- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الاعلامي د. رضوان عبدالله
كان هناك صاحب دكان،وهبه اياه مساعد وزير بسبب علاقته الحميمية مع عائلته، وصودف ان رغب هذا "الدكانجي" ان يطور تلك الدكان، ويزيد من موجوداتها ويحسن من مدخوله ومن موقعه التجاري بالحي وبالسوق معا، وطمعا بأن يتحول الدكان الى سوبر ماركت،وما ادراك ما سوبر ماركت حيث التنوع بالموجودات وكثرة البيع والانتاج والمدخول، فما كان منه الا ان سرق أول مرة بعض الخضار والفواكه النادرة من حديقة مجاورة كي يبيعها بسعر وسطي وينتفع بمردوداتها، ومن ثم سرق في المرة الثانية بعض اللحوم من ملحمة مجاورة ليبيعها "مثلجة" كانها مستوردة من الخارج ويستفيد بسعرها وبمردودات بيعها ويزيد من ارباحه وتطوير دكانه.
حاول في المرة الثالثة ان يسرق من المسمكة بعض الانواع البحرية المرغوبة من عامة الناس وفعلا نجح في هذه المرة ايضا، وجاء بالاسماك المسروقة من قبله ووضعها في ثلاجة كان قد حصل عليها سرقة من احدى الحارات البعيدة عن مكانه كي لا يتنبه له احد ، ووضع تلك الاسماك في تلك الثلاثة كي يبيعهم على فترات ويستفيد من ثمنهم ويطور من مكانته في الحي ويستجلب زبائن اكثر .
طمع صاحبنا وحاول ان يسرق بضعا من الدجاج ومنتوجاتها ليضيفها الى بقية امور دكانه من معجنات وكعك وخبز متنوع، و خضار وفواكه ، وما الى هنالك من البقالة والسمانة والسكاكر والالبان والاجبان.
فعلا نجح هذه المرة كما نجح في سابقاتها وعمل على ترتيب دكانه وتطويرها اكثر فاكثر،وتنويع مبيعاته.
ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة كما يقول المثل،فظن صاحبنا انه لا بد من ان يستجلب زبائن اكثر ويستفيد ماليا ومعنويا اكثر، ويعمل مفاجأة الموسم لزبائنه الذين تضاعفت اعدادهم،فما كان منه بعد ان وسوست له نفسه الا ان يفكر في سرقة محل صياغة الذهب والفضة الخاص بقريب الوزير الذي دعمه بانشاء الدكان،ولم يراع(ي ) خصوصية العلاقة معه،بل ولم يتنبه الى انه لا توجد هناك جريمة كاملة حتى لو لم تلاحقه القوانين او تمسكه الشرطة البلدية او لم يشتك(ي) عليه احد او يظن فيه وبلصوصيته، فمر مرتين او اكثر من امام البوابة الحديدة لمحل الذهب مستطلعا المكان والمحل وبوابته الحديدبة،حيث كانت مقفلة تماما ولن يستطيع الدخول لا من البوابة ولا يوجد مدخل او مكان اخر لينفذ فعلته الشنيعة.
خطر على باله خلع تلك البوابة ،ويبدو ان لذة الحرام قد ترسخت في قلبه فلم يعد يفكر بعواقب الامور،وفي اليوم التالي ذهب الى محل خرضوات واشترى بعض العدة كي يستخدمها لخلع البوابة ويسطو على ما يستطيع ان يسطو به ويأخذه معه.
وجاء ب(خلاعة) الابواب كي يجرب ان يفتح الغال والسكرة الاخرة للبوابة وبقية الامور التي استخدمها صاحب محل الصياغة ليؤمن على محله حين اغلاقه.
وعند منتصف الليل تقريبا جاء خلسة دونما ان ينتبه اليه احد حيث تقل وتندر حركة المرور في ذلك الوقت وفي تلك المنطقة من السوق . فعلا بعد محاولة جهيدة نجح هذا اللص السهيان في خلع الباب بروية، وفوجيء ان بداخل المحل بابا زجاجيا لواجهة المحل ، وخلعها يتطلب الكسر مما سيحدث صوتا وينبه الى ذلك اي شخص قريب منه،مما لا تحمد عقباه.
وحاول مرارا ان يفتح الباب الزجاجي دونما يضطر الى الخلع فلم يقدر،وبينما هو كذلك واذ بفخ حديدي يسقط من فوق رأسه ويعلق به مكبلا به من رأسه حتى اخمص قدميه بسلاسل حديدية غلته واحكمت الطباق عليه ،ذلك الفخ كان قد وضعه صاحب المحل ويعمل على توقيته بطريقة ان تجعل من اي حرامي بعد وقت قصير من فتح الباب الرئيسي يقع في فكي كماشة،ويصدر صوتا مرعبا يصل الى اواخر الحارة حيث موقع الشرطة.....لم يستطع الهرب...امسك حرامي......!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت