- / د. رافت حمدونة
إذا كان السجن خلوة الأسير الروحانية على مدار العام ، فشهر رمضان زاد الصبر للأسرى واكتساب المزيد من طاقة تحمل الألم والمعاناة ، والصمود والتحدى للسجان وسياساته وانتهاكاته ، فى رمضان تتضاعف العزيمة والإرادة رغم أنف السجان، فى هذا الشهر الفضيل يتسامح الأسرى ويتصالح ، وتكثر فيه المنافسة فى مجال التعليم والثقافة والمطالعة والمسابقات الدينية والعلمية .
فى رمضان تتحول الزنازين إلى مساجد رغم عدم وجود مصلى عام أو تراويح جماعية ، يتدارس فيها الاسرى التفاسير ويهتموا بالقرآن الكريم وتلاوته ، وشرح الأحاديث والسنن النبوية ، ومطالعة كتب التفاسير للعلماء والصالحين ، وتكثر التسابيح وتتحول الأقسام إلى زوايا وتكايا للعبادة وحلق الذكر والمنافسة فى الحفظ والتلاوة والتثبيت .
فى رمضان أتذكر سحور رمضان المتواضع والمتكرر مرة سحور بالفول وثانية بالبيض وبعض الملاعق من اللبنة ، ولكن بلا " قمر دين أو حلاوة بالمكسرات " سُفرة الطعام القليلة بكمها ونوعها ، ومن الأسرى من يفطر على وجبات من أيدى الأسرى الجنائيين الذين لا يتوانون أحياناً بوضع الأوساخ عمداً فى الطعام ، وإن حافظوا فطريقة الطهى مختلفة وغير محبذة ، بلا شوربة خضروات أو حبات تمر أو حلويات كالقطايف والسهر بلا فواكه أو مكسرات .
وفي رمضان رغم المحاولات بتدمير بنية الأسير فيهتم الأسرى بصحتهم البدنية ، ويهتم الأسرى بالأنشطة الرياضة اليومية فى الساحات والغرف ، ويستعلي الأسرى على جراحهم وإظهار السعادة على محياهم واخفاء مظاهر الألم والحزن رغم عوائق السجان ومنغصاته.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت