- بقلم علي بدوان .... عضو اتحاد الكتاب العرب
كانوا ومازالوا في المقدمة، فلم يَبخل لاجىء فلسطين في سورية على تقديم كل مالديهم في اطلاق الشرارات الأولى للثورة والحركة الوطنية الفلسطينية المُعاصرة منذ السنوات الحالكة التي تلت النكبة الكبرى عام 1948. فكان مخيم اليرموك، وعموم المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية، الخزان البشري الذي لم ينضب ولن ينضب، لعموم الفصائل والقوى الفلسطينية، بكافة تلاوينها السياسية والأيديولوجية، والتي تجمعها مسألة وقضايا التحرر الوطني لقضية عادلة ونبيلة، وحق شعبنا بالعودة الى أرض وطنه التاريخي وفق الشرعية الدولية وقرارها الأممي 194.
نكبة لاجىء شعب فلسطين في سورية، النكبة الثانية بعد النكبة الكبرى الأولى... وقعت خلال الأحداث المأساوية التي عصفت بسورية، فكانت نكبة مريرة بكل قساوتها وتداعياتها، الحياتية والمعيشية، والوقائية ... على عموم الناس. وفي القلب على مخيم اليرموك الش...ه ...ي ...د، واهله وعموم مواطنية من سوريين وفلسطينيين، وهو التجمع الفلسطيني الأكبر في الشتات على الإطلاق.
مخيم اليرموك، مخيم القوافل الأولى ... من الش...ه ... د..ا...ء. من الجرحى ...
مخيم العودة الى الجليل، وعموم الساحل والمثلث والوسط، وكل بقعة من أرض وطننا التاريخي...
مخيم المفاتيح التي لن تصدأ بفعل عامل الزمن، ولن يستطيع احد سرقتها او السطو عليها ...
مخيم (الكواشين) التي مازالت محفوظة بيد اصحاب الأرض والوطن المُغتصب...
مخيم الحُلم الحق والعادل، والعيش تحت سماء فلسطين الحرة المزدهرة طال الزمن أم قصر...
مخيم الوعد الفلسطيني، الوعد الذي لن يخبو مهما تعاظمت المصاعب، وانتشر البلاء...
***
مطلوب مساهمة الجميع
إن محنة مخيم اليرموك، وعموم مخيمات شعبنا في سورية، وبالأخص مخيم حندرات، ومخيم درعا، ومخيم سبينة، ومخيم خان الشيح، ومخيمات الشمال التي ضربها الزلزال في النيرب بحلب، والرمل في اللاذقية، ومخيم العائدين في مدينة حماة... هذه المحن تدعو الجميع للإسهام في توجيه الدعم لعموم شعبنا هنا.
فإن انكسر اليرموك انكسر معه مخيم جباليا، وبكى له مخيم الوحدات، ومد له مخيم بلاطه يد العون، ومعه عين الحلوة... شعب جبار يتوحّد في المحن والمصائب...
وعليه انطلقت باستمرار اعمال رفد ودعم الناس باليرموك وغيره، من قبل هيئات ومؤسسات وطنية على راسها اضافة لوكالة (اونروا) كجهة دولية مسؤولة عن لاجىء فلسطين. ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بالدعم النقدي والعيني، وعموم الفصائل الفلسطينية وبتفاوت تبعا لإمكانيات كل طرف. وبالقيام باجراءات لها علاقة بترتيب اوضاع المخيم لجهة الأنقاض وازالتها وفتح الشوارع، وهي الآن بصدد توسيع العمل لتامين عودة اليرموك لما كان عليه.
المهم هنا، أن نوجه نداء لكل من باتوا من شعبنا في دول الإتحاد الأوربي، ضرورة تحرك وتنشيط عمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ذات الوجهة المستقلة، والموجودة في أكثر من مكان في عموم الدولة الأوربية وغيرها، فبعضها بادر وقدم واعطى، ومنها عدة قوافل خلال الفترات الماضية بترتيب وجهود من الأخ غازي ابو راشد. والجهات الإجتماعية في حركة ج اس.
قافلة المرحمة
وكان منها مؤخراً جهود الأخ أحمد فرحات (أبو صبحي)، الذي ادخل لمخيم اليرموك ولمخيمات الشمال كميات كبيرة من المساعدات العينية والمادية، وكان اخرها خلال الأيام الأولى من رمضان المبارك 2023، في اطار قافلة المرحمة، والتي تضمنت مشروع الطرود الغذائية، وغيرها من المساعدات وكان ابرزها : أولاً كراتين غذائية غنية بموجوداتها المتعددة من مختلف المواد. ثانياً كراسي طبية متحركة للمصابين والجرحى والعجز، وهي غالية الثمن ومكلفة. ثالثاً قرطاسية متعددة لتلاميذ مدرسة (اسد بن الفرات) والتي تم توزيع حصة منها لكل تلميذ دون استثناء. رابعاً ملابس اوربية شتوية جيدة نسبياً، وبمختلف القياسات. خامساً تبرعات مالية للحالات ذات العسر الشديد. وسادساً مواد لازمة للإنارة من بطاريات و (ليدات) وغيرها، وهي مكلفة ايضاً.. لكنها هامة في تأمين عودة الناس لليرموك، بنتظار الحلول الكاملة...
وعليه، نأمل كـــ (أشخاص) وكــ (شعب) هنا في اليرموك وغيره، أن تتضافر وأن تتكاتف جهود كل المؤسسات المجتمعية المدنية الفلسطينية اينما وجدت، وبعيداً عن أي انتماء، في عموم العالم لرفع مساهماتها، وتشكيل لجان خاصة لتأمين تدفق المساعدات، لأهاليهم وذويهم من الباقين في سورية على مقربة من ارض الوطن التاريخي، حاملين راية العودة التي لن تسقط ابداً ... ابداً.
وفي الملاحظات الختامية، نتمى من الجميع باليرموك، الإنتظام في تسلّم المساعدات، والحرص على
تجنب الفوضى، وسيادة الحنية على حالات العسر الشديد واعطائها أولوية، والقبول بمبدأ التوزيع المتوازن، وتأمين الحاجات الأساسية التي يُمكن تأمينها لمن عاد لليرموك مُقيماً في ظل الدمار الهائل بين المنازل، حيث تزداد كل يوم اعداد العائلات العائدة لليرموك بعد الإرتفاع الجنوني لبدلات الإيجار.
ونوجه الشكر لمن مد يداه البيضاء لخدمة شعبه، فذاكرة شعبنا تأبى النسيان، وكل من أعان شعبه، في ازماتٍ صعبة، لن يُنسى دوره الوطني، والأخلاقي، والشرعي، والإنساني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت