اسرائيل نحو التطرف ونتنياهو دمر عملية السلام

بقلم: طلال الشريف

طلال الشريف.jpg
  • د. طلال الشريف

 نتنياهو استحوذ ما مجموعه 12 عام في رئاسة حكومة اسرائيل ضاعف خلالها أضعافا مضاعفة موجات الاستيطان ومصادرة للأرض الفلسطينية، ومارست حكوماته المتعاقبة أشرس أساليب القمع والقتل للفلسطينيين، وها هو يبدأ فترة 4 سنوات جديدة أيضا، إذا لم تسقط حكومته الحالية الأكثر تطرفا في تاريخ الصراع لأي ظرف قادم ..

أي أن نتنياهو هو من دمر عملية السلام وأعاد الصراع العنيف للقضية الفلسطينية وهو الذي يتحمل مسؤولية تأزيم المنطقة وقد يعيدها للحروب بين الدول من جديد بعد أن كان هناك فرصة ولو ضعيفة لحل الصراع فأفسدها ..

 أي أن رجلا متطرفا واحدا يطيح بمصير المنطقة إذا أعطي فرصة للحكم ودفع مجتمعه نحو الثقافة المتطرفة التي تعم المجتمع الاسرائيلي الإن.

 برنامج الحكومة الآنية لنتنياهو كما هو سابقا وزاد عليه عدد وزراء اكثر تطرفا منه، حيث عزز نتنياهو "فكرة" رفض الدولة الفلسطينية وعدم تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم منذ توليه أول رئاسة وزراء وهو من أوصل الحالة الشرق أوسطية لما هي عليه االيوم.

بدا واضحا بعد طول مدة حكم نتنياهو أن الصراع هو على كل فلسطين وعززت الكنيسيت ذلك بقانون الدولة اليهودية أيضا بأن كل أرض فلسطين العربية التاريخية هي اسرائيل، ولذلك سعى ويسعى نتنياهو جاهدا للتطبيع مع الدول العربية وعليه مازالت حكومات اسرائيل المتعاقبة تؤكد في سياساتها الاستيلاء على الارض وطرد الشعب الفلسطيني خارج حدود من الدولة ...

نتنياهو غير ثقافة المجتمع الإسرائبلي نحو التطرف ورفض السلام وعدم الاعتراف بالفلسطينيين ومنع إقامة دولتهم على الأرض المحتلة في العام 1967 والتي ما انفكت الحكومات الأمريكية المتعاقبة ترفع شعارها الفالسو بحل الدولتين التي بدأها جورج بوش الإبن ومنع نتنياهو قيامها حتى الآن بسبب قناعاته وأفكاره وسياساته، والآن أصبحت اسرائيل بغالبيتها العظمى ترفض قيام دولة فلسطين، أي لا حل دولة واحدة ولا حل دولتين، ما يعني أنها ترفض السلام وترفض حتى اعتراف الفلسطينيين بها ولا تريده وتريد اعتراف العرب.

هذا ما وصل إليه المجتمع والقيادات الاسرائيلية المتعاقبة، فلماذا يتمسك الفلسطينيون بمقولة حل الدولتين ويعترفون بدولة اسرائيل بعد رفض اسرائيل نظريا وعمليا هذا الاعتراف بالمعنى الاستحقاقي المقابل ودمرت كل محاولات السلام وآخرها اوسلو ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت