المحنة التي انتهت (NEO LEVR NEO LIVE)

بقلم: علي بدوان

مع البروفوسور جيو جي جين.jpg
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

أعواماً طويلة، تبدو الآن، وكأنها بدأت البارحة، والبارحة هو اليوم. مرت كمنامٍ مُثقلٍ بالألم والمرارة .... والأمل، عندما تَمزَّق  الكَبِدُ في جسدي الغض والطري، بفعل حادثٍ في إطار العمل الوطني (.....). ولا أود الإستفاضة بشأنه، فقد دونته بتفاصليه في السيرة الذاتية بنصوصها الكاملة.

تمزّقت كتلة الكبد الحيوية في أطرافها السفلي والقريبة من الخاصرةِ، لكن هذا الكَبِدَ لم يَمُت في جسدي الغض والطري، فبقيت فيه الحياة نابضة، تتحدى المصاعب، وبقيت ذاتي على أصالتها ووعيها وثقافتها الإنسانية، تلك الفلسفة الحياتية، الإنسانية الطاغية، التي اكتسبتها بالعلم والمعرفة والرقي، ومكنتني من شق الدروب الوعرة والقاسية في حياتي العامة، والمهنية على وجه الخصوص، وصولاً لخضوعي لعملية (OLT) في مشفى تيانجين المركزي الأول بجمهورية الصين الشعبية أوائل العام 2007.

هي الحال التي كانت، وبعد انتظارٍ خضعت لعملية (OLT) على يد الجراح العالمي البروفسور (جيو جي جين) وتحت إشراف ورعاية خاصة من قبل البروفسور والجنرال في جيش الشعب الصيني (زيانغ تشين) مدير مشفى تيانجين والأستاذ الأول في جراحات (OLT) في العالم. فخرجت بصحة وعافية، وأنطلقت من جديد في ولادة جديدة شاقاً دروبي في الحياة، بعد أن تهددني الموت، حتى لحظاتٍ حرجة.

لقد رنَّ جرس الإنذار الموجود في جيبي وأنا في ردهات المشفى المركزي الأول في تيانجين، كان عليَّ أن أستعد فوراً، نفسياً، وجسدياً، فالعمل الجراحي سيبدأ. وهكذا كان حيث "رن جرس الإنذار" الذي كنت أحمله في جيبي، كي اتحضّر وأتهيأ، بدأت عمليات تحضيري السريع للدخول لغرفة العمليات عبر مجموعةِ إجراءات أشرف عليها البروفسور (مامي) ومجموعة متكاملة من المُمرضات، فخضعت للعملية الجراحية المعقّدة، والتي استغرقت تقريباً ثمانية ساعات متواصلة، بعد أن كان مقرراً لها نظرياً أن تستمر ثلاثة عشر ساعة.

في هذه الأثناء وكل ما أذكره، أن أصوات الموسيقى الناعمة كانت تمليء غرفة العمليات، بل وطلب من طبيب التخدير أن اختار أي لون موسيقي أريده، وبدأ يحادثني ويلاطفني ومعه مجموعة من الممرضات بطريقة إنسانية وودية، بينما كان فريق العمل المتكامل يجري لي عملية تخدير، وبعدها فقدت الوعي وأصبحت في عالم أخر.

البروفسور (جيو) قال ... إنَّ انجاز العملية استغرق بحدود ثمانية ساعات، أي أقل من الوقت النظري المحدد لها وهو ثلاثة عشر ساعة. وقيل لي أنه في تلك اللحظة مع نجاح العملية المُعقّدة، وقف الأطباء والممرضين باندهاش، وبفرح شديد، وبعضهم ممن لم يكن يرتدي الكفوف الطبية صفق لدقائق فرحاً بنجاح العملية، إلا أن دخل البروفسور زيانغ تشن إلى غرفة العمليات وتأكد من نجاح مراحل العملية بشكلٍ تام، فأعطى توجيهه بإغلاق البطن.

مع البروفوسور جيو جي جين.jpg
الفريق الصيني.jpg
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت