بعد أن أطلقت نداءً عاجلًا لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، وتركَ خلفه عشرات الآلاف من الضحايا، بدأت مؤسسة الخير تنفيذ المرحلة الثانية من التدخلِ العاجل "مرحلة الإيواء".
وتعتبر مؤسسة الخير واحدة من أوائل المؤسسات التي بدأت بتنفيذ مشاريع الإيواء، بهدف توفير بيئة مؤقتة مناسبة للمتضررين من الزلزال، وذلك من خلال إنشاء خيام آمنة ومجهزة بالمفروشات المناسبة، ووسائل التدفئة اللازمة، بالإضافة لتزويد العائلات بالمواد الغذائية الكافية.
وتنعقد خلية الأزمة التي شكلتها الخير بشكل دائم مع الشركاء الدوليين لبحث و توفير الدعم اللازم للمتضررين من الزلزال المدمر في الداخل السوري والجنوب التركي، حيث بدأت الإجراءات للحصول على قطعة أرض لإنشاء المخيم الأول، كما ستقوم الخير بإنشاء مخيمات أخرى حسب الحاجة.
ومن جانبٍ آخر يعمل فريق من المهندسين على تنفيذ الإجراءات الخاصة ببناء مرافق صحية ضمن المعايير اللازمة لتوفير بيئة صحية وآمنة للمتضررين داخل مراكز الإيواء المقرر إنشائها.
و يستهدف المشروع بشكل أولي إيواء مئات الأسر المتضررة، و توزيع الآلاف من المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى التحضير لاستقبال العديد من قوافل المساعدات بالتعاون مع الشركاء.
ويعد هذا الزلزال واحدًا من أسوأ الزلازل التي تضرب تركيا و سوريا منذ عقود، كما تعتبر المناطق في شمال غرب سوريا على وجه الخصوص معرضة للخطر بشكل خاص بعد أن تدمرت بها البنية التحتية الحيوية بفعل سنوات من العنف والأزمة الإنسانية، تركت ملايين الأفراد بلا مأوى وبفقر شديد.
و أكدت آخر الإحصائيات الرسمية على ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمّر إلى 37000 ضحية في سوريا وتركيا، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المتضررين من الزلزال المدمّر بلغ نحو 26 مليون شخص، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سوريا، هم بحاجة ماسة إلى المساعدة للاستجابة للاحتياجات المستمرة والفورية في مجالات الغذاء والدواء و الإيواء، في ظل تحذيرات أممية من إمكانية انتشار بعض الأوبئة في الأماكن المتضررة لاسيما الكوليرا.