- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
... أما وقد قلت الجزء الاول مما عندي ، ومشكورا لصبركم معي و طول بالكم ، فإنه حان الوقت لكي أكمل الجزء الاخر من الفكرة التي بدأت بها حول القدس و تحريرها . فكما تعلمون ، ان النبي سليمان هو نبي من انبياء الله عليهم السلام و نؤمن به كإيماننا بأي نبي آخر من خلال أركان الايمان التي نؤمن بها من خلال ديننا الحنيف ، واستشهد بالآية على لسان سليمان عليه السلام (انه من سليمان و انه بسم الله الرحمن الرحيم ) كي اذكّر فقط كل الذين يدعون العلم بما لم يعلموا و بما يدّعون انهم يعلموا أن سليمان عليه السلام كان قد توفي و لم يكن أحد بعلم مكانه لولا ان اهترأ عكازه الذي كان يتوكأ عليه وسقط على مقعده و علم الانس و الجن بموته عليه السلام حين سمعوا وقع سقوطه الشريف من على مقعده ، سليمان ذلك النبي العظيم الذي سخّر الله له الريح و كلّم الطير و مده الله بجندِ لم يمد احدا بها من قبل من الانبياء ولا من بعد ، و لم يكن سليمان عليه السلام بحاجة لا الى هيكل ولا الى هرم ولا الى صومعة ، ولا الى صرح ممرّد كالذي كان لبلقيس ملكة سبأ قبل ان تكون زوجته عليها السلام ، حتى ان دعوته كما باقي الانبياء كانت تدعو وتحثُّ الى الاسلام ( الا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) ، وهذه تكملة الاية الكريمة كما وردت في سورة النمل ، ولو كان سليمان قابعاً في هيكلٍ له ، كما يزعمون ، كان على الاقل قد جمع الحاشية والعشيرة و القبيلة و كل الحشم و الخدم و الحواريين كي يوصيهم بما سيكملوا به من بعده...إرضاءاً للرب الذي يضرب الخدود لطما على هيكله المهدّم ( عز وجل ونُزِّه عن ذلك ) ولكن كما يزعمون في توراتهم المكتوب بايديهم ، وذلك لا ينبغي لنبي طبعا الا ما أمر الله به .
و لأهمية شهادة علماء الاثار الاسرائيليين كي يكون قد (شهد شاهد من اهله) تبين لنا شهادة احدهم لنقول لكم انه قد شكك عالم الآثار الإسرائيلي "إسرائيل فلنكشتاين " من جامعة تل أبيب بوجود أية صلة لليهود بالقدس ، جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة "جيروساليم ريبورت " الإسرائيلية توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين ، الذي أكد لها أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وإنتصار يوسع بين نون على كنعان ، وقال فلنكشتاين " لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة ، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاسٍ " وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطاً بالقدس حسب معتقدات اليهود ، " ويقول إنه لا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له والذي سيأتي (الميا) من صلبه للإشراف على بناء الهيكل الثالث ، مؤكداً أن شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي .
كما يؤكد فلنكشتاين أن وجود باني الهيكل وهو سليمان ابن داوود شكوك فيه أيضاً ، حيث تقول التوراة إنه حكم إمبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الأيام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل .
وهناك ايضا الاستنتاجات الاسلامية و العربية المؤكدة :
1- إن أسفار موسى عليه السلام الخمسة المعتمدة من قبل فئات يهودية كثيرة ، وهذه الأسفار هي : التكوين ، الخروج ، اللاويين ( الأحبار ) ، العدد ، الإشتراع أو التثنية لا تأتي على ذكر القدس لا من قريب ولا من بعيد
2- فيما يتعلق بهيكل سليمان فقضيته أقرب إلى الأسطورة ، ويحاول الكيان الصهيوني الغاصب جاداً البحث عن أي أثر له ، ولكن دون جدوى . وعلى فرض وجوده فقد دمره الغزو البابلي عام / 587 / قبل الميلاد.
3- بالنسبة لآثار القدس المادية وغير المادية ، وسكانها وترابها وأراضيها تدلل على عروبة القدس وإسلاميتها ، وأين في مقابل هذا كله ما يمكن أن يشكل حجة أو دليلاً قادراً على المواجهة والمخاصمة المتكافئة ؟!
4- القدس مقدّسة في وعي المسلمين ، وتشكل عند المسلمين مهوىً تدعمه العقيدة والعبادة والتاريخ والطموحات المشروعة .فالله تعالى قال عنها: في كتابه العزيز ( سُبحانَ الذي أسرَى بعبده ليلاً منَ المسْجدِ الحَرامِ إلى المسْجدِ الأقصَى الذي باركْنا حولَه لنُريه مِنْ آياتنا إنَّه هو السَّميع البَصير ) . الإسراء / 1والرسول محمَّد صلّى الله عليه وسلّم قال عنها : ( لا تُشَدُّ الرِّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا ) . أخرجه البخاري في صحيحه .وقال عندما سألته ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، أفتنا عن بيت المقدس ، قال : ( نِعْمَ المصلّى ، هو أرض المحشر وأرض المنشر ، إيتوه فصلُّوا فيه ، فإن الصلاة فيه كألف صلاة ) . قالت ميمونة : بِأبي وأمي أنت ، ومن لم يُطِق أن يأتيه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( فليُهدِ إليه زيتاً يُسرَجُ فيه ، فإن من أهدى إليه كمن صلى فيه ) . أخرجه الإمام أحمد في المسند .والزيت هنا – في رأي الدكتور الشيخ محمود عكام – يمكن أن يتنزّل على البترول العربي والمسلم ، لأن البترول زيت ، وبالتالي فعلى بلاد البترول تخصيص جزء من عائدات البترول للمسجد الأقصى على سبيل الوجوب والإلزام ، يُصرَف هذا الجزء للتحرير والصيانة والرعاية والثقافة و..... و... ولأهلنا في القدس.
ونذكر الجميع هنا بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، ولعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم منَ البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ) . قالوا : يا رسول الله وأين هم ؟ قال صلى الله عليه وسلم :( في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) .أخرجه الإمام أحمد في المسند . وروي عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم:(تقبل رايات سود من خراسان، فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء .....) ، وايلياء كما تعلمون هي مدينة القدس.....الى ان نصل الى ان القمة العربية رقم 22 (قمة دعم صمود القدس ) وهي القمة بعدد الدول العربية بما فيها دولتنا المنشودة فلسطين ، و هذه القمة الرفيعة المستوى بالشرف الرفيع اسمها و المتعلق بالقدس ـ المباركة حولها بجوار سيكون له من العرب موعد آخر ـ رصدت 500 مليون دولار امريكي لدعم المدينة واهلها ، ( لا كثّر الله خيرهم ! لأن ديون زوجة أمير هو نائب وزير عربي واحد في فندق باريسي واحد حسب احد اعداد جريدة لبنانية غراء و بالتاريخ و المكان كان مجموعه 15 مليون دولار امريكي عدا ونقدا لم تتحمله سفارة تلك البلد ) ، وبالتالي ذلك يعني ان مبلغ الـ 500 مليون دولار لا يتجاوز قيمة ديون زوجات 22 نائب وزير لـ 22 دولة بفندق ونصف من فئة الخمسة نجوم ......يتبع الجزء الاخير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت