- كتب/ أسامة فلفل
الأندية الرياضية هي الخلية واللبنة الأساسية في التكوين والبناء الرياضي، والبوصلة التي توجه شراع سفينة الحركة الرياضية، وهي العنوان الزماني والمكاني للرياضة والرافد الأساسي لمنظومة الهيئات الخاصة، وشجرة البقاء التي نستظل بها في المحطات التاريخية وديمومة الحراك الوطني، ومصدر ومورد للتنمية المستدامة.
والمتتبع لدور هذه المؤسسات الرياضية منذ ابان عهد الألوية الفلسطينية وحكومة الانتداب البريطاني مرورا بكل الحقب الزمنية يعرف كم هو الدور الوطني والرياضي والثقافي الذي كان ولازال عنوانه الأندية الرياضية.
نحن ندرك أن هذه المؤسسات هي بمثابة المدرسة التي تخرج منها عمالقة الإبداع الفلسطيني بكل المراحل، حيث رسخت منهجية رياضية وطنية عبر كل المراحل والمحطات، وساهمت في تعزيز الهوية الثقافية والرياضية والمجتمعية والمحافظة على المكتسبات والإنجازات.
اليوم نتحدث عن زميل مناضل صقلته التجربة النضالية والرياضية (فتحي عفانة)، الذي تمترس في خندق الصمود والبقاء في السنوات العجاف وكان يشكل أيقونة استقرار وثبات هذه المؤسسات المنتشرة على امتداد حدود الوطن تؤدي دورها بثبات وإيمان وثقة وقدره على بلوغ الأهداف والغايات وتحقيق الحلم الفلسطيني.
كان أبا مروان ضابط إيقاع حالة الاستقرار بالأندية الرياضية ولاسيما خلال الانتخابات التي كانت تقام في أجواء ديمقراطية تعبر عن حالة الوعي الرياضي والوطني، كان حريصا كل الحرص على وحدة وسلامة وقوة هذه المؤسسات لمعرفته بالدور المهم الذي تقوم به لخدمة مشروعنا الرياضي والوطني والمحافظة على سلامة استمرارية الحراك الرياضي والثقافي والمجتمعي.
كان فتحي عفانة صمام أمان رابطة الأندية الرياضية والداعم لبرامجها وأنشطتها المختلفة من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كانت رابطة الأندية الرياضية تمثل الممثل الشرعي الوحيد للحركة الرياضية الفلسطينية، وكذلك تمويل الأندية الرياضية ولم يتوقف نشاطه عند هذا الحد بل ظل على مسافة واحدة مع نبض الحركة الرياضية حتى الوصول لتأسيس وزارة الشباب والرياضية.
الزميل أبو مروان أطال الله بعمره وعافيه كان من الرجال الذين قدموا وبلغت تضحياتهم الكبيرة قمم البطولة في الزمن والوقت الصعب، وهو من القيادات والعناصر الأساسية في التكوين والتأسيس الأول لوزارة الشباب والرياضة الفلسطينية، حيث شغل منصب مدير دائرة الأندية حتى وصوله لسن العطاء.
كان من الشخصيات القيادية التي تعرف حدود مسؤولياتها الوطنية، صاحب رؤية ويمتلك قدرات طيبة بمجال الإدارة الرياضية وحسن التعامل مع المؤسسات بذكاء وفطنة، حرص على إعلاء اسم وزارة الشباب والرياضة ووقف بمحطات عديدة من أجل تثبيت أركانها واستمرارية نشاطها.
كان الجميع من أطياف الحركة الرياضية يصغون لتوجهاته ونصحه وإرشاداته كمرجعية رياضية ووطنية للأندية الرياضية، إنجازاته وبصماته لا يمكن أن تعد أو تحصى في كل المواقع التي عمل كقائد وموجه فيها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت