أحيا أهالي قطاع غزة، يوم الخميس، الذكرى 47 لـ"يوم الأرض "، الذي يوافق 30 مارس/ آذار من كل عام، عبر أنشطة نظمتها فصائل فلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وقرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي (تضم الفصائل باستثناء حركة فتح)، مهرجانا وطنيا إحياءً ليوم الأرض.
وشارك في المهرجان مئات المواطنين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب على بعضها "وطن واحد"، فيما تخلله عروض فنية.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز قرب حدود مدينة غزة، الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المهرجان.
و أصيب 5 مواطنين، ثلاثة منهم بالرصاص الحي، واثنان بقنابل الغاز، والمئات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال فعالية إحياء ذكرى يوم الأرض، شرق محافظة غزة.
وقالت مصادر محلية، إن جنود الاحتلال المتمركزين شرق القطاع أطلقوا الرصاص الحي والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين المشاركين في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض شرق منطقة ملكة شرق غزة، ما أدى لإصابة 5 مواطنين بالرصاص الحي وقنابل الغاز، نقلوا إثرها إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، فيما أصيب 100 آخرون بالاختناق.
وفي مؤتمر عُقد خلال المهرجان، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، في كلمة نيابة عن الفصائل المشاركة: "إن الوحدة الوطنية في ميدان المواجهة ضرورة في ظل المتغيرات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والعالم".
وأضاف: "يجب بناء مرجعية وطنية وصولا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، لتعود إلى دورها الذي انطلقت من أجله وهو العودة والتحرير ومقاتلة المحتل".
ومنذ صيف 2007، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس محمود عباس، ولم تفلح وساطات واتفاقات عديدة حتى الآن في تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية.
وجدد البطش تأكيد الفصائل على "أهمية المقاومة"، قائلا: "طريق التحرير يمر عبر فوهات البنادق ووحدة الخندق والبندقية".
وحذر من محاولات إسرائيلية لـ"شطب المدن الفلسطينية التاريخية في الداخل وخنقها والتضييق عليها".
كما شدد على رفض الفصائل "لكافة مخرجات العملية السياسية التي تنتزع الحق الفلسطيني".
وأشار إلى أن المصادقة الإسرائيلية على "تشكيل الحرس الوطني يستهدف بشكل أساسي الفلسطينيين وسيكون سيفا مسلطا على رقابهم ما يؤدي لسفك المزيد من الدماء البريئة سواء في الضفة أو الداخل أو القدس".
والإثنين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أعطى "الضوء الأخضر" لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لتشكيل "الحرس الوطني" من متطوعين وعناصر أمن وجنود سابقين لمواجهة الفلسطينيين.
بدوره، قال رئيس حزب "التجمع الوطني" سامي أبو شحادة، في كلمة مسجلة تم بثها خلال المهرجان: "تأتي هذه الذكرى وسط حكومة إسرائيلية يمينية خطيرة على مستقبل القضية".
وأضاف: "لكنها في نفس الوقت تعد فرصة مع الكثير من التحديات لإعادة العمل بشكل أقوى وأكبر لوضع القضية على جدول أعمال الساحة الدولية".
ودعا الفلسطينيين إلى "تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتوحد والالتفاف حول المطالب الوطنية ووضع استراتيجية وطنية للتقدم في القضية الفلسطينية".
وفي منطقة "جحر الديك" وسط قطاع غزة، نظمت وزارة الزراعة الفلسطينية (تديرها حركة حماس)، فعالية وطنية إحياءً لذكرى يوم الأرض، تخللها زراعة العشرات من أشجار الزيتون.
وقال المتحدث باسم الوزارة أدهم البسيوني لوكالة الأناضول: "هذه الفعالية تأتي في إطار إحياء يوم الأرض الخالد في نفوس الفلسطينيين ونقل المعرفة للأجيال بشأن التضحيات الذي بذلها الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات".
وأوضح أن هذه الذكرى تتزامن مع "زيادة وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأراضي والمزارعين الفلسطينيين".
وأشار إلى أن هذه الفعالية تم تنظيمها داخل أرض تعرضت في فترة سابقة للتجريف والتخريب الإسرائيلي.
ولفت إلى أن تشجير الأرض "يرسخ أسمى معاني ارتباط الفلسطينيين بأرضهم".
وشمالي القطاع، نظّمت وحدة الطفولة والطلائع التابعة للهيئة العامة للشباب والثقافة ، مهرجانا وطنيا بعنوان "متجذرون بأرضنا كأشجار الزيتون".
وشارك في المهرجان الذي أقيم في مدرسة "الأمير نايف بن عبد العزيز الأساسية للبنات" (شمال) عشرات الطالبات.
وتخلل المهرجان عروضا فنية ومسرحية تجسد حالة "نضال الشعب ضد الاحتلال"، كما أطلق المشاركون طائرات ورقية حملت ألوان العلم الفلسطيني وساهموا في زراعة عدد من الشتلات.
وقال رئيس الهيئة أحمد محيسن، في كلمة خلال مشاركته في المهرجان: "إن إحياء هذه الذكرى تؤكد على تجذر الشعب بأرض أجداده وتمسكه بحقوقه، رغم جرائم الاحتلال واعتداءاته المتواصلة ومحاولاته الممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية".
ودعا إلى "تكثيف الجهود لحماية الوعي الوطني وتعزيز حضور الرواية الفلسطينية في المحافل الدولية، وكشف الجرائم اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون".
وسنويا، يُحيى الفلسطينيون في 30 مارس/ آذار ذكرى "يوم الأرض"، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976 حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين داخل إسرائيل، مما فجّر احتجاجات خلفت قتلى وجرحى.