في الذكرى السنوية ليوم الأرض المجيد (30/3) من كل عام، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إن حقيقة المشروع الصهيوني تؤكد كل يوم أن الأرض هي موضوع الصراع التاريخي بين شعبنا وبين الغزو الصهيوني لبلادنا، عبر لجوء العصابات والميليشيات وقوات الاحتلال الإسرائيلية إلى كل أشكال القتل والإعدام والهدم والترحيل والتهجير بقوة الحديد والنار، في ظل استراتيجية همجية تقوم على التطهير العرقي والتمييز العنصري والتهجير الجماعي، لإبقاء الأرض «أرضاً بلا شعب»، كما تقول الدعايات الكاذبة للمشروع الصهيوني الدموي.
وقالت الجبهة الديمقراطية: لقد أثبتت تجارب شعبنا ونضالاته، أن ما سُلب من أرضه بالقوة، لن يُستعاد بغير القوة.
وقالت الجبهة الديمقراطية: هذا ما أثبتته تجارب «اتفاق أوسلو»، و«خطة خارطة الطريق»، و«اتفاق البحر الميت – جنيف»، و«مفاوضات أنابوليس» الفاشلة، ووعود بوش الابن، وباراك أوباما، ووعود الإدارة الأميركية الحالية بـ«حل الدولتين»، وبحل اقتصادي، ربطاً بما يسمى «أفق سياسي»، وأخيراً وليس آخراً، «مسار العقبة – شرم الشيخ».
وأضافت الجبهة الديمقراطية: بل والأخطر من هذا، إن مثل هذه المشاريع التفاوضية الهابطة والفاسدة، فضلاً عن أنها لم تقدم لشعبنا مكسباً واحداً، فقد وفرت، بالمقابل، غطاءً سياسياً لدولة الاحتلال، جعلت منها شريكاً في سلام مزعوم، وهي الدولة المارقة، المتمردة على قرارات الشرعية الدولية، وسجلها حافل بالجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، ضد شعوبنا العربية وفي القلب منها شعبنا الفلسطيني، كما وفرت هذه المشاريع والاتفاقيات لدولة الاحتلال الغطاء السياسي الفلسطيني من أجل إنجاز مشروعها الاستيطاني على معظم أجزاء الضفة الفلسطينية والإسراع في تهويد القدس، أي سهل على دولة الاحتلال إنجاز مشروعها في سلب الأرض الفلسطينية وطرد سكانها.
ودعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية إلى استخلاص دروس الصمود والمواجهة لأبناء شعبنا في أراضي الـ 48، التي صنعت ليوم الأرض مجده التاريخي، معمداً بدماء الشهداء، الخالدين أبداً في وجداننا.
كما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى الكف عن ترويج الادعاءات السياسية الرخيصة، وعلى الأخص ادعاءات مسار العقبة - شرم الشيخ الذي تعترف القيادة السياسية خلف الأبواب إنه لم يحقق لشعبنا أي مكاسب، بل زاد من إضعاف ثقة شعبنا بالمؤسسات الوطنية، ودورها القيادي ومدى حرصها على مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية بقدر حرصها على مصالحها الفئوية والاجتماعية، كطبقة حاكمة باتت ترى في السلطة وبقاء السلطة مصلحة خاصة بها، ولو على حساب المصلحة الوطنية وتقدم المسار النضالي.
ودعت الجبهة الديمقراطية إلى مغادرة كافة المشاريع الهابطة، من أوسلو إلى العقبة – شرم الشيخ، واحترام قرارات الشرعية الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي، وتبني خيار شعبنا في مقاومة شاملة بكل الوسائل والأدوات تحت قيادة مركزية موحدة تكفل التأطير والتنظيم وتزويد المقاومة باحتياجاتها البرنامجية والميدانية.
وختمت الجبهة الديمقراطية مؤكدة إن يوم الأرض المجيد، سيبقى واحداً من أبرز علامات وحدة شعبنا ووحدة حقوقه، ووحدة مصالحه الوطنية ما يتوجب على القوى الفاعلة في جناحي الوطن (48 + 67) ابتداع الأساليب والآليات الكفاحية لترسيخ هذه الوحدة فعلاً نضالياً في ميدان التصدي للاحتلال ودولته الفاشية العنصرية .