- بقلم:- سامي ابراهيم فودة
قال تعالى: “وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ” صدق الله العظيم
رحلة طويلة وشاقة من النضال محفوفة بكثير من المخاطر,خاضها جنرال الثورة الفلسطينية, رجل المهمات الصعبة والمواقف الرجولية الشجاعة, بدأت بقتال الاحتلال الإسرائيلي ثم المطاردة والعودة لأرض الوطن,عاش في زمن عمالقة الأسود لم يشوب مشوار حياته النضالي طريقاً للمهادنة والمساومة والانبطاح,زمنه زمن الثورة الفلسطينية العملاقة, زمنه زمن عمالقة رجال الفتح العاصفة,
فكان للقائد أبو عمار رحمه الله بمثابة ذراعه الفولاذي وعينه الساهرة وحسه الأمني وقلبه النابض بإحساس القائد وسنده الذي يرتكز ويرتكن عليه في كل شاردة وواردة وأياديه المتوضئة الطاهرة البيضاء التي لم تلوث من سرقة أموال الشهداء والأسرى والجرحى واليتامى من أبناء شعبنا, فإن السواد الأعظم من أبناء شعبنا يعي ويعرف ذلك, فكان من شدة أمانته وشفافيته وشرف نزاهته يطلقون عليه رجل المال والمالية.
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين الثورة الفلسطينية القائد الوطني الكبير المناضل الفتحاوي الأسير اللواء فؤاد الشوبكي "أبو حازم "رجل مقاتل من الرعيل الأول في صفوف الثورة الفلسطينية ومناضلاً ثائراً في حركة فتح مع بدايات انطلاقة المارد الاسمر, فهو رفيق الرئيس الراحل القائد الشهيد أبو عمار والمشهور بقضية تهريب سفينة "كارين إيه ويعد أكبر معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويُلقب بشيخ الأسرى.
ولد المناضل القائد الفتحاوي شيخ الأسرى القائد اللواء فؤاد حجازي محمد الشوبكي المكني " أبو حازم" في حي التفاح أحد أحياء غزة القديمة، بتاريخ 12 مارس 1940م ونشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة في حي الدرج شرق مدينة غزة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وتتكون أسرة الأسير أبو حازم من الوالدين الذين هم في ذمة الله وله من الإخوة ثلاثة بما فيهم الأسير أبو حازم وله من الأخوات أربعة،
متزوج من السيدة الفاضلة الحاجة دلال طاهر أحمد " الحلبي " الشوبكي " أم حازم " والتي وافتها المنية بتاريخ 10/1/2011م في إحدى مشافي الأردن إثر مرض عضال لم يمهلها طويلا وله من الأبناء شابين وأربع بنات أكبرهم حازم و9 أحفاد لا يعرف غالبيتهم, وأنهى دراسته في المرحلة الأساسية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة يافا الثانوية وتخرج من جامعة القاهرة مصر وحصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة . أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الخميس، عن الأسيرة ليان كايد،.
بحمد لله تم الإفراج ظهر يوم الاثنين الموافق 13/3/2023م عن شيخ الأسرى الفلسطينيين الأسير القائد اللواء فؤاد الشوبكي البالغ من العمر 83 عاما لإدانته بتهمة تهريب الاسلحة فقا لما أعلنته سلطات الاحتلال الصهيوني, بعد اعتقال دام 17 عاما وكان يقبع في سجن عسقلان عبر حاجز ترقوميا غرب الخليل واحتفاء بيوم تحر الأسير المحرر القائد اللواء فؤاد الشوبكي من غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي, فقد كان على رأس المستقبلين الأهل والأحبة والأصدقاء, كما تم استقباله بشكل رسمي من قبل السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.
وبهذا العرس الوطني لا يسعني في هذا المقام إلا أن نسلط الضوء على سيرة عطرة للأسير القائد المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي,
مقتطفات عابرة لأهم محطات مضيئة في حياة الثائر والمناضل القائد الفتحاوي/ أبو حازم الشوبكي
انضم المناضل القائد اللواء فؤاد الشوبكي إلى صفوف حركة "فتح" مع بداياتها وعمل ضمن مجموعاتها وبقي في قطاع غزة مطارداً حتي بعد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزه طاردته قوات الاحتلال وغادر الوطن هو وشقيقه هندي وشارك في كل معارك الثورة الفلسطينية في الاردن ولبنان وغادر إلى تونس وتنقل القائد الشوبكي أبو حازم ما بين الأردن، ولبنان، وسوريا وتونس برفقة الرئيس الراحل أبو عمار, وكان عضوا بالمجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الاعلى لثوره الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني. ومسؤول المالي في قوات الثورة الفلسطينية وحركة فتح وكان أحد المقربين من الرئيس الفلسطيني الشهيد القائد ابو عمار في حياته العملية والمهنية،
عاد الى الوطن من اليمن فقد كان ضمن قوات المؤخرة ليتولى مسؤولية الإدارة المالية العسكرية في السلطة الفلسطينية عام 1995 وشغل منصب المستشار المالي السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويحمل رتبة لواء وعمل علي انشاء لجان الاصلاح وكان ديوانه احد بيوت الاصلاح لحل قضايا الدم في المجتمع الفلسطيني عيّن القائد اللواء الشوبكي أبو حازم في 12 أكتوبر 1997، رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية الاستهلاكية العامة في السلطة، ثم تسلم منصب المسؤول المالي السابق في جهاز الأمن العام الفلسطيني، شغل القائد اللواء الشوبكي "أبو حازم عدة مواقع، من بينها: رئيس الاتحاد الفلسطيني للفروسية، ورئيسًا لبلدية الزهراء، ورئيسًا فخريًا لناديي الزيتون الرياضي والتفاح الرياضي،
قام جيش الاحتلال الصهيوني في 3 كانون الثاني/ يناير 2002،بتنفيذ عملية بهدف إيقاف والسيطرة على سفينة "كارينA في البحر الأحمر"، وادّعت أن "السفينة تحمل معدّات عسكرية للفلسطينيين"، واتّهمت القائد اللواء الشوبكي "أبو حازم بالمسؤولية المباشرة واعتبرته العقل المُدبّر في تمويل وتهريب سفينة الأسلحة.
اختطفته قوّات الاحتلال الصهيوني القائد فؤاد الشوبكي بتاريخ 14 آذار/ مارس 2006، وحكمت محكمة الاحتلال الإسرائيلي حينها عليه بالسجن المؤبد 25 عاما, في حين قررت المحكمة العسكرية اعتقاله مدة 20عاما، تم تخفيفها في عام 2015 إلى 17 عاما بدلا من 20،
كان الأسير القائد أبو حازم من ضمن المعتقلين المراد الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار 1 (صفقة شاليط)، إلا أن سلطات الاحتلال الصهيوني رفض الافراج عنه بحجة تخوفها الشديد من تأثيره على من حوله في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
رشح نفسه داخل سجنه لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح ولكنه لم يفز وتم ترشيحه ضمن قائمة حركة فتح بالمجلس التشريعي الفلسطيني وحصل على اعلى الاصوات في قائمة الحركة عن دائرة غزه ولكنه لم يفز بتلك الانتخابات.
يُعاني الأسير الشوبكي أبو حازم من مرض سرطان البروستاتا، ومن مرض في عينيه ومعدته وفي القلب ومرض ارتفاع ضغط الدم إضافة إلى استئصال إحدى كليتيه.
المجد كل المجد للقائد الفتحاوي الجسور شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي "أبو حازم"....
والحرية كل الحرية لأسرانا المناضلين....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت