، رضي الله عنه ،احد اهم جهابذة الحرب والسلم بالاسلام ونال ما نال من تهجمات واتهامات بغيضة من الفئة الباغية ومن الخوارج ومن ضغاف النفوس، ولكنه لم يرضخ ولم يمل او يكل، وفي نهاية الامر قالها بالفم الملأان : لا راي لمن لا يطاع....لكنه شخص(بتشديد الخاء) جيدا جماهير امته في ذلك الوقت فمنهم من كانوا اشباه الرجال ومنهم من كانوا حلوم الاطفال وعقول ربات الحجال.....حتى انه عليه سلام الله ورضوانه تمنى واحب( اني لم اركم ولم اعرفكم)، لان معرفتهم ولدت سقما واعقبت سدما ،واوشكت ان تحبطه وان توصله الى اليأس رغم انه حيدرة الكرار وهو ابن عم وصهر خير البشرية خاتم الانبياء،وهو افتداه في فراشه ليلة الهجرة...وهو من هو بخصائله الجريئة،الفدائي المقدام والفاتح لحصون خيبر....بيديه الشريفتين وبسيفه ذي الفقار.
اين نحن من الخليفة الرابع ومن بقية الخلفاء الراشدين ومن الصحابة رضي الله عنهم اجمعين،بل اين نحن من عدلك يا عمر(حكمت فعدلت فأمنت فنمت)، وانت القائل لولا علي لهلك عمر،...هذه قمة الاخلاق والتواضع والنقد الذاتي...اصابت امراة واخطا عمر.هل هناك نقدا ذاتيا ارفع واعلى من هذا...راس الدولة الاسلامية عمر بن الخطاب ،رضي الله عنه، ينتقد ذاته ويتواضع ليعترف اعتراف الاقوياء وليس الضعفاء:انه اخطأ واصابت المراة برايها...وما الصديق ببعيد عن نقد ذاته من اول لحظة:من رأى فيي اعوجاج فليقومه بسيفه....الله اكبر. لم يقل الصديق ابو بكر ،رضي الله عنه ،لجماهير شعبه بوقتها ان ذكروني او انهوني او ردوني عن الخطأ او"وشوشوني"،بل قوموني بسيفكم.....اعطى الحق لجماهير المسلمين بقطع راسه فورا حين يرونه قد اعوج اي بعد عن الطريق المستقيم ، عن طريق الحق والعدل والاسلام.والامثلة كثيرة عن بقية الصحابةرضي الله عنهم.فما اروعك يا ابا ذر حين اخطأت بحق بلال رضي الله عنكما بقولك له يا ابن السوداء فاشتكاك بلال الى رسول الله عليه السلام وانبك الرسول بأنك (فيك خصلة جاهلية) ،فما كان منك الا ان وضعت راسك بالتراب داعيا بلال ليدوس رقبتك اعترافا منك بانك اخطأت وجزاء الخطا القصاص. رقبتك الشريفة لن يدوسها بلال وهو العارف قيمتك وشيمك واخلاقك ،فما كان منه الا ان قبلها ورفع راسك عاليا.....ليحيي العدل بتصرفه الحكيم والمبني على الاحترام والفضيلة.
انها الاخلاق والمثل العليا والاعتراف بالخطأ والتراجع عنه، وتفشي السلام بين الافراد وانتظام قانون المحبة والاحترام....
انما الامم الاخلاق ما بقيت....فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا...انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق او كما قال رسولنا الكريم عليه السلام....وانك لعلى خلق عظيم...صدق الله العظيم...الخلق العظيم هو المعاملة.. هو العدل والحق والمباديء والثواب والعقاب...هو الدين القيم...هو دستور البشرية......حتى لو لم يبق(ي ) لنا الحق صاحبا الا انه يبقى حقا، ويجب الا يزعل الحق منا اي صاحب ....ان كان حقا هو صاحب او يعتبر نفسه صاحبا...!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت