- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
تطالعنا بين الحين والآخر الابواق الرخيصة...ربما مأجورة وربما مملوكة....وهذه الابواب لا تقل خطورة عن البنادق المآجورة التي كانت تغتال خيرة مناضلينا وكوادرنا العاملة في لبنان وغير لبنان، ولا اريد ان ادخل بالاسماء المأجورة التي تطاولت على مناضلي الثورة الفلسطينية وعلى المقاومتين الفلسطينية واللبنانية لان القافلة تسير والكلاب اوفى من ان نصف المأجورين بهم كي لا نظلم الكلاب التي تتصف بالوفاء ، ولكن للاسف بعض انواع الكلاب تنبح....ودورها فقط النباح...اما وفاء ألكلاب فهي صفة لا يتمتع بها العملاء ولا الخونة ولا المأجورين...وقلما او حتى نادرا ما يتمتع بها بعض ضعاف النفوس..ولا يتمتع بتلك الصفة الا الاوفياء حقا....
اما الذين ينبحون فانهم في داخلهم يكابدون من اجل ان يصلوا على ظهر القضايا الوطنية العريقة والرفيعة المستوى ولكنهم يبقون دون المستوى المنخفض جدا من الدنية والوضاعة والخذلان.
والذين (واللواتي ) يتبجحون بالتبرعات ويتباكون عما صرف من اموال ، من اجل القضية الفلسطينية ، فلا يحق لهم التعرض لا للقضية ولا لمناضليها الاشاوس ، ولا يحق لهم ايضا التحدث باسم اي عربي متبرع لان تبرعات الاشقاء العرب هي طوعية على المستوى الفردي والجماعي، ايضا على المستويين الرسمي والشعبي...ولا يمكن ان تكون هناك مقارنة عادلة ولا شاملة بما قدمته من تضحيات كل شرائح الشعب العربي الفلسطيني ومعهم كل الاشقاء العرب واحرار العالم ...من الجزائر الى مصر مرورا باليمن وسوريا ولبنان والاردن والعراق...وبقية الدول العربية والاسلامية الشقيقة ومعهم الدول الصديقة من جنوب افريقيا وشمالها الى شرق و غرب اوروبا و امريكا اللاتينية ولا نستثني الجاليات العربية والاسلامية في اميركا الشمالية وكندا ايضا، ...الى اخر عناقيد الدول الصديقة والداعمة لقضيتنا الفلسطينية ،تلك الدول التي لم و لن تندم على ما قدمته من اجل قضيتنا العادلة حتى لو تبجح اي خسيس هنا او نهقت فاجرة هنا او نعقت حقيرة هناك...ولا ننسى كيف ان صغيرة وضيعة ،تدعي انها اعلامية، في يوم ما قد اوقفها عند حدها جنرال فلسطين والعرب الاخ الشهيد ياسر عرفات حينما حاولت الادعاء والاتهام بادخالنا بآتون لبنان وحربه المقيتة...وقطع الاتصال معها لوضاعتها وانعدام مهنيتها...
هنا ، من الاهمية بمكان ان نقف ونفكر جميعنا ، وان نعمل الصح ، من فلسطينيين وعرب ، كي يكون دورنا الاعلامي ليس الرد على الكذابين والمنافقين والوشاة والمغرضين الحاقدين ، وهذا جزء قليل من عملنا وواجبنا تجاه قضيتنا وقيادتنا التاريخية ، بل ان يكون دورنا المهم والعميق باثبات وتوضيح انه بالاضافة لجماهيرنا الفلسطينية فان الاشقاء العرب واحرار العالم حملوا قضيتنا الفلسطينية في قلوبهم قبل عقولهم،و ضحوا بالانفس والارواح وبكل ثمين من اجل ان تكون قضية فلسطين اولى اولوياتهم حتى تحريرها وعودة اهلها الى ديارهم وكنس الاحتلال عنها وعن مقدساتها المسيحية والاسلامية، و ستكون كل نباحات النابحين غبارا فاسدا تكنسه رياح عواصف الشعوب العربية التي دوما تقف مع فلسطين ، قضية العرب المركزية وتتصدى للمارقين .
ونحن واثقون جميعا ان من قدم قرشا من اجل فلسطين لا يحتاج شكرا ولا جزاءا ، ولا يحتاج تنويها ولا تعظيما، لانه قدم واجبا او اقل من واجب تجاه القضية واهلها، ونقول للعالم اجمع عاشت فلسطين حرة عربية وليخسأ الخاسئون ، افرادا كانوا او مسؤولين او رجال دين منافقين وفاسقين....
و في هذه الاوقات العصيبة ، وفي هذه الايام تحديدا التي تتدفق فيها شلالات الدم الفلسطيني يوميا في نابلس وجنين وطولكرم والخليل والقدس ، وبقية معمورة وطننا المبارك ، لن ننسى تضحيات محمد زغيب ورفاقه ولا جول جمال ولا كمال ناصر ورفاقه ، ولا الجورجيين الثلاثة حاوي وحبش و عبد الله ، ولا الطيارين العراقيين الفدائيين الذين اقتحموا الاجواء الفلسطينية للذود عن العروبة وعن الاوطان ، ولا المناضلين الاحرار الجزائريين والمغاربة المغاوير الذين غيروا مسار الحرب نحو النصر في العام ١٩٧٣، ولا مئات الاف شهداء فلسطين ، من فلسطينيين وعرب ، الذين قدموا ارواحهم قربانا على درب جلجلة المسيح عليه السلام ، وعلى مذبح الحرية والاستقلال. ايضا لا يمكن ان ننسى اقلام ماجد ابو شرار وعصام السرطاوي وغسان كنفاني ومحمود درويش ، ولن ننسى ريشة اسماعيل شموط و ناجي العلي وتمام الأكحل شموط الثائرة من يافا، والتي تقاتل بالريشة والألوان، والتي رسمت الفدائي، وجسدت صمود المخيمات في لوحاتها، ولا مبضع ثابت ثابت ولا ابرة سهام علي الدباغ (أم عماد) رئيسة جمعية التراث الفلسطيني في الأردن ، كما لا ننسى فنان فلسطين الاول غسان مطر ، وهو الممثل الفلسطيني،الذي عاش في مخيم البداوي الواقع شمال لبنان وعمل في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، وعمل في أفلام تعبر عن الكفاح القلسطيني من اجل فلسطين القضية والشعب والوطن، وخسر والدته و زوجته وولده ، باغتيالهم ، تضحية وفداء" لفلسطين ....حتى أن الرئيس محمود عباس منحه لقب "فنان الشعب الفلسطيني"، وقال غسان مطر تعليقاً على الموضوع حينها: "أنا فنان الشعب الفلسطيني دي أهم من أي جايزة تبقى فنان شعب عظيم زي ده".....وهو صاحب المقولة الشهيرة ...اعمل الصح....والتي كان قد قالها ، بنبرة صوته الغليط ، بفيلمه الشهير لا تراجع ولا استسلام...
مع هؤلاء جميعا كل الصحفيين والاعلاميين والكتاب والادباء العرب واحرار العالم ،اولئك الذين اوصلوا القضية الفلسطينية الى اعلى المنابر وابعد الاماكن وارفع المستويات،وهم بالعشرات لا تتسع الموسوعات لاسمائهم وانشطتهم ومقالاتهم ودراساتهم وابحاثهم عن فلسطين،الشهداء منهم والاحياء...اما الابواق المأجورة والمملوكة فإن لها مزابل التاريخ تلمها لما وتضمها ضما.....!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت