- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
معروف ان اباءنا واجدادنا من فلاحين واصحاب اراضي كانوا يحرثون الارض من خلال الثيران او العجول او بالاحصنة او البغال ، في بعض القرى والارياف ، و التي كانت عندهم او يستعيرونها او لربما يستاجرونها من جيرانهم او اهل ضيعتهم ، ويضعون عليها النير المخصص للحراثة وبالتالي لا يمكن ان يستعملوا غير هذه الانواع من البهائم والدواب من اجل حراثة اراضيهم وزراعتها بشتى انواع الحبوب والنباتات ، اي لم نر(ى) ولم نسمع ان ارضا زرعها اصحابها او المستفيدون منها باستعمال نعامة او زرافة او غزالة او بطة او وزة ، ولا حتى خروفا او تيسا او كلبا لفلاحتها قبل زراعتها، وبالتالي فان اجدادنا على بساطتهم كانت لديهم ثقافة ووعي مميزين ،باستخدام الدابة المناسبة لعملها المناسب ، فلا يمكن ان يستعملوا الدابة الا بمكانها الصحيح ولا يضعون البذور عشوائيا في التربة الا بفصولها المعتادة وايضا فانهم لا يستعملون البهائم الا للأساليب المعيشية وللأهداف الحياتية وذلك حسب رؤيتهم لزراعة الارض بالخيرات التي تتناسب مع البيئة والزمان ، وكي يكون الحصاد ذا اغلال كبيرة، ويتفننون بتشكيل الزراعات الموسمية المتعددة الفوائد لكنها تكون حسب موسم الزراعة المناسب بالفصل الطبيعي للحياة.
ولم يكن فدان الفلاحة(ثورا الحراثة)، الا نتاج تراث متتابع من الاجداد للاحفاد ، وهلم جرى ، حتى جاءت التقنيات واستبدلت الدواب المخصصة للحراثة بجرارات زراعية تطورت الى اكثر من نوع ومن هيكل ، وبالتالي تم تخصيص نوعيات عديدة من الالات والجرارات الزراعية للحراثة والزراعة ولتخصيب المنتوج والاستفادة منه اكثر وليعود بالانتاج المضاعف كثيرا حين الحصاد ، وهذا يدفعنا للتفكير مليا وعن كثب وللتساؤل ما الهدف من وضع العربة امام اي حصان حين المسير ، بل ما الهدف من استعمال بطة عرجاء او وزة حولاء او حتى بجعة صماء بكماء او حميرا جرباء في مكان نجد فيه الكثير من النوارس والنسور والصقور و البواشق وطيور الفينيق والاحصنة المسومة جاهزة كي تأخذ مبادرة التحسين والتطوير والتغيير.....والبدء بالنفير....ام ان العادة جرت باستبدال الوردة بقردة.......فقبلتموها........؟؟!!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت