استنكر الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التي انكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، مؤكدًا ان فلسطين والفلسطينيين هم حقيقة تاريخية وإنسانية راسخة لا ينكرها إلا صنفان من الناس: الجهلة والأغبياء أو المكابرون الذين يريدون أن يصادروا التاريخ الحقيقي لصالح الخرافات والأكاذيب، متسائلا من أي الصنفين هو سموتريتش؟
وكان سموتريتش قد نفى أمس الأحد، وجود شعب فلسطيني، قائلا إنه "اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، وذلك بعد تصريحات دعا فيها إلى "محو" بلدة حوارة في نابلس.
وقال رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف -خلال مشاركته بأمسية بالعاصمة الفرنسية باريس- "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة". وفق ما أفادت به صحيفة "جيروزاليم بوست"
وقال الهباش في بيان صحفي ردًا على ذلك ان تصريحات سموتريتش تؤكد العقلية العنصرية الإرهابية التي تحرك هؤلاء الارهابيين الذين لا يعرفون الا لغة القتل والدمار والارهاب، حيث دعا سموتريتش الى محو قرية حوارة الفلسطينية، فهل هناك ارهاب وعنصرية اكثر من هذا؟
وأكد الهباش ان نصوص التوراة اليهودية المتداولة اليوم، والتي يدعي "سموتريتش" أنها كتابه المقدس، تقر بالفلسطينيين والكنعانيين الذين هم أصحاب البلاد الحقيقيون، وهذه البلاد تسميها تلك التوراة تارة أرض الفلسطينيين وتارة أرض الكنعانيين، فماذا يمكن ان يقول هذا المعتوه في نصوص سفر التكوين كما في الاصحاح الثاني عشر والاصحاح الحادي والعشرين والثاني والعشرين والثالث والعشرين وغيرها، والتي تعترف صراحة بأن هذه الأرض هي أرض كنعان وأرض الفلسطينيين، وليست أرض إسرائيل.
وأضاف قاضي القضاة أن المؤرخين الإسرائيليين أنفسهم مثل زئيف هيرتزوغ وشلومو ساند وإسرائيل فنكلشتاين، يقرون بحقيقة أن هذه الأرض ليست لهم، كما ان مائة عام من التنقيب والبحث الآثاري في كل أرض فلسطين لم تفلح في العثور على دليل واحد يثبت للمحتلين حقا في هذه الارض، لا بل اثبتت ان الحقيقة المتواصلة في هذه الارض هي الشعب الفلسطيني الذي عاش فيها منذ اجداده الكنعانيين قبل اكثر من خمسة الاف عام، وواصل العيش فيها دون انقطاع الى يومنا هذا.
وأشار الهباش أن هذه الارض لنا ورغم كل الكذب والزيف الذي اختلقه الاستعمار من أجل اغتصاب فلسطين لن يفلح في طمس الحقيقة، فالتاريخ الحقيقي ليس كاختلاق التاريخ، والحقيقة لا يهزمها الوهم والخرافة مهما طال الزمن، وسوف يزول هذا الاحتلال طال الزمان ام قصر، داعياً الى اعادة قراءة التاريخ وتعميم الرواية الفلسطينية حتى لا تبقى ساحة الوعي الانساني فريسة لرواية الاحتلال الاستعمارية المتسلحة بالخرافات والاساطير.