ترأس البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، أمس السبت شعائر تقديس الزيت الذي سيُستخدم في مباركة ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، في السادس من شهر أيار القادم. وتبع بطريرك القدس في شعائر منفصلة، المطران حسام ناعوم، رئيس أساقفة الكنيسة الانجيلية في القدس، وجرت هذه الشعائر بحضور لفيف من المطارنة والارشمنديتيين والكهنة حيث أقيمت في كنيسة القيامة.
وعلق رئيس أساقفة كانتربيري وكبير أساقفة انجلترا، جاستن ويلبي، على هذا الحدث قائلاً في تصريح صحفي بهذه المناسبة: "يشرفني أن غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث والمطران حسام نعوم قد قدسا الزيت الذي سيستخدم في مباركة جلالة الملك. وأود أن أشكر غبطته بشكل خاص على توفير زيت المباركة هذا، والذي يعكس ارتباط جذور العائلة الملكية بالأرض المقدسة واهتمام جلالة الملك تشارلز الثالث الكبير بشعبها. كما يسعدني أن رئيس الأساقفة الإنجيلي في القدس قام ايضاً بعملية تقديس الزيت". مضيفاً أنه "منذ أن بدأ شخصياً بالتخطيط لمباركة جلالته، كان يرغب باستخدام زيت الزيتون من جبل الزيتون بالقدس بحيث يوضح هذا الأمر الرابط التاريخي العميق بين التقديس والكتاب المقدس والأرض المقدسة"، لافتاً الى أنه منذ عصور الملوك القدماء وحتى يومنا هذا، كان الملوك يتباركون بالزيت من هذا المكان المقدس". واختتم رئيس الأساقفة ويلبي بيانه بالقول: "بينما نستعد لمباركة جلالة الملك والملكة، أدعو الله أن يرشدهما ويقويهما بالروح القدس".
ومن الجدير ذكره أنه تم إنتاج الزيت الذي سيُستخدم لمباركة ملك وملكة بريطانيا باستخدام زيتون من بساتين واقعة في أماكن مقدسة على جبل الزيتون بالقدس، وهما بستان دير مريم المجدلية وبستان دير الصعود. ودير مريم المجدلية هو مكان دفن جدة الملك، أميرة اليونان أليس. وقد تم عصر الزيتون بالقرب من مكان مولد السيد المسيح في مدينة بيت لحم، وتم تعطيره بالمواد الأساسية من زيوت السمسم والورد والياسمين والقرفة وزهر البرتقال والجاوي والعنبر. ويعتمد زيت المباركة هذا على الزيت الذي استخدم لمباركة المرحومة الملكة إليزابيث الثانية، وهو نفسه الذي يتم استخدام مركباته منذ مئات السنين.