- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
💥 ....رجاء ممن يقرأ هذه القصة ان يعتبرها من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة...!!!....🔥
زعموا ان اسدا ،وبعد التشاور مع الفهود والنمور والضباع ووحيدي القرن والخيول ، رغب في ان يعمل مصالحة بين الكلاب والهررة وبين الهررة والفئران وبين الفيلة والغيالم وبين الثعالب والغربان وبين الذئاب والغنم والماعز،وبين النسور والعقبان والبواشق والصقور من جهة وبين الارانب والغزلان والزرافات و الكونغورات من جهة اخرى،فأمر باستدعاء زعيم كل فصيلة من فصائل حيوانات مملكته ،فاستدعى على حدى كل من كبير الكلاب وكبير الهررة وكبير الفئران،والفيل الاكبر والغيلم الاعظم وزعيم الثعالب الاكثر دهاءا والغراب الاكثر خططا بين اقرانه،اضافة الى عظيم الذئاب وكراز الماعز والكبش الاطول قرونا....وبقية زعماء الكواسر والجوارح والوحوش والحيوانات اللبونة او تلك التي تبيض .
والهدف مما يريده الاسد ان يعم الامان وتعم الطمأنينة بين ارجاء المملكة عسى ان يهدأ بال البهائم وتعيش فيما بينها على الرحب والسعة وبكل هدوء دونما اعتداء من احد على احد،وبالتالي تتعايش الوحوش والكواسر والجوارح والقوارض وبقية قاطني مملكته لربما تحولت تلك المملكة الى محمية سعيدة لا يضرب بعضهم رقاب بعض،بعدما هلكت كثيرا منهم بسبب التحارب والتقاتل على مدى عقود كثيرة مرت من الزمن.
وبعد ان تشاور جلالته مع زعماء الدواب والبهائم من ذئبيات ونوارس وسنوريات وبقية زعماء اكلة النباتات واخرين من اكلة اللحوم، ارتضت كل الدواب ان تعيش ضمن موثقا تعهده زعمائهم امام الملك،واجتمعوا فاقسموا يمين الولاء لمحميتهم الجديدة كي يعيشوا ومن بعدهم ابناؤهم ومن ثم احفادهم برخاء وسخاء دونما اي يصب على احد اي منهم على الاخر اي اعتداء.
تراءى هذا الكلام وهذا الميثاق الى مسامع جماعة البط والوز والبجع وبقية اللقالق و الفقمات والبطريق والحيتان والتماسيح ،ولم يكن ليعجبهم ما حصل في المملكة ، ظنا منهم ان تلك المواثيق تستثنيهم او ربما تهدف الى النيل منهم والتسلط بالكيد عليهم دوما ، والغاء فصيلتهم او اقصائهم وانهاء دورهم وصولا الى القضاء عليهم. فاتفقوا ان يذهب امراؤهم لمقابلة ملك الغابة، وتوسطوا اللبوة الحنونة ، مليكة الملك وسيدة المملكة ، لاخد موعد للقاء لهم مع جلالته والتباحث بامرهم والاستفسار عما حصل بالمملكة في ظل عدم مشورتهم واستبعادهم عن ذلك العهد والميثاق .
و بعد مباحثات ومشاورات ونقاشات ، وزمجرات وهمهمات، لم يتوصل الاسد مع هؤلاء الى اي صيغة يتعايشون فيها مع بقية الدواب والبهائم ، وفيما النقاشات والمباحثات قائمة واذ بأفعى تهمهم من بعيد وترفع رأسها تارة وذيلها تارات اخرى وكأنها تبشر بهلال العيد. وطلبت الاذن على عجالة للدخول وسمح لها الاسد وقربها من مجلسه ليعرف ماذا تريد او ماذا يمكن ان تأتيه من مقترح لتخلصه من مأزقه.
هاتي ما عندك يا افعى، واتحفينا بما خفي من بشائر عندك للصلحة...! أمرها الملك بذلك....! فاجابت قائلة:فليسمح جلالتك لهؤلاء القوم ان يبنوا صرحا على الماء بوسط مملكتك او جانبا منها ويعيشون فيه ، ويكونون طبعا تحت حمايتك ورعايتك ، وان تكون انت الملك وبالتالي يبقى الكل تحت رايتكم،فهم الابناء والعيال والرعية،ويدخلون بموثقك وعهدك "ويا دار ما دخلك شر" .
فزمجر الملك راعدا بصوته منزعجا بحركاته وغير مرتاح بمقترح الافعى ، ولكن لا خيار لديه ولا مقترح يخلصه من مأزقه الأعشى،ولا من دعائم تخفف عنه ضغوطات القوم المحتجين....واذ به يستأنس برأي اللبؤة ويسألها على انفراد عن الحل وتهمس له : جلالتك يا سيدي ابقي الامر كما هو وليتناحر الذين وافقوا على العيش سويا مع هؤلاء القوم المحتجون والمعترضون...وبالتالي انت الزعيم ولا زعيم غيرك والأمر هو أمرك....!!!!....واثنى النمور والفهود والضباع ووحيدو القرن والخيول على رأي اللبوة واعتبروه رأيا سديدا، وبقي الأمر كما هو عليه.....!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت